قانون التحكيم في القضايا المدنية والتجارية

ISBN 9789923151280
الوزن 1.000
الحجم 17*24
الورق ابيض
الصفحات 272
السنة 2023
النوع مجلد

إن المتعاملون في التجارة الدولية في الوقت الحاضر، أصبحوا يلجأون إلى التحكيم وهو أهم وسيلة لحل خلافاتهم التي تنتج عن معاملاتهم التجارية، فلا يكاد أي عقد من عقود التجارة الدولية يخلو من شرط يتم بموجبه اتباع التحكيم عند حدوث نزاع أو خلاف حول تفسير أو تنفيذ ذلك العقد؛ لأن العقود الدولية تختلف عن العقود التي ينضمها الأفراد فيما بينهم في التعامل الداخلي، فالعقود الدولية غالباً ما تكون بين أطراف ينتمون دول مختلفة، وقوانين تلك الدول تختلف في معالجة القضايا التي تطرح نتيجة إلى خلاف بين الأطراف، هذا بالإضافة إلى أن قواعد التحكيم الدولي أصبحت معروفة فيما بين التجار أو من قبلهم، كما أن التجار يلجأون إلى حل نزاعاتهم بالتحكيم وعدم اللجوء إلى المحاكم النظامية لما يحملهم ذلك رسوم وتكاليف باهظة كما قد تطول إجراءات التقاضي، وهو ما هو حاصل. لكل ذلك يلجأ التجار إلى التحكيم لحل خلافاتهم لثقتهم بهذا الإجراء وعدم ثقتهم بالنظام القضائي لدول أطراف العقد. كما أن التحكيم أو اللجوء إليه يستند بالأساس إلى إرادة الأطراف، فهم الذين يختارون من يقوم بالتحكيم، وهؤلاء المحكمون معروفين لأطراف النزاع، وهم يوصفون بأنهم يعرفون نوع العمل الذي حدث النزاع بسببه، وأن هؤلاء المحكمون معروفون لدى أطراف النزاع بالحيادية والاستقلال، ولأطراف العقد كامل الحرية في أن يختاروا المكان الذي سوف يجري فيه التحكيم، بالإضافة إلى اختيار القواعد الواجبة التطبيق على كل إجراءات التحكيم، وعلى الموضوع المتنازع عليه. لهذه الأمور مجتمعة تجعل عند أطراف النزاع ثقة في أن نزاعهما سوف يسوى بشكل عادل وقانوني، الأمر الذي ينتج عنه أن أي قرار سوف يصدر من قبل المحكمين سوف يتم تنفيذه بشكل اختياري من قبل الطرف المحكوم عليه وليس بشكل قصري، وهو ما يؤدي إلى أن تبقى العلاقة قائمة بين الأطراف في المجال التجاري وغيره دون أحقاد أو ضغائن. ولرواج التحكيم واللجوء إليه وخاصة في مجال التجارة الدولية، ظهرت مراكز ومؤسسات مختصة بالتحكيم، وأضحى لها مكانة مرموقة في تسوية كثير جداً من القضايا التي تعرض على التحكيم كل عام. ولا بد من القول أن المؤسسات التي تهتم بالتحكيم وكذلك المنظمات الدولية، ساهمت بوضع قواعد خاصة بالإجراءات التي تتبع في سير عملية التحكيم. وأيضاً هناك دول عديدة أصدرت قوانين حديثة تعالج مسائل التحكيم الدولي التي كانت قوانينها تقتصر على معالجة قضايا التحكيم الداخلي. وبسبب أهمية التحكيم في المجتمع الدولي، وضعت لجنة القانون التجاري الدولي التابعة للأمم المتحدة قواعد خاصة بالتحكيم سميت بقواعد التحكيم للجنة القانون التجاري الدولي، ووضعت قانوناً يسمى بالقانون النموذجي للتحكيم، تستطيع الدول أن تتخذه مصدراً ودليلاً لتطوير قوانينها الخاصة بالتحكيم، بحيث تكون منسجمة مع ما يحصل من تطورات في هذا المضمار على صعيد المعاملات التجارية الدولية. وعقدت عدة اتفاقيات دولية جماعية وثنائية في مطلع القرن العشرين بين الدول لتسوية مسائل التحكيم في العلاقات التجارية وكيفية تنفيذ القرارت التي تتخذها هيئات التحكيم في مختلف القضايا. إن الدول العربية بعد نيلها استقلالها أصبحت قوة اقتصادية كبيرة لما تتمتع به من ثروات طبيعية وصناعية أهمها البترول وما قامت به هذه الدول من تنفيذ خطط تنموية، إلا أنها حاولت في بادئ الأمر أن تتجنب في علاقاتها مع الدول الأجنبية وضع شرط التحكيم في العقود، ولكن لرغبة الدول العربية في الحصول على التكنولوجيا وتحقيق البناء الحضاري جعلها في النهاية تتماشى مع ما هو معمول به في التعامل التجاري الدولي وذلك بقبولها شرط التحكيم بتعاملها مع الدول المتقدمة صناعياً. أما علاقة الدول العربية فيما بينها فإن وجود شرط التحكيم يجد مكانه في التعامل التجاري، ولذلك تم عقد عدة اتفاقيات عربية تضع معالجة لمسائل التحكيم وتنفيذ قرارتها فيما بينها. وإنني في دراستي في بحث التحكيم المدني والتجاري رأيت أن أتعرف أولاً على تعريف التحكيم التجاري وأهميته، ثم تناولت أحكام التحكيم التجاري منذ اتفاق الأطراف المتعاقدة على اتباع هذا المنهج لحسم الخلافات التي ستنشأ فيما بينهم إلى حين إصدار القرار التحكيمي وتنفيذه أو الطعن فيه، وشملت هذه الدراسة على أحكام التحكيم التجاري بشكل عام، لكون التحكيم الدولي قد يخضع لأحكام القانون الدولي أو لأحكام القانون المحلي فيما يخص الإجراءات أو القانون الذي يطبق على موضوع النزاع. بالإضافة إلى أن تنفيذ القرار التحكيمي يخضع في الغالب لقواعد الإجراءات لقانون البلد المراد تنفيذ القرار فيه. وسعينا في هذا المؤلف أن نركز على الواقع النظري والعملي بالإضافة إلى الإشارة للقوانين العربية والأجنبية في هذا المجال. وحاولنا أن نجمع كافة جوانب التحكيم التجاري المحلي والدولي، ونسأل الله التوفيق الذي له وحده الكمال. ونرجو أن يكون في هذا المؤلف الفائدة لمن يعمل أو يدرس في هذا المجال.

