التنظيم التشريعي للعلم التعاقدي

ISBN 9789923153345
الوزن 0.800
الحجم 17×24
الورق ابيض
الصفحات 184
السنة 2025
النوع مجلد

لما كان الرضا التعاقدي هو ركن العقد الرئيس وعمدة بنائه فقد عني المشرع المدني بتنظيمه وضمان سلامته؛ وبيْن تنظيم المشرع لوجود الرضا واكتساب أهلية التعاقد، وبيْن تنظيمه لسلامة التعبير عن الإرادة العقدية فإن أحد أبرز مظاهر حماية المشرع المدني للرضا العقدي اشتراطه صفاء الإرادة من شوائبِ الغلط والتغرير والإكراه، أو ما اصطلح على تسميتها بعيوب الإرادة، وهي عيوب وإن كانت لا تعدم العقد صحته لكنها قد تتسبب بوقف نفاذه أو جعله قابلاً للفسخ، فيغدو تمام العقد وكمال صحته مهدداً بخطر الزوال أو معلقاً على أمل البقاء. ولما كان مرام حماية المتعاقد من عيوب الرضا ضمان استنارة علمه بحال المعقود عليه وأوصافه ـ بالنسبة لعيبي الغلط والتغرير ـ أو ضمان اختياره الإرادي للتعاقد ـ بالنسبة لعيب الإكراه ـ فإن كتابنا هذا يأتي ليسلط الضوء ويركز النظر في مدى قدرة التقنين المدني بألفاظه الراهنة وأحكامه الحالية على توفير الحماية النموذجية لرضا المتعاقد، وتحديداً لحماية كفاية العلم التعاقدي، أي ذاك العلم الذي بنى عليه المتعاقد رضاه بالعقد، ورسم أحكام العقد بناء على كفايته، وعليه يتحدد موضوع البحث في دراسة مدى كفاية تلك الأحكام الناظمة لعيبي الغلط والتغرير في حماية تلك الدرجة المطلوبة من العلم التعاقدي، وما شرعه المشرع من ضماناتٍ ووسائل تضمن تنفيذ المدين بالإعلام (البائع) لواجبه اتجاه المشتري وتبصير إرادته. ولابد من التنويه هنا إلى أن دراستنا اقتصرت على العلم بالمبيع تحديداً، بحسبانه محل عقد البيع وبحسبان أن العلم بالمبيع يجزئ عن أحكام العلم التعاقدي بشكل عام ويعد نموذجاً قابلاً للفهم والتصور أكثر من التوسيع الذي قد لا يتحقق معه هدