المسؤولية المدنية للأطباء عن أخطائهم المدنية

ISBN 9789957642969
الوزن 0.700
الحجم 17×24
الورق ابيض
الصفحات 296
السنة 2023
النوع مجلد

الحمد لله وحده أهل الثناء والحمد، المتفضل على عباده بالآلاء والنعم فألبسهم لباس الصحة والعافية، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده المرسل رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد؛ فمما لا شكّ فيه أن صحّة الإنسان وسلامتَه الجَسديّة هي رأس ماله، فهو حريص منذ أن خُلِق على سلامتِه والاعتناء بها والسّعيِ في المحافظة عليها. مما جعل حق السّلامة الجَسدِيّة والمحافظَة على الصّحة مُكرّسًا عبر الأزمِنة والعصور، حتى أصبح حقًا دُستوريًا منصوص عليه في غالبية أنظمة ودساتير الدول المعاصرة. ولمّا كانت حِكمَة الله تعالى البالِغَة تَقتَضي أن يَعتَري هذه الصّحة ما يَعتَرِيها من العَطَل والضّعف والوَهَن عن طريق الأمراض والأوجاع والآلام، فقد أمرهم بالسّعي في عِلاجِها وصِيّانَتِها والقضاء على ما أمكَن من الأمراض والأسْقام. فشَرع لهم التداوي والمُعالجة عند أهل الخِبرة من الأطبّاء والجرّاحين والمُخْتَصّين وغيرهُم من أهل الطّب. وإذا كانت مهنة الطّب من بين المهَن النّبيلَة الشّرِيفة، إلا أنها تنطَوي على كثير من المآخِذ والصُّعوبات والعَقبات أثناء القيّام بها، ويَكفي بما يَصدُر من أخطاءٍ طبيّة مُختلِفة ومُتَنوّعة كخير دليلٍ على ذلك. مما يَستَـتْبِع وينتُج عنه مسؤولية الطبيب عن هذه الأخطاء المِهنيّة الصّادرة منه. والمسؤوليّة في معناها العام هي المُؤَاخَذَة، "فهي حالة الشخص الذي ارتَكَب أمرًا يَسْتَوجِب المُـؤَاخَذة"، وهي بهذا المفهوم تختلف باختلاف أسبابِها ونتائِجِها. فقد تكون مسؤوليّة أدبِيَّة ناتِجَة عن مُخالَفة قاعـِدة من قواعـِد الأخلاق، ذلك أنّ معيارها هو الخير والشّر. وتكون في حق الأطبّاء بنوعَيها: الإداريّة والتي يتعَرّض لها الطّبيب الذي يعمَل لدى الحكومة أو الهيئات التّابِعة لها (وزارة الصّحة، مستشفى، عيّادة،...) حيث تُمكِّـن السُـلُطات التَأدِيـبـيّة المُخـتَـصّة من تأديب الأطبّاء عن أخطائِهِـم التي ارتَكبوها، وبالتالي توقِيع الجَزاءات التأدِيبيّة المنصوص عليها في هذا الشّأن عليهم. أو النّقابيّة والتي تُخَوّل للنّقابة حق النّظر في أمرِ الأطبّاء المُرتَكِبون للأخطاء الطّبيّة وتَوقيع الجزاءات التي يَتَضمّنُها قانون النقابة والتي تَتلاءم مع صِفة الأطبّاء النقابيّة. وقد تكون مسؤوليّة الطبيب جِنائيّة: إذا كان فِعل الطّبيب يُشكِّل جريمة كالقتل أو الإجهاض أو الجُرح أو الإصابَة... سواء أكانت عمديّة أم من قَبيلِ الخطأ الذي يـتّـَخـِذ أكـثـر من صورة كالإهْـمال والرُّعُـونَة وعَـدم الاحتِراز، أو عـدم مُـراعـاة القوانين واللوائح والأنظِمة، فهُنا تقُوم مسؤوليّة الطّبيب الجِنائيّة ويكون مُعَرّضًا للعقوبة الجِنائيّة المُناسِبة. وقد تكون مسؤوليّة الطبيب مدنيّة ــ وهذا هو موضوع بحثِنا ــ؛ والتي تتمثّل في تعويض المريض المضرور عمّا حلّ به من أضرار ماديّة أو أدبيّة بسبب الخطأ الطّبي الصّادر من الطّبيب. والدعوى المدنيّة التي يرفَعها المريض المضرور أو أقارِبِه هي وسيلة للحصول على التعويض. ولمّا كانت مسؤولية الطّبيب المدنيّة من الأهميّة بما كان، ذلك أن الأمر يتعلّق هنا بطبيب يُمارِس مهنَةً من أنبَلِ المِهن، ويحتاج للقِيّام بعمله كاملاً إلى قَدرٍ كبير من الثِّقَة والحرّيَة والاطمئنان من جهة. ومن جهة ثانية أن الأمر يتَعلّق بحياة مريض أو سلامَتِه الجَسديّة، فهو يضع حياته وسلامته الجَسديّة التي هي أثْمَن ما يملك، ومن أثمَن القيّم التي يحرِص المجتمع على حمايَتها لاعتبَارها من النّظام العام.

