الحمدُ لله الذي عَلَّمَ بالقلم، عَلَّم الإنسان مَا لم يعلم، وَالصلاةُ والسلامُ على مُعلِّم البشرية، وَمُربي الإنسانية، وَعلى آله وصحبه الأطهار، أمَّا بعد ... فإنَّ من أهم المبادئ السَّامية التي دَعا إليها الإسلام، وَشددَّ عليها بقوة مَبدأ التحلِّي بمكارم الأخلاق التي تُكسب المسلم احترام الآخرين ومحبتهم، وقبلَّ كل شيء احترامه لنفسه، لَكِن مَاذَا يَحدث عِنْدَما يَضِيع القَلب، وَينغمس في الملذات والشهوات، ويتبع صاحبه طريق الفساد تَضيع تلك المبادئ والأخلاق، ولا يصبح لها مكان في قلبه ولأنَّنا نعاني في أيامنا هذه أزمة شَديدة في تدنِّي مُستوى الأخلاق؛ فقد لاحت لي ومنذ فترة طويلة فكرة إعداد كتاب عن أخلاقيات الطالب الجامعي وأثرها في: المسجد، والبيت، والأسرة، والجامعة، والمجتمع؛ فكانت من هذه النَصَائِح وَالتَوْجِيهَات لِلطُّلاب وَالطَّالِبَات فِي الجَامعَات، وإن كنت قد أخطأت في مقالتي هذه التي بين أيديكم؛ فهو من عندي، وحسبي أنني بذلت جهدي، وإن كنت قد أصبت فهذا توفيق من عند الله سبحانه وتعالى.