العمل النقابي - الحرية - التنظيم وفق المعايير الدولية

ISBN 9789923150023
الوزن 0.700
الحجم 17×24
الورق ابيض
الصفحات 264
السنة 2020
النوع مجلد

كانت حقوق الإنسان وحرياته الأساسية ضيقة ومحددة ومقيدة وأقرب إلى خدمية وفق التشريعات الداخلية، وكانت حكراً على القوانين الداخلية في ظل القانون الدولي التقليدي، ولكن بفعل التطورات السريعة والمتلاحقة التي شهدتها هذه المواضيع على الساحة الدولية محوراً لاهتمام القانون الدولي المعاصر، ونجد من بينها حرية تنظيم العمل النقابي التي اعتنت بها وأقرتها كثيراً من الاتفاقيات الدولية العالمية منها والإقليمية. وقد حظيت باهتمام منظمة الأمم المتحدة وذلك من خلال ما تضمنته قوانين الشرعة الدولية والاتفاقيات الصادرة عن منظمة العمل الدولية باعتبارها وكالة متخصصة تابعة لها، تعمل أساساً على حماية حقوق العمال وحرياتهم الأساسية وعلى رأسها حرية تنظيم العمل النقابي. وبالتالي يجب احترام أبعادها الدولية والتي تقضي بعالميتها وعدم قابليتها للتجزئة، أو التنازل، مما يستدعي ضمان احترامها في النظم القانونية الوطنية، وتوحيدها في تشريعات دول العالم المنظمة لهذه الاتفاقيات. وحيث إن حرية تنظيم العمل النقابي تعتبر حقاً اجتماعياً وقانونياً مشروعاً، تحققه المجتمعات الحديثة منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين بعد معارك قانونية واجتماعية وسياسية طويلة، امتدت على مدار أجيال عديدة تضافرت فيها جهود الحركات الاجتماعية والنقابية والسياسية طوال القرنين الثامن والتاسع عشر، وقد تعاظم هذا الجهد الدولي مع اجتهادات القضاء وصناعته لنصوص القانون الاجتماعي، وحمايته للطرف الضعيف في علاقة العمل والسعي الدؤوب إلى مزيد من التكريس لحقوق الإنسان على الصعيدين الدولي والوطني، ذلك أن الحق النقابي أصبح شرطاً لازماً لفعالية تشريع العمل، بالإضافة إلى اتساع الاهتمام من الطلبة والباحثين والجامعيين والمختصين بالموضوع المتعلق بالحقوق والحريات النقابية وقانون العمل والضمان الاجتماعي والمنازعات الاجتماعية، ومنظومة التقاعد والرواتب. وفي ضوء هذه التطورات بادر المركز الوطني لحقوق الإنسان بإصدار بيان أوضح فيه أن من حق النقابيين أن يكون لهم رأيهم في الشأن الوطني العام، وأن استخدام العنف ضد النقابيين يشكل خرقاً للقانون، وشدد المركز على ضرورة أن تكون مرجعية العلاقة بين الحكومة والنقابات المهنية هو الدستور والقانون ومصلحة الوطن العليا، مشيراً إلى أن انقطاع الحوار وتبادل الاتهامات ووجود المظاهر الأمنية حول النقابات يوحي بأن البلاد تعيش ظروفاً أمنية صعبة، وهو ما يخالف الواقع جملة وتفصيلاً، كما أن ضمور الحياة السياسية في البلاد بشكل عام وضعف الأحزاب الوطنية لأسباب تاريخية وموضوعية، خلق حالة ملتبسة تستوجب فحص الأسباب التي أدت إلى نشوء هذه الحالة، كما تستوجب مراجعة جادة ومخلصة لمنهجية العمل السياسي برمته، وأن للعمل النقابي وبقية مؤسسات المجتمع المدني دوراً أساسياً وطبيعياً في التنمية الوطنية بأبعادها المختلفة، ولابد من الاعتراف بهذا الدور إذا كنا نهدف إلى توسيع قاعدة المشاركة. وإن انضمام الدولة الأردنية لعدة اتفاقيات دولية، من أهمها منظمة العمل الدولية والاتفاقية الناشئة عنها، وهي الاتفاقية رقم 98 لسنة 1949 المتعلقة بشأن تطبيق مبادئ حق التنظيم والمفاوضة الجماعية، والعهدين الدوليين، والإعلان العالمي لحقوق الانسان، إذ يُرتب على الدولة الأردنية واجبات والتزامات من شقين: الشق الأول: دولية تقضي بضرورة نفاذها في مواجهة الدولة من خلال الآليات الدولية العالمية منها والإقليمية بهدف رصد ومراقبة تنفيذها وتعديل تشريعاتها بما يتواءم مع المعايير الدولية. أما الشق الثاني: إن مستوى ما توفره الدولة الأردنية من حماية لكفالة هذه الحرية إنما يعد أحد العوامل البالغة الأهمية في تقويم مدى اقترابها من المعايير الدولية التي تسوق إلى تقدم اجتماعي ورقي حضاري ومعايشتها لروح العصر.