الصفحةالموضوع
15 المقدمة
الفصل التمهيدي
التطور التاريخي لمسؤوليّة الطبيب المدنية
24 المبحث الأول: مفهوم الطب وماهية الطبيب
24 المطلب الأول: ماهية الطب
24 الفرع الأول: تعريف الطب لغة
26 الفرع الثاني: تعريف الطب اصطلاحاً
29 المطلب الثاني: مفهوم الطبيب
29 الفرع الأول: تعريف الطبيب
30 الفرع الثاني: شروط ممارسة مهنة الطب وآدابها
37 المبحث الثاني: التطور التاريخي لممارسة مهنة الطب ومسؤولية الطبيب المدنية
37 المطلب الأول: ممارسة مهنة الطب ومسؤولية الطبيب في العصر القديم
38 الفرع الأول: مسؤولية الطبيب في العصور القديمة
41 الفرع الثاني: مسؤولية الطبيب في العصور الوسطى
43 المطلب الثاني: ممارسة مهنة الطب ومسؤولية الطبيب في العصر الحديث
44 الفرع الأول: مسؤولية الطبيب في الشريعة الإسلامية
50 الفرع الثاني: مسؤولية الطبيب في العصر الحديث
الفصل الأول
الطبيعة القانونية لمسؤوليّة الطبيب المدنية
60 المبحث الأول: التكييف القانوني لمسؤولية الطبيب المدنية
61 المطلب الأول: الطبيعة القانونية للمسؤولية المدنية الناجمة عن الخطأ الطبي
61 الفرع الأول: المسؤولية التقصيرية
78 الفرع الثاني: المسؤولية العقدية
88 الفرع الثالث: طبيعة المسؤولية الطبية في التشريع والقضاء الجزائري
98 المطلب الثاني: أركان مسؤولية الطبيب
99 الفرع الأول: الخطأ
106 الفرع الثاني: الضّرر
113 الفرع الثالث: رابطة السببية
120 المبحث الثاني: الخطأ الطبي
122 المطلب الأول: تقدير الخطأ الطبي وإثباته
123 الفرع الأول: طبيعة الخطأ الطبي
132 الفرع الثاني: معيار تقدير الخطأ الطبي
136 الفرع الثالث: إثبات الخطأ الطبي
147 المطلب الثاني: صور الخطأ الطبي
147 الفرع الأول: الخطأ الطبي في العلاج
162 الفرع الثاني: الخطأ الطبي في العمليات الجراحية
169 الفرع الثالث: إفشاء السّر المهني
177 خلاصة الفصل الأول
الفصل الثاني
حدود مسؤوليّة الطبيب المدنية
182 المبحث الأول: التزامات الطبيب ومسؤوليته عن أخطاء مساعديه
183 المطلب الأول: مدى التزام الطبيب
186 الفرع الأول: الالتزام ببذل عناية
189 الفرع الثاني: الالتزام بتحقيق نتيجة
207 الفرع الثالث: الالتزام بالسلامة
213 المطلب الثاني: مسؤولية الطبيب عن الأخطاء المهنية لمساعديه
214 الفرع الأول: مسؤوليته العقدية عن أخطاء مساعديه
223 الفرع الثاني: مسؤوليته التقصيرية عن أخطاء مساعديه
227 الفرع الثالث: مسؤولية المستشفى عن أخطاء الأطباء
234 المبحث الثاني: أثر مسؤولية الطبيب
234 المطلب الأول: التعويض
235 الفرع الأول: طبيعة التعويض
238 الفرع الثاني: تقدير التعويض
246 الفرع الثالث: أثر خطأ المريض المضرور على تقدير التعويض
250 المطلب الثاني: حالات دفع المسؤولية الطبية
250 الفرع الأول: التقادم
254 الفرع الثاني: اشتراط عدم المسؤوليّة (الاتفاق على تعديل أحكام المسؤولية)
259 الفرع الثالث: السبب الأجنبي
267 خلاصة الفصل الثاني
269 الـــــخــــــــــاتــــــمــــة
273 المصادر والمراجع

الكتب ذات العلاقة

القانون     الطبي المسؤولية المدنية للأطباء عن أخطائهم المدنية
 
اضافة الكتاب الى سلة المشتريات
  الكمية:
حذف الكتاب:
   
   
 
 
انهاء التسوق
استمر بالتسوق
9789957642969 :ISBN
المسؤولية المدنية للأطباء عن أخطائهم المدنية :الكتاب
د. بن صغير مراد :المولف
0.700 :الوزن
17×24 :الحجم
ابيض :الورق
296 :الصفحات
2023 :السنة
مجلد :النوع
$20 :السعر
 
