الحمد لله رب العالمين، إيماناً بواجبنا تجاه الدراسات الاجتماعية التي تهدف إلى تحقيق النمو الشامل والمتكامل في شخصية المتعلم عقلياً ونفسياً وحركياً واجتماعياً، من أجل إيجاد الإنسان الصالح، من خلال اهتمامها بدراسة الإنسان في الزمان والمكان وبكافة جوانبه السياسية، التاريخية، الجغرافية، الثقافية، الاقتصادية... من منظور علاقته ببيئته الطبيعية والاجتماعية وأثره في هاتين البيئتين وتأثره بهما، وعند بناء منهاج الدراسات الاجتماعية فإننا نلجأ إلى مصادر العلوم الاجتماعية ونشتق منها المعرفة بمكوناتها المختلفة ونصوغها بعد عملية إدماج وتداخل بينها على شكل وحدات تعليمية ـــ تعلمية تبنى أساساً على طبيعة المتعلمين وقدراتهم وحاجاتهم ورغباتهم وميولهم ومستويات تعلمهم . ونحن في هذا الجهد المتواضع في كتابنا الدراسات الاجتماعية طبيعتها وطرائق تعليمها وتعلمها، حرصنا على تناول مجموعة من الموضوعات التي يجب على المهتمين بالدراسات الاجتماعية الاهتمام بدراستها، حيث تناولنا في الفصل الأول منهاج الدراسات الاجتماعية من حيث مفهومها، والمقارنة بين الدراسات الاجتماعية والعلوم الاجتماعية والتربية الاجتماعية، وعناصرها، وأسسها، وأهدافها، ومصادر اشتقاقها، وفلسفة التربية والتعليم في الأردن. وفي الفصل الثاني تناولنا تخطيط منهاج الدراسات الاجتماعية وتقويمه وتطويره ، ومبررات وأهمية تخطيطه، وتحديد خصائص منهاج الدراسات الاجتماعية الفعال والمنهاج غير الفعال، ثم الخطوط العريضة لمنهاج الدراسات الاجتماعية، وخصائص معلمي الدراسات الاجتماعية وكفاياتهم. وفي الفصل الثالث اتجاهات حديثة في تدريس منهاج الدراسات الاجتماعية مثل: التربية الإبداعية، والتربية البيئية، والتربية الإعلامية، والتربية الجنسية، والتربية السكانية. وفي الفصل الرابع الوسائل التعليمية التعلمية في تدريس الدراسات الاجتماعية وفي الفصل الخامس تدريس أساسيات الدراسات الاجتماعية المفاهيمية القيم والاتجاهات والمهارات. وفي الفصل السادس قدمنا للمهتمين في تعليم وتعلم مادة الدراسات الاجتماعية طرائق واستراتيجيات مثل الاستقصاء، والتعلم التعاوني، ولعب الدور، والقصة، والمناقشة، والحوار، واستراتيجيات تنظيم تعلم الإبداع. وفي الفصل السابع تقويم التحصيل في الدراسات الاجتماعية تناولنا التعريف بعملية التقويم وخصائصه، ووظائفه وأهميته، وأنواعه، وكفايات معلم الدراسات الاجتماعية كمقوم للتعليم، والتعريف بالتقويم الواقعي كمستجدات تربوية في مجال التقويم. وفي مادة الفصل الثامن تزويد المهتمين بمهارات التخطيط الفعال لدروس مباحث الدراسات الاجتماعية بشقيه التخطيط الفصلي واليومي. آملين أن تنال موضوعات هذا الكتاب استحسان المهتمين بالدراسات الاجتماعية، وأن يقدم موضوعات ذات ارتباط وثيق بمنهاج الدراسات الاجتماعيـة مواكبة للمستجدات التربوية وملبية لحاجات الطلبة والتربويين المهتمين في هذا الحقل، وما كان في هذا الجهد من توفيق فمن الله سبحانه وتعالى، وما كان به من قصور فمما يلازم الإنسان، فنتوجه إليكم للاستزادة من خبراتكم في هذا المجال.