الصفحةالموضوع
15 الملخص
17 المقدمة
الفصل الأول
ماهية حرية تنظيم العمل النقابي
33 المبحث الأول: مفهوم وتطور حرية تنظيم العمل النقابي
34 المطلب الأول: مفهوم حرية تنظيم العمل النقابي
34 الفرع الأول: تعريف حرية تنظيم العمل النقابي
54 الفرع الثاني: أنواع النقابات
62 المطلب الثاني: بداية وتطور حرية تنظيم العمل النقابي
63 الفرع الأول: نشأة وتطور حرية تنظيم العمل النقابي في فرنسا
70 الفرع الثاني: نشأة وتطور حرية تنظيم العمل النقابي في مصر
76 المطلب الثالث: بداية وتطور حرية تنظيم العمل النقابي في الأردن
77 الفرع الأول: نشأة وتطور الحركة النقابية
83 الفرع الثاني: نشأة وتطور الحركات النقابية المستقلة
90 المبحث الثاني: مصادر حرية تنظيم العمل النقابي وكيفية تكوينها
91 المطلب الأول: المصادر الدولية لحرية تنظيم العمل النقابي
92 الفرع الأول: المصادر الدولية العالمية لحرية تنظيم العمل النقابي
109 الفرع الثاني: المصادر الدولية الإقليمية لحرية تنظيم العمل النقابي
116 المطلب الثاني: المصادر الداخلية لحرية تنظيم العمل النقابي
117 الفرع الأول: الدستور كمصدر داخلي لحرية تنظيم العمل النقابي
119 الفرع الثاني: القانون كمصدر داخلي لحرية تنظيم العمل النقابي
123 المطلب الثالث: تكوين النقابات والتفرغ النقابي في الأردن
123 الفرع الأول: تسجيل النقابات العامة
124 الفرع الثاني: التفرغ النقابي
الفصل الثاني
حماية حرية تنظيم العمل النقابي
132 المبحث الأول: الإطار التنظيمي لحرية تنظيم العمل النقابي وضمانات الحماية
132 المطلب الأول: الوسائل التي يتم من خلالها ممارسة حرية التنظيم
133 الفرع الأول: الإضراب
141 الفرع الثاني: المفاوضة الجماعية
155 المطلب الثاني: حدود وضوابط تقييد ممارسة حرية التنظيم
155 الفرع الأول: القيود الواردة على ممارسة حرية التنظيم
171 الفرع الثاني: القيود الواردة على حرية تنظيم العمل النقابي
179 المطلب الثالث: ضمانات الحماية لحرية تنظيم العمل النقابي
180 الفرع الأول: الضمانات العامة لحماية حرية التنظيم
186 الفرع الثاني: الضمانات الخاصة لحماية حرية التنظيم
196 المبحث الثاني: آليات الحماية لحرية تنظيم العمل النقابي
196 المطلب الأول: الآليات الدولية لحماية حرية تنظيم العمل النقابي
197 الفرع الأول: آليات الحماية لحرية التنظيم على المستوى الدولي العالمي
213 الفرع الثاني: آليات الحماية لحرية التنظيم على المستوى الدولي الإقليمي
218 المطلب الثاني: الآليات الداخلية لحماية حرية تنظيم العمل النقابي
219 الفرع الأول: الآليات غير القضائية لحماية حرية التنظيم
226 الفرع الثاني: الآليات القضائية لحماية حرية التنظيم
233 المطلب الثالث: النتائج المترتبة على الاعتراف بحرية تنظيم العمل النقابي
233 الفرع الأول: إدماج المعاهدات الدولية الخاصة بحماية حرية التنظيم في القانون الداخلي
239 الفرع الثاني: عدم إمكانية الاحتجاج بعدم المصادقة على اتفاقيات حرية التنظيم
247 الخاتمة
255 المراجع
القانون     الدولي العمل النقابي - الحرية - التنظيم وفق المعايير الدولية
 
اضافة الكتاب الى سلة المشتريات
  الكمية:
حذف الكتاب:
   
   
 
 
انهاء التسوق
استمر بالتسوق
9789923150023 :ISBN
العمل النقابي - الحرية - التنظيم وفق المعايير الدولية :الكتاب
مراد "أحمد رشيد" الخواجا :المولف
0.700 :الوزن
17×24 :الحجم
ابيض :الورق
264 :الصفحات
2020 :السنة
مجلد :النوع
$20 :السعر
 