:المقدمة

الحمد لله وحده أهل الثناء والحمد، المتفضل على عباده بالآلاء والنعم فألبسهم لباس الصحة والعافية، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده المرسل رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد؛ فمما لا شكّ فيه أن صحّة الإنسان وسلامتَه الجَسديّة هي رأس ماله، فهو حريص منذ أن خُلِق على سلامتِه والاعتناء بها والسّعيِ في المحافظة عليها. مما جعل حق السّلامة الجَسدِيّة والمحافظَة على الصّحة مُكرّسًا عبر الأزمِنة والعصور، حتى أصبح حقًا دُستوريًا منصوص عليه في غالبية أنظمة ودساتير الدول المعاصرة. ولمّا كانت حِكمَة الله تعالى البالِغَة تَقتَضي أن يَعتَري هذه الصّحة ما يَعتَرِيها من العَطَل والضّعف والوَهَن عن طريق الأمراض والأوجاع والآلام، فقد أمرهم بالسّعي في عِلاجِها وصِيّانَتِها والقضاء على ما أمكَن من الأمراض والأسْقام. فشَرع لهم التداوي والمُعالجة عند أهل الخِبرة من الأطبّاء والجرّاحين والمُخْتَصّين وغيرهُم من أهل الطّب. وإذا كانت مهنة الطّب من بين المهَن النّبيلَة الشّرِيفة، إلا أنها تنطَوي على كثير من المآخِذ والصُّعوبات والعَقبات أثناء القيّام بها، ويَكفي بما يَصدُر من أخطاءٍ طبيّة مُختلِفة ومُتَنوّعة كخير دليلٍ على ذلك. مما يَستَـتْبِع وينتُج عنه مسؤولية الطبيب عن هذه الأخطاء المِهنيّة الصّادرة منه. والمسؤوليّة في معناها العام هي المُؤَاخَذَة، "فهي حالة الشخص الذي ارتَكَب أمرًا يَسْتَوجِب المُـؤَاخَذة"، وهي بهذا المفهوم تختلف باختلاف أسبابِها ونتائِجِها. فقد تكون مسؤوليّة أدبِيَّة ناتِجَة عن مُخالَفة قاعـِدة من قواعـِد الأخلاق، ذلك أنّ معيارها هو الخير والشّر. وتكون في حق الأطبّاء بنوعَيها: الإداريّة والتي يتعَرّض لها الطّبيب الذي يعمَل لدى الحكومة أو الهيئات التّابِعة لها (وزارة الصّحة، مستشفى، عيّادة،...) حيث تُمكِّـن السُـلُطات التَأدِيـبـيّة المُخـتَـصّة من تأديب الأطبّاء عن أخطائِهِـم التي ارتَكبوها، وبالتالي توقِيع الجَزاءات التأدِيبيّة المنصوص عليها في هذا الشّأن عليهم. أو النّقابيّة والتي تُخَوّل للنّقابة حق النّظر في أمرِ الأطبّاء المُرتَكِبون للأخطاء الطّبيّة وتَوقيع الجزاءات التي يَتَضمّنُها قانون النقابة والتي تَتلاءم مع صِفة الأطبّاء النقابيّة. وقد تكون مسؤوليّة الطبيب جِنائيّة: إذا كان فِعل الطّبيب يُشكِّل جريمة كالقتل أو الإجهاض أو الجُرح أو الإصابَة... سواء أكانت عمديّة أم من قَبيلِ الخطأ الذي يـتّـَخـِذ أكـثـر من صورة كالإهْـمال والرُّعُـونَة وعَـدم الاحتِراز، أو عـدم مُـراعـاة القوانين واللوائح والأنظِمة، فهُنا تقُوم مسؤوليّة الطّبيب الجِنائيّة ويكون مُعَرّضًا للعقوبة الجِنائيّة المُناسِبة. وقد تكون مسؤوليّة الطبيب مدنيّة ــ وهذا هو موضوع بحثِنا ــ؛ والتي تتمثّل في تعويض المريض المضرور عمّا حلّ به من أضرار ماديّة أو أدبيّة بسبب الخطأ الطّبي الصّادر من الطّبيب. والدعوى المدنيّة التي يرفَعها المريض المضرور أو أقارِبِه هي وسيلة للحصول على التعويض. ولمّا كانت مسؤولية الطّبيب المدنيّة من الأهميّة بما كان، ذلك أن الأمر يتعلّق هنا بطبيب يُمارِس مهنَةً من أنبَلِ المِهن، ويحتاج للقِيّام بعمله كاملاً إلى قَدرٍ كبير من الثِّقَة والحرّيَة والاطمئنان من جهة. ومن جهة ثانية أن الأمر يتَعلّق بحياة مريض أو سلامَتِه الجَسديّة، فهو يضع حياته وسلامته الجَسديّة التي هي أثْمَن ما يملك، ومن أثمَن القيّم التي يحرِص المجتمع على حمايَتها لاعتبَارها من النّظام العام.

 
:الفهرس
 
:الكتب ذات العلاقة