أضع بين يدي القارئ الأردني والعربي كتابي الجديد، كتاب التربية الإعلامية، وهو سابع كتبي في مجال الصحافة والإعلام، ويتحدث هذا الكتاب عن الحاجة إلى التربية الإعلامية بعد أن دخلت وسائل الاتصال الحديثة في كل بيت، وبعد أن أصبح العالم قرية صغيرة تنتقل الأفكار والعادات والسلوك والتقاليد من الدول التي تسيطر على الإعلام الى الدول التي تستهلك الإعلام. وبعد أن انتشر الإعلام الضار والمزيف والتجاري في مختلف بقاع العالم، وبعد أن أصبح للإعلام الكثير من المضار خاصة على جيل الأطفال والشباب والمراهقين الذين يتعرضون صباح مساء للإعلام السلبي والإعلام الموجه الهادف لتضليلهم وسلبهم بعيداً عن هويتهم ووطنهم وأمتهم. ويأتي هذا الكتاب لتبصير القارىء بآلية عمل وسائل الاعلام وسبل الاستفادة الفضلى من وسائل الاعلام؛ بحيث تكون هذه الوسائل وسائل نافعة للوطن والأمة لا وسائل تبث الفرقة والخلاف بين أبناء الوطن الواحد، وتنشر الرذيلة وتعزز العنف والمنكر. ويتناول هذا الكتاب بين دفتيه الكثير من القضايا الإعلامية؛ حيث يتناول أهمية التربية الإعلامية ومفهومها وظهور المفهوم وكيفية التفريق بين الأخبار الزائفة والأخبار الصادقة وكيفية كتابة الأخبار والتقارير الصحفية وكافة فنون العمل الصحفي ويخصص الكتاب فصلاً خاصاً للتعريف بالشائعات وكيفية محاربتها ووقف انتشارها وفصلاً آخر للدعاية وأنواعها وأهدافها وكيفية محاربتها، وفصلاً للإعلانات بكافة أشكالها والتفريق بين كافة فنون العمل الصحفي، وكيفية الكتابة للصحف ومختلف وسائل الاعلام. ويتناول هذا الكتاب علم الاتصال، من حيث مفهوم الاتصال وأنواعه وأشكاله وأهمية الاتصال وخاصة الاتصال الجماهيري الذي انتشر مع ظهور الأقمار الصناعية وشبكة الإنترنت، وأصبح جزءاً لا يتجزأ من حياة الفرد حيث يشكل ثقافة الشعوب تلك الثقافة التي تنتشر من خلال وسائل الاتصال، وقد عرفت باسم الثقافة الجماهيرية أي الثقافة المشكلة من خلال وسائل الإعلام. كما يتناول هذا الكتاب نظريات الاتصال والاعلام خاصة نظريات التأثير ويشرح إليه عمل وسائل الاعلام ومكونات العملية الاتصالية من مرسل ومستقبل ووسيلة اتصال وجمهور ورد الفعل. ويتناول أهم وسائل الإعلام انتشاراً في العالم وهي وكالات الأنباء الكبرى والتي توزع الأخبار والتقارير الصحفية في معظم دول العالم وتنقل رؤية الدول التي تسيطر عليها، حيث إن هذه الوكالات توجه الإعلام الوجهة التي تريدها وتلون الإعلام بأفكارها وأهدافها وهي وكالة رويترز ووكالة الأنباء الفرنسية ووكالة الأنباء الأمريكية يونايتد برس ووكالة الأنباء الأمريكية الاسوشتيد برس. ويتناول الكتاب أيضاً أهمية الرأي العام وكيفية صناعة الرأي العام ومن يقوم بصناعة الرأي العام العالمي والعربي والمحلي ودور وسائل الاتصال في ذلك وطرق قياس الرأي العام والأساليب المستخدمة في صناعة رأي عام مؤيد أو معارض إضافة إلى موضوع العلاقات العامة. كما يتناول وسائل الإعلام في الأردن من صحافة ومحطات تلفزة ويعطي القارئ فكرة كاملة عن آلية عمل وسائل الإعلام وانتقال المعلومات والأفكار والأخبار بين دول العالم، ويتطرق لمستقبل الصحف الورقية ويناقش فرضية البقاء أو الانهيار. كما يتناول الإعلام الأردني بشيء من التفصيل والنقد والتوجيه. ويأتي هذا الكتاب في وقت نحتاج فيه إلى فهم آلية عمل وسائل الإعلام، وفي الوقت الذي تسيطر فيه الدول الكبرى على هذه الوسائل وتوجهها الوجهة التي تريدها وتستخدمها من أجل نشر حضارتها وأفكارها ومحاربة أفكار الآخرين خاصة دول العالم الثالث أو الدول العربية التي أصبحت تستهلك الاعلام كما تستهلك الغذاء والدواء.