الحصانة الدبلوماسية وضرورات حماية الأمن القومي

ISBN 9789957168322
الوزن 0.750
الحجم 17*24
الورق ابيض
الصفحات 328
السنة 2014
النوع مجلد

إن المبعوث الدبلوماسي هو الشخص الذي حاز ثقة حكومته، وقدرت فيه صفاته وكفاءته وما يتحلى به من خلق طيب وأمانة وصدق لا يرقى إليها الشك، فأوفدته لكي يمثلها ويكون عنواناً رفيعاً لكل تصرف يصدر منه. ولذلك فهي تطلب منه الكثير، لكي يقوم بكل ما هو مطلوب منه من مهام دقيقة على الوجه الذي تنتظره منه. فمهمة الدبلوماسي هي الحفاظ على السلام والوئام والعلاقات الطيبة بين دولته والدول المبتعث إليها. والدبلوماسي المحترف مهما كانت جنسيته مقتنع بأن هذه المهمة هي واجبه الرئيس. ويحكم على أية دولة وشعبها من خلال الأعمال والتصرفات التي يقوم بها ممثليها في الخارج، وبالتالي كان على الدول أن تعنى أشد العناية باختيار مبعوثيها الذين سوف يمثلونها. ومن هنا يتبين لنا أن المسؤولية التي يحملها الدبلوماسي على عاتقه مسؤولية خطيرة، وبالتالي كان عليه أن يشق طريقه بحذر وحرص. فيا حسرة على دولة ابتليت بدبلوماسي راح يمثل بها بدلاً من أن يمثلها تمثيلاً لائقاً. ومن هنا كان على المبعوث الدبلوماسي ألا يسيئ استعمال ما منح من حصانات وامتيازات دبلوماسية لا تمنح لمثله من الأجانب العاديين، وإنما على العكس يلزم أن يكون في غاية الحرص والدقة في مراعاة النظام واحترام القانون، فإن استهتر وخالف، كان جزاؤه الحرمان من شرف تمثيل دولته. والسبب الذي حذا بنا إلى البحث في جوانب هذا الموضوع، هو تسليط الضوء على الإساءات التي ترتكب من قبل بعض المبعوثين الدبلوماسيين تحت مسمى الحصانات والامتيازات الدبلوماسية. فالحصانات والامتيازات التي يتمتع بها المبعوث الدبلوماسي لا تعني حرية مخالفة القوانين والأنظمة المحلية، ولا إباحة ارتكاب الجرائم، وإلا تحولت إلى وسيلة للفوضى وعدم الاكتراث بالقانون، مؤدية بذلك إلى خلق طبقة اجتماعية متميزة تعلو على باقي الأفراد وتسمو على القوانين. كما أن العدالة تأبى أن تتحول الحصانات والامتيازات الدبلوماسية من وسيلة لحماية الدبلوماسي وصون كرامته، إلى وسيلة للتستر على تصرفات مريبة وأفعال مشينة وجرائم جنائية قد تؤدي إلى ضياع حقوق الأفراد والإضرار بمصالحهم. وتشكل إساءة استخدام الحصانات والامتيازات الدبلوماسية أحد المتغيرات الخطيرة التي بدأت تطفو على سطح العلاقات الدولية، ومثال ذلك ارتكاب أفعال لا تمت إلى الوظيفة الدبلوماسية بأية صلة تحت ستار الحصانات والامتيازات الممنوحة، كتهريب المخدرات وارتكاب جرائم قتل وانتهاك قوانين الأمن والتدخل في الشؤون الداخلية للدولة المضيفة والتجسس وغيرها من الأمور التي تحظرها قوانين الدول المضيفة. أضف إلى ذلك أن إساءة المبعوث الدبلوماسي لامتيازاته وحصاناته الدبلوماسية هو أمر خطير، لأن من شأن ذلك تقويض العمل الدبلوماسي من جذوره، والنأي به عن الأهداف التي شرّع من أجلها، والإضرار بمصداقية الحرفة الدبلوماسية. فيجب على المبعوث الدبلوماسي مراعاة الغاية التي من أجلها تم منح الحصانات والامتيازات الدبلوماسية، والتي إن اتبعت ستؤدي إلى زيادة أواصر التعاون السلمي بين الدول، وفي نفس الوقت النهوض بمستوى المهنة الدبلوماسية بما يكفل تحقيق أهدافها ومقاصدها النبيلة، والنأي بها عن كافة التصرفات غير المسؤولة التي ترتكب من قبل بعض الدبلوماسيين.