الصفحةالموضوع
11 المقدمة
15 الفصل التمهيدي: تعريف التحكيم وأهميته
الباب الأول
اتفاق التحكيم التجاري وعلاقة أطراف الاتفاق بالمحكمين
25 الفصل الأول: اتفاق التحكيم التجاري
29 المبحث الأول: الشروط الواجب توافرها في اتفاق التحكيم
29 المطلب الأول: الشروط الموضوعية الواجب توافرها في اتفاق التحكيم
40 المطلب الثاني: الشروط الشكلية في اتفاق التحكيم
42 المبحث الثاني: صور اتفاق التحكيم التجاري
42 المطلب الأول: شرط التحكيم
48 المطلب الثاني: مشارطة التحكيم
51 الفصل الثاني: أنواع التحكيم التجاري وتمييزه عما يشتبه به
52 المبحث الأول: أنواع التحكيم التجاري
52 المطلب الأول: التحكيم المقيد بالقانون والتحكيم الطليق (التحكيم بالصلح)
55 المطلب الثاني: التحكيم الخاص (الحر) والتحكيم النظامي (المؤسسي)
59 المطلب الثالث: التحكيم الداخلي (الوطني) والتحكيم الدولي
74 المبحث الثاني: تمييز التحكيم عما يشتبه به
74 المطلب الأول: التحكيم والخبرة
75 المطلب الثاني: التحكيم والصلح
77 المطلب الثالث: التحكيم والقضاء العادي
78 المطلب الرابع: التحكيم والوساطة في الصلح
78 المطلب الخامس: التحكيم والقضاء والوكالة
81 الفصل الثالث: اختيار المحكمين والقانون الواجب التطبيق على التحكيم المدني والتجاري
82 المبحث الأول: الشروط الواجب توافرها في المحكم وكيفية اختياره
82 المطلب الأول: الشروط الواجب توافرها في المحكم
90 المطلب الثاني: كيفية اختيار المحكم
97 المبحث الثاني: القانون الواجب التطبيق على إجراءات التحكيم وعلى موضوع النزاع
97 المطلب الأول: القانون الواجب التطبيق على إجراءات التحكيم
110 المطلب الثاني: القانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع
120 الفصل الرابع: شرط التحكيم وأحكامه
121 المبحث الأول: استقلالية شرط التحكيم انطلاقاً من النصوص وقرارات القضاء وقواعد التحكيم الدولي
125 المبحث الثاني: شرط التحكيم .. عيوبه وأثره على الغير
128 الفصل الخامس: عقد التحكيم .. ماهيته وآثاره وانقضاؤه
129 المبحث الأول: ماهية عقد التحكيم
131 المبحث الثاني: آثار عقد التحكيم
135 المبحث الثالث: انقضاء عقد التحكيم
الباب الثاني
إجراءات التحكيم وأحوال قرار التحكيم الصادر من تطبيق هذه الإجراءات
147 الفصل الأول: السير في إجراءات التحكيم
149 المبحث الأول: الإجراءات المتبعة في حالة التحكيم الخاص
156 المبحث الثاني: الإجراءات المتبعة في حالة التحكيم المنظم (المؤسسي)
169 المبحث الثالث: تدخل القضاء أثناء إجراءات التحكيم
177 المبحث الرابع: إيقاف إجراءات التحكيم وانقطاعها
182 الفصل الثاني: إصدار القرار التحكيمي(حكم التحكيم)
188 المبحث الأول: مضمون القرار التحكيمي
210 المبحث الثاني: شكل القرار التحكيمي وأنواعه
210 المطلب الأول: شكل القرار التحكيمي
216 المطلب الثاني: أنواع القرارات التحكيمية
221 الفصل الثالث: الطعن في القرار التحكيمي
223 المبحث الأول: الطعن في القرار التحكيمي طبقاً لقواعد التحكيم الدولية
226 المبحث الثاني: الطعن في القرار التحكيمي طبقاً لنصوص الاتفاقيات الدولية
228 المبحث الثالث: الطعن في القرار التحكيمي طبقاً للقوانين الوطنية
240 الفصل الرابع: تنفيذ القرار التحكيمي
243 المبحث الأول: تنفيذ قرارات التحكيم الوطنية
248 المبحث الثاني: تنفيذ قرارات التحكيم الأجنبية
255 المبحث الثالث: رفض تنفيذ القرار التحكيمي
267 المراجع

