واكب مشرعنا الأردني ما تبنته أغلب النظم القانونية المحلية والدولية في وضع تشريعات مستقلة وفاعلة تحكم آلية القضاء وفض المنازعات بين الأفراد أو الجماعات بكافة فئاتهم وصفاتهم عن طريق التحكيم استجابة منه للتطورات السريعة والمُطردة في عالم الاقتصاد والاستثمار والتجارة، ونظراً إلى الحاجة إلى هذه الوسيلة لحل الخلافات التي تظهر على السطح بفعالية وسرعة لا تتحقق في قضاء الدولة، وتكريساً لمبدأ سلطان الإرادة وحرية أطراف الخلاف في اختيار أشخاص من أهل الاختصاص والخبرة ليقوموا مقام القضاة في الفصل بنزاعاتهم بقواعد وإجراءات حرة يُترك أمر تحديدها لاتفاقهم، سن المشرع الأردني قانونًا خاصاً ومستقلاً بالتحكيم بدءاً من قانون التحكيم الأردني رقم (18) لسنة 1953 وتعديلاته، ومن بعده قانون التحكيم المعمول به حالياً رقم (31) لسنة 2001 وتعديلاته.
وعلى الرغم من هذا الاعتراف التشريعي لنظام التحكيم بالشراكة في تحقيق الغاية والهدف الأسمى مع قضاء الدولة لفض المنازعات بأحكام منهية للخصومة، فإن العملية التحكيمية لا يمكن لها النهوض بفاعلية كاملة لتحقيق أغراضها بمعزل عن المساندة القضائية ورقابتها، فالقضاء هو الحارس الأمين والأصيل لإعلاء كلمة العدالة، وصاحب السلطة العامة والحصرية في الإلزام بالتنفيذ، وانطلاقا ًمن كافة هذه الاعتبارات تَدخَّل المشرع ورسم حدوداً لهذا التدخل القضائي في مسار العملية التحكيمية بدورين: الأول، الدور المساعد لأطراف التحكيم من خصوم ومحكمين أثناء السير في إجراءات الدعوى التحكيمية، والثاني دور الرقابة على أحكام هيئة التحكيم، حيث يمارس القضاء من خلاله سلطته القانونية في إبطال حكم التحكيم كلياً أو جزئياً أو يأمر بتنفيذه، ومن هنا كان لابد من وجود ضوابط واضحة ومحددة لهذه الرقابة القضائية الإجرائية لتتناسب مع غاية المشرع من شرعنة نظام التحكيم، وضمان فاعليته كما نص عليها في المادة (49) من قانون التحكيم، وحيث تضمنت الفقرات (أ/3) و(أ/7) و(ب) من هذه المادة والمادة (41/ب) من القانون ذاته حالات يمكن للقضاء من خلالهما ممارسة رقابته على المخالفات الإجرائية التي تُبنى عليها الأحكام الصادرة عن هيئة التحكيم وتتصل بإجراءات قبول البينة وتقديرها، فكانت هي محور دراستنا، التي سوف يتم بحثها في فصلين الأول: الإثبات في الخصومة التحكيمية والثاني: العلاقة بين التحكيم والقضاء في مجال الإثبات.
مشكلة الدراسة:
تغيب المعالم الواضحة والضوابط العملية التي ترسم حدود رقابة محكمة التمييز على أحكام هيئة التحكيم بالاستناد إلى الحالات المنصوص عليها في الفقرات (أ/3 و7، ب) من المادة (49) من قانون التحكيم فيما يخص المخالفات المتصلة بإجراءات قبول البينات ووزنها التي استند إليها حكم التحكيم؛ وذلك بسبب ندرة الاجتهادات القضائية والمؤلفات الفقهية التي تناولته بالبحث، الأمر الذي أدى إلى عدم وضوح الرؤية الكاملة والشاملة أمام كافة أطراف العملية التحكيمية.
الصفحة | الموضوع |
11
|
الملخص
|
13
|
المقدمة
|
|
الفصل الأول
|
|
الإثبات في الخصومة التحكيمية
|
20
|
المبحث الأول: ماهية الإثبات في الخصومة التحكيمية
|
20
|
المطلب الأول: تعريف الإثبات أمام هيئة التحكيم وأهميته وأنظمته
|
20
|
الفرع الأول: تعريف الإثبات
|
23
|
الفرع الثاني: أهمية الإثبات
|
26
|
الفرع الثالث: أنظمة الإثبات
|
32
|
المطلب الثاني: دور الأطراف في الإثبات أمام هيئة التحكيم
|
34
|
الفرع الأول: شروط الواقعة محل الإثبات وواجب الخصوم تجاهها
|
40
|
الفرع الثاني: نطاق حرية الأطراف في تحديد قواعد وإجراءات الإثبات أمام هيئات التحكيم
|
55
|
المبحث الثاني: وسائل الإثبات الجائز تقديمها أمام هيئات التحكيم
|
55
|
المطلب الأول: الأدلة المطلقة
|
56
|
الفرع الأول: الأدلة الكتابية
|
72
|
الفرع الثاني: الإقرار
|
75
|
الفرع الثالث: اليمين
|
79
|
المطلب الثاني: الأدلة المقيَّدة
|
79
|
الفرع الأول: شهادات الشهود
|
89
|
الفرع الثاني: المعاينة والخبرة
|
97
|
الفرع الثالث: القرائن
|
|
الفصل الثاني
|
|
العلاقة القانونية بين التحكيم والقضاء في مجال الإثبات
|
106
|
المبحث الأول: أوجه الشبه والاختلاف بين دور هيئات التحكيم والقضاء في الإثبات
|
106
|
المطلب الأول: أوجه الشبه بين دور هيئات التحكيم والقضاء في مجال الإثبات
|
106
|
الفرع الأول: التشابه في سلطة قبول البينة
|
120
|
الفرع الثاني: التشابه في سلطة تقدير البينة ووزنها
|
123
|
المطلب الثاني: أوجه الاختلاف بين دور هيئات التحكيم والقضاء في مجال الإثبات
|
124
|
الفرع الأول: الاختلاف في سلطة قبول البينة
|
129
|
الفرع الثاني: الاختلاف في سلطة تقدير البينة ووزنها
|
132
|
المبحث الثاني: نطاق تدخل القضاء في خصومة التحكيم والأحكام الصادرة عنه في مجال الإثبات
|
133
|
المطلب الأول: دور القضاء المساعد والرقابي في الدعوى التحكيمية وأحكام التحكيم في مجال الإثبات
|
133
|
الفرع الأول: دور القضاء المساند في الخصومة التحكيمة في مجال الإثبات
|
136
|
الفرع الثاني: دور القضاء الرقابي على أحكام هيئة التحكيم في مجال الإثبات
|
140
|
المطلب الثاني: محددات تدخل القضاء في الأحكام الصادرة عن هيئة التحكيم فيما يتصل بقبول البينة وتقديرها
|
142
|
الفرع الأول: دور محكمة التمييز في التدخل بإجراءات قبول البينة
|
168
|
الفرع الثاني: دور محكمة التمييز في التدخل بقناعة هيئة التحكيم في تقدير البينة ووزنها وأثره
|
186
|
المبحث الثالث: المبادئ التحكيمية المستخلصة من أبرز القرارات الصادرة عن محكمة التمييز بصفتها محكمة بطلان
|
279
|
الـــخــاتـمــة
|
285
|
المصادر والمراجع
|
|