الصفحةالموضوع
15 التمهيد
61 المـقـدمـة
الباب الأول
الحصانات والامتيازات التي يتمتع بها المبعوث الدبلوماسي
71 الفصل الأول: الحصانات التي يتمتع بها المبعوث الدبلوماسي
72 المبحث الأول: الحصانة الشخصية
86 المبحث الثاني: الحصانة القضائية
87 المطلب الأول: الحصانة القضائية الجنائية
91 المطلب الثاني: الحصانة القضائية المدنية والإدارية
98 المطلب الثالث: الإعفاء من الإدلاء بالشهادة
102 المطلب الرابع: الحصانة ضد التنفيذ
105 الفصل الثاني: الامتيازات التي يتمتع بها المبعوث الدبلوماسي
107 المبحث الأول: الإعفاءات الضريبية
115 المبحث الثاني: الإعفاءات الجمركية
126 المبحث الثالث: الإعفاء من الخدمات الخاصة وحرية رفع العلم والشعار وتأمين المساكن اللائقة
130 المبحث الرابع: عدم الخضوع للتشريع الخاص بالضمان الاجتماعي
132 المبحث الخامس: امتيازات أخرى يتمتع بها المبعوث الدبلوماسي
الباب الثاني
المجالات الشائعة لإساءة استخدام الحصانات والامتيازات الدبلوماسية والحقيبة الدبلوماسية والحلول المثلى لها
141 الفصل الأول: أهم المجالات الشائعة لإساءة استخدام الحصانات والامتيازات الدبلوماسية
143 المبحث الأول: الجرائم التي يرتكبها المبعوث الدبلوماسي في إطار الحصانة القضائية
144 المطلب الأول: إساءة استخدام الحصانة القضائية فيما يختص بجرائم القتل والشروع فيها
150 المطلب الثاني: إساءة استخدام الحصانة القضائية فيما يختص بجرائم التهريب
155 المطلب الثالث: إساءة استخدام الحصانة القضائية فيما يختص بالجرائم الجنسية
159 المطلب الرابع: إساءة استخدام الحصانة القضائية فيما يختص بجرائم التجسس
167 المطلب الخامس: إساءة استخدام الحصانة القضائية فيما يختص بجرائم السرقات
169 المطلب السادس: إساءة استخدام الحصانة القضائية فيما يختص بالمخالفات المرورية
176 المبحث الثاني: إساءة المبعوث الدبلوماسي فيما يخص التدخل في الشؤون الداخلية للدول المضيفة وانتهاك قوانين الأمن لديها
186 المبحث الثالث: إساءة المبعوث الدبلوماسي فيما يختص بالإدلاء بتصريحات معادية ضد الدولة المضيفة
190 المبحث الرابع: إساءة المبعوثين الدبلوماسيين فيما يختص بالتصرفات غير اللائقة
196 الفصل الثاني: إساءة استخدام الحقيبة الدبلوماسية
197 المبحث الأول: تعريف الحقيبة الدبلوماسية
205 المبحث الثاني: نماذج من إساءة استخدام الحقيبة الدبلوماسية
213 الفصل الثالث: الحلول المقترحة للحدّ من إساءة استخدام الحصانات والامتيازات الدبلوماسية
215 المبحث الأول: الحلول الواردة ضمن اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961
217 المطلب الأول: إعلان المبعوث الدبلوماسي شخص غير مرغوب فيه
222 المطلب الثاني: الموافقة المسبقة على ترشيح رئيس البعثة الدبلوماسية
226 المطلب الثالث: إبقاء عدد المبعوثين الدبلوماسيين في الدول المضيفة ضمن الحدود المعقولة
229 المطلب الرابع: إقامة الدعوى على المبعوث الدبلوماسي أمام محاكم الدولة المعتمدة
232 المطلب الخامس: التنازل عن الحصانة القضائية التي يتمتع بها المبعوث الدبلوماسي
239 المبحث الثاني: حلول مقترحة حسب الأعراف الدولية وأحكام القانون الدبلوماسي
240 المطلب الأول: طرد المبعوث الدبلوماسي
242 المطلب الثاني: استدعاء المبعوث الدبلوماسي
245 المطلب الثالث: قطع العلاقات الدبلوماسية
248 المطلب الرابع: حلول مقترحة لمواجهة سوء استخدام الحقيبة الدبلوماسية
253 المبحث الثالث: حلول مقترحة من بعض تشريعات الدول المضيفة
254 المطلب الأول: حلول مقترحة بالنسبة للمخالفات المرورية
259 المطلب الثاني: حلول مقترحة فيما يتعلق بإساءة استخدام الإعفاءات الجمركية
263 المطلب الثالث: اللجوء إلى وزارة الخارجية في الدول المضيفة (اللجوء إلى الطرق الدبلوماسية)
265 المطلب الرابع: نماذج مستقاة من تشريعات بعض الدول لمواجهة إساءة استخدام الحصانات والامتيازات الدبلوماسية
268 المبحث الرابع: حلول عامة لمواجهة سوء استخدام الحصانات والامتيازات الدبلوماسية
269 المطلب الأول: إنشاء دائرة متخصصة ضمن دوائر محكمة العدل الدولية لنظر القضايا الخاصة بالمبعوثين الدبلوماسيين
270 المطلب الثاني: عدم تعيين الكادر الدبلوماسي من خارج السلك الدبلوماسي
274 المطلب الثالث: المعاهد الدبلوماسية ودورها في إعداد الدبلوماسي الناجح
281 ملحق: اتفاقية فيينا حول العلاقات الدبلوماسية لعام 1961
303 الخاتمة
311 المراجع

