الحمد لله رب العالمين، القائل سبحانه: (ولله ملك السموات والارض وإلى الله المصير )( سورة النور، الآية 42.) والصلاة و السلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد خاتم النبيين، القائل صلى الله عليه وسلم: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين"،( رواه البخاري في الصحيح برقم 71، ومسلم في الصحيح برقم 1037، عن معاوية رضي الله عنه. ) والقائل عليه الصلاة والسلام:" أفضل العبادة الفقه"؛ (رواه الطبراني في المعجم الصغير عن ابن عمرو برقم 1114، والبزار والسيوطي عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.) وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اتبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: فهذه خلاصة منظمة موجزة للمحاضرات التي ألقيتها على طلاب السنة الرابعة بكلية الحقوق في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، خلال العام الجامعي 2013/2014م، وذلك حسب توصيف ومفردات المقرر المتعلق بمادة "الحقوق العينية" (424 نظم)، في ضوء قواعد الفقه الإسلامي والأنظمة السعودية. وقد راعيت عند إعدادها الإيجاز في العرض، وسهولة العبارة، وحسن الترتيب، بطريقة سهلة ميسرة بعيداً عن الصرامة والتعقيد، كما أنني قصدت عدم الوقوف كثيراً عند التفاصيل الثانوية؛ حتى أجنب الطالب تشتت أفكار المادة العلمية، وطغيان المسائل الفرعية على المبادئ الأساسية؛ فيستطيع الطالب العادي أن يتقن فهم أحكام حق الملكية في حد ذاته، والملكية الشائعة وصورها، والحقوق المتفرعة عن حق الملكية، وأسباب كسب الملكية؛ وكذا الحقوق العينية التبعية كالرهن الرسمي والرهن الحيازي وحقوق الامتياز وحق الاختصاص. وأرجو أن تكون هذه الدروس واضحة ومترابطة، محققة للهدف العلمي الأكاديمي المنشود، قريبة لأذهان الطلاب، فتساعدهم على استيعاب مفردات مقرر "الحقوق العينية"؛ وتحقيقاً للفائدة العلمية المرجوة أيضاً، حاولت الاعتماد على بعض اجتهادات محاكم النقض الحديثة المشهورة المتوفرة في مادة الحقوق العينية؛ وهذا بهدف تقريب الفهم لفكر الطلاب من خلال الجوانب التطبيقية في حدود المرحلة الجامعية. وهذه الدراسة الموجزة للحقوق العينية، رأيت قدر المستطاع أن تكون على سبيل الدراسة المقارنة، وخاصة فيما خلص إليه فقهاء الشريعة الإسلامية الغراء، وكذا الرجوع إلى بعض التشريعات العربية، والقانون المدني الفرنسي، وهذا بما يتناسب مع المرحلة الجامعية؛ فما أحوجنا في هذه الحقبة إلى هذا النوع من المنهجية المقارنة بالفقه الإسلامي والتشريعات المدنية المعاصرة، لما تثيره من جدل وإثراء علمي وأكاديمي على الصعيدين النظري والعملي. وإني لا يفوتني ههنا، أن أتوجه بالشكر إلى طلاب السنة الرابعة بكلية الحقوق بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، لما لمسته فيهم من حب ومودة وتقدير، وتجاوب كبير مع مادة الحقوق العينية، متمنياً لهم مستقبلاً زاهراً، ودوام الصحة والنجاح والتوفيق، إنه لطيف لما يشاء، وهو خير المستعان. وأسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا إلى أداء واجبنا على نحو يرضيه، وهو الموفق إلى ما فيه السداد في القول، والإخلاص في العمل، إنه على كل شيء قدير.