:المقدمة

كانت حقوق الإنسان وحرياته الأساسية ضيقة ومحددة ومقيدة وأقرب إلى خدمية وفق التشريعات الداخلية، وكانت حكراً على القوانين الداخلية في ظل القانون الدولي التقليدي، ولكن بفعل التطورات السريعة والمتلاحقة التي شهدتها هذه المواضيع على الساحة الدولية محوراً لاهتمام القانون الدولي المعاصر، ونجد من بينها حرية تنظيم العمل النقابي التي اعتنت بها وأقرتها كثيراً من الاتفاقيات الدولية العالمية منها والإقليمية. وقد حظيت باهتمام منظمة الأمم المتحدة وذلك من خلال ما تضمنته قوانين الشرعة الدولية والاتفاقيات الصادرة عن منظمة العمل الدولية باعتبارها وكالة متخصصة تابعة لها، تعمل أساساً على حماية حقوق العمال وحرياتهم الأساسية وعلى رأسها حرية تنظيم العمل النقابي. وبالتالي يجب احترام أبعادها الدولية والتي تقضي بعالميتها وعدم قابليتها للتجزئة، أو التنازل، مما يستدعي ضمان احترامها في النظم القانونية الوطنية، وتوحيدها في تشريعات دول العالم المنظمة لهذه الاتفاقيات. وحيث إن حرية تنظيم العمل النقابي تعتبر حقاً اجتماعياً وقانونياً مشروعاً، تحققه المجتمعات الحديثة منذ بداية النصف الثاني من القرن العشرين بعد معارك قانونية واجتماعية وسياسية طويلة، امتدت على مدار أجيال عديدة تضافرت فيها جهود الحركات الاجتماعية والنقابية والسياسية طوال القرنين الثامن والتاسع عشر، وقد تعاظم هذا الجهد الدولي مع اجتهادات القضاء وصناعته لنصوص القانون الاجتماعي، وحمايته للطرف الضعيف في علاقة العمل والسعي الدؤوب إلى مزيد من التكريس لحقوق الإنسان على الصعيدين الدولي والوطني، ذلك أن الحق النقابي أصبح شرطاً لازماً لفعالية تشريع العمل، بالإضافة إلى اتساع الاهتمام من الطلبة والباحثين والجامعيين والمختصين بالموضوع المتعلق بالحقوق والحريات النقابية وقانون العمل والضمان الاجتماعي والمنازعات الاجتماعية، ومنظومة التقاعد والرواتب. وفي ضوء هذه التطورات بادر المركز الوطني لحقوق الإنسان بإصدار بيان أوضح فيه أن من حق النقابيين أن يكون لهم رأيهم في الشأن الوطني العام، وأن استخدام العنف ضد النقابيين يشكل خرقاً للقانون، وشدد المركز على ضرورة أن تكون مرجعية العلاقة بين الحكومة والنقابات المهنية هو الدستور والقانون ومصلحة الوطن العليا، مشيراً إلى أن انقطاع الحوار وتبادل الاتهامات ووجود المظاهر الأمنية حول النقابات يوحي بأن البلاد تعيش ظروفاً أمنية صعبة، وهو ما يخالف الواقع جملة وتفصيلاً، كما أن ضمور الحياة السياسية في البلاد بشكل عام وضعف الأحزاب الوطنية لأسباب تاريخية وموضوعية، خلق حالة ملتبسة تستوجب فحص الأسباب التي أدت إلى نشوء هذه الحالة، كما تستوجب مراجعة جادة ومخلصة لمنهجية العمل السياسي برمته، وأن للعمل النقابي وبقية مؤسسات المجتمع المدني دوراً أساسياً وطبيعياً في التنمية الوطنية بأبعادها المختلفة، ولابد من الاعتراف بهذا الدور إذا كنا نهدف إلى توسيع قاعدة المشاركة. وإن انضمام الدولة الأردنية لعدة اتفاقيات دولية، من أهمها منظمة العمل الدولية والاتفاقية الناشئة عنها، وهي الاتفاقية رقم 98 لسنة 1949 المتعلقة بشأن تطبيق مبادئ حق التنظيم والمفاوضة الجماعية، والعهدين الدوليين، والإعلان العالمي لحقوق الانسان، إذ يُرتب على الدولة الأردنية واجبات والتزامات من شقين: الشق الأول: دولية تقضي بضرورة نفاذها في مواجهة الدولة من خلال الآليات الدولية العالمية منها والإقليمية بهدف رصد ومراقبة تنفيذها وتعديل تشريعاتها بما يتواءم مع المعايير الدولية. أما الشق الثاني: إن مستوى ما توفره الدولة الأردنية من حماية لكفالة هذه الحرية إنما يعد أحد العوامل البالغة الأهمية في تقويم مدى اقترابها من المعايير الدولية التي تسوق إلى تقدم اجتماعي ورقي حضاري ومعايشتها لروح العصر.

 
:الفهرس