كتب المؤلف

القانون     التحكيم والمنازعات قانون التحكيم في القضايا المدنية والتجارية
 
اضافة الكتاب الى سلة المشتريات
  الكمية:
حذف الكتاب:
   
   
 
 
انهاء التسوق
استمر بالتسوق
9789923151280 :ISBN
قانون التحكيم في القضايا المدنية والتجارية :الكتاب
المحامي د. محمد علي بني مقداد :المولف
1.000 :الوزن
17*24 :الحجم
ابيض :الورق
272 :الصفحات
2023 :السنة
مجلد :النوع
$20 :السعر
 
:المقدمة

إن المتعاملون في التجارة الدولية في الوقت الحاضر، أصبحوا يلجأون إلى التحكيم وهو أهم وسيلة لحل خلافاتهم التي تنتج عن معاملاتهم التجارية، فلا يكاد أي عقد من عقود التجارة الدولية يخلو من شرط يتم بموجبه اتباع التحكيم عند حدوث نزاع أو خلاف حول تفسير أو تنفيذ ذلك العقد؛ لأن العقود الدولية تختلف عن العقود التي ينضمها الأفراد فيما بينهم في التعامل الداخلي، فالعقود الدولية غالباً ما تكون بين أطراف ينتمون دول مختلفة، وقوانين تلك الدول تختلف في معالجة القضايا التي تطرح نتيجة إلى خلاف بين الأطراف، هذا بالإضافة إلى أن قواعد التحكيم الدولي أصبحت معروفة فيما بين التجار أو من قبلهم، كما أن التجار يلجأون إلى حل نزاعاتهم بالتحكيم وعدم اللجوء إلى المحاكم النظامية لما يحملهم ذلك رسوم وتكاليف باهظة كما قد تطول إجراءات التقاضي، وهو ما هو حاصل. لكل ذلك يلجأ التجار إلى التحكيم لحل خلافاتهم لثقتهم بهذا الإجراء وعدم ثقتهم بالنظام القضائي لدول أطراف العقد. كما أن التحكيم أو اللجوء إليه يستند بالأساس إلى إرادة الأطراف، فهم الذين يختارون من يقوم بالتحكيم، وهؤلاء المحكمون معروفين لأطراف النزاع، وهم يوصفون بأنهم يعرفون نوع العمل الذي حدث النزاع بسببه، وأن هؤلاء المحكمون معروفون لدى أطراف النزاع بالحيادية والاستقلال، ولأطراف العقد كامل الحرية في أن يختاروا المكان الذي سوف يجري فيه التحكيم، بالإضافة إلى اختيار القواعد الواجبة التطبيق على كل إجراءات التحكيم، وعلى الموضوع المتنازع عليه. لهذه الأمور مجتمعة تجعل عند أطراف النزاع ثقة في أن نزاعهما سوف يسوى بشكل عادل وقانوني، الأمر الذي ينتج عنه أن أي قرار سوف يصدر من قبل المحكمين سوف يتم تنفيذه بشكل اختياري من قبل الطرف المحكوم عليه وليس بشكل قصري، وهو ما يؤدي إلى أن تبقى العلاقة قائمة بين الأطراف في المجال التجاري وغيره دون أحقاد أو ضغائن. ولرواج التحكيم واللجوء إليه وخاصة في مجال التجارة الدولية، ظهرت مراكز ومؤسسات مختصة بالتحكيم، وأضحى لها مكانة مرموقة في تسوية كثير جداً من القضايا التي تعرض على التحكيم كل عام. ولا بد من القول أن المؤسسات التي تهتم بالتحكيم وكذلك المنظمات الدولية، ساهمت بوضع قواعد خاصة بالإجراءات التي تتبع في سير عملية التحكيم. وأيضاً هناك دول عديدة أصدرت قوانين حديثة تعالج مسائل التحكيم الدولي التي كانت قوانينها تقتصر على معالجة قضايا التحكيم الداخلي. وبسبب أهمية التحكيم في المجتمع الدولي، وضعت لجنة القانون التجاري الدولي التابعة للأمم المتحدة قواعد خاصة بالتحكيم سميت بقواعد التحكيم للجنة القانون التجاري الدولي، ووضعت قانوناً يسمى بالقانون النموذجي للتحكيم، تستطيع الدول أن تتخذه مصدراً ودليلاً لتطوير قوانينها الخاصة بالتحكيم، بحيث تكون منسجمة مع ما يحصل من تطورات في هذا المضمار على صعيد المعاملات التجارية الدولية. وعقدت عدة اتفاقيات دولية جماعية وثنائية في مطلع القرن العشرين بين الدول لتسوية مسائل التحكيم في العلاقات التجارية وكيفية تنفيذ القرارت التي تتخذها هيئات التحكيم في مختلف القضايا. إن الدول العربية بعد نيلها استقلالها أصبحت قوة اقتصادية كبيرة لما تتمتع به من ثروات طبيعية وصناعية أهمها البترول وما قامت به هذه الدول من تنفيذ خطط تنموية، إلا أنها حاولت في بادئ الأمر أن تتجنب في علاقاتها مع الدول الأجنبية وضع شرط التحكيم في العقود، ولكن لرغبة الدول العربية في الحصول على التكنولوجيا وتحقيق البناء الحضاري جعلها في النهاية تتماشى مع ما هو معمول به في التعامل التجاري الدولي وذلك بقبولها شرط التحكيم بتعاملها مع الدول المتقدمة صناعياً. أما علاقة الدول العربية فيما بينها فإن وجود شرط التحكيم يجد مكانه في التعامل التجاري، ولذلك تم عقد عدة اتفاقيات عربية تضع معالجة لمسائل التحكيم وتنفيذ قرارتها فيما بينها. وإنني في دراستي في بحث التحكيم المدني والتجاري رأيت أن أتعرف أولاً على تعريف التحكيم التجاري وأهميته، ثم تناولت أحكام التحكيم التجاري منذ اتفاق الأطراف المتعاقدة على اتباع هذا المنهج لحسم الخلافات التي ستنشأ فيما بينهم إلى حين إصدار القرار التحكيمي وتنفيذه أو الطعن فيه، وشملت هذه الدراسة على أحكام التحكيم التجاري بشكل عام، لكون التحكيم الدولي قد يخضع لأحكام القانون الدولي أو لأحكام القانون المحلي فيما يخص الإجراءات أو القانون الذي يطبق على موضوع النزاع. بالإضافة إلى أن تنفيذ القرار التحكيمي يخضع في الغالب لقواعد الإجراءات لقانون البلد المراد تنفيذ القرار فيه. وسعينا في هذا المؤلف أن نركز على الواقع النظري والعملي بالإضافة إلى الإشارة للقوانين العربية والأجنبية في هذا المجال. وحاولنا أن نجمع كافة جوانب التحكيم التجاري المحلي والدولي، ونسأل الله التوفيق الذي له وحده الكمال. ونرجو أن يكون في هذا المؤلف الفائدة لمن يعمل أو يدرس في هذا المجال.

 
:الفهرس
 
 
:كتب المؤلف