الكتب ذات العلاقة

القانون     الدولي الحصانة الدبلوماسية وضرورات حماية الأمن القومي
 
اضافة الكتاب الى سلة المشتريات
  الكمية:
حذف الكتاب:
   
   
 
 
انهاء التسوق
استمر بالتسوق
9789957168322 :ISBN
الحصانة الدبلوماسية وضرورات حماية الأمن القومي :الكتاب
د.اشرف محمد غرايبة :المولف
0.750 :الوزن
17*24 :الحجم
ابيض :الورق
328 :الصفحات
2014 :السنة
مجلد :النوع
$25 :السعر
 
:المقدمة

إن المبعوث الدبلوماسي هو الشخص الذي حاز ثقة حكومته، وقدرت فيه صفاته وكفاءته وما يتحلى به من خلق طيب وأمانة وصدق لا يرقى إليها الشك، فأوفدته لكي يمثلها ويكون عنواناً رفيعاً لكل تصرف يصدر منه. ولذلك فهي تطلب منه الكثير، لكي يقوم بكل ما هو مطلوب منه من مهام دقيقة على الوجه الذي تنتظره منه. فمهمة الدبلوماسي هي الحفاظ على السلام والوئام والعلاقات الطيبة بين دولته والدول المبتعث إليها. والدبلوماسي المحترف مهما كانت جنسيته مقتنع بأن هذه المهمة هي واجبه الرئيس. ويحكم على أية دولة وشعبها من خلال الأعمال والتصرفات التي يقوم بها ممثليها في الخارج، وبالتالي كان على الدول أن تعنى أشد العناية باختيار مبعوثيها الذين سوف يمثلونها. ومن هنا يتبين لنا أن المسؤولية التي يحملها الدبلوماسي على عاتقه مسؤولية خطيرة، وبالتالي كان عليه أن يشق طريقه بحذر وحرص. فيا حسرة على دولة ابتليت بدبلوماسي راح يمثل بها بدلاً من أن يمثلها تمثيلاً لائقاً. ومن هنا كان على المبعوث الدبلوماسي ألا يسيئ استعمال ما منح من حصانات وامتيازات دبلوماسية لا تمنح لمثله من الأجانب العاديين، وإنما على العكس يلزم أن يكون في غاية الحرص والدقة في مراعاة النظام واحترام القانون، فإن استهتر وخالف، كان جزاؤه الحرمان من شرف تمثيل دولته. والسبب الذي حذا بنا إلى البحث في جوانب هذا الموضوع، هو تسليط الضوء على الإساءات التي ترتكب من قبل بعض المبعوثين الدبلوماسيين تحت مسمى الحصانات والامتيازات الدبلوماسية. فالحصانات والامتيازات التي يتمتع بها المبعوث الدبلوماسي لا تعني حرية مخالفة القوانين والأنظمة المحلية، ولا إباحة ارتكاب الجرائم، وإلا تحولت إلى وسيلة للفوضى وعدم الاكتراث بالقانون، مؤدية بذلك إلى خلق طبقة اجتماعية متميزة تعلو على باقي الأفراد وتسمو على القوانين. كما أن العدالة تأبى أن تتحول الحصانات والامتيازات الدبلوماسية من وسيلة لحماية الدبلوماسي وصون كرامته، إلى وسيلة للتستر على تصرفات مريبة وأفعال مشينة وجرائم جنائية قد تؤدي إلى ضياع حقوق الأفراد والإضرار بمصالحهم. وتشكل إساءة استخدام الحصانات والامتيازات الدبلوماسية أحد المتغيرات الخطيرة التي بدأت تطفو على سطح العلاقات الدولية، ومثال ذلك ارتكاب أفعال لا تمت إلى الوظيفة الدبلوماسية بأية صلة تحت ستار الحصانات والامتيازات الممنوحة، كتهريب المخدرات وارتكاب جرائم قتل وانتهاك قوانين الأمن والتدخل في الشؤون الداخلية للدولة المضيفة والتجسس وغيرها من الأمور التي تحظرها قوانين الدول المضيفة. أضف إلى ذلك أن إساءة المبعوث الدبلوماسي لامتيازاته وحصاناته الدبلوماسية هو أمر خطير، لأن من شأن ذلك تقويض العمل الدبلوماسي من جذوره، والنأي به عن الأهداف التي شرّع من أجلها، والإضرار بمصداقية الحرفة الدبلوماسية. فيجب على المبعوث الدبلوماسي مراعاة الغاية التي من أجلها تم منح الحصانات والامتيازات الدبلوماسية، والتي إن اتبعت ستؤدي إلى زيادة أواصر التعاون السلمي بين الدول، وفي نفس الوقت النهوض بمستوى المهنة الدبلوماسية بما يكفل تحقيق أهدافها ومقاصدها النبيلة، والنأي بها عن كافة التصرفات غير المسؤولة التي ترتكب من قبل بعض الدبلوماسيين.

 
:الفهرس
 
:الكتب ذات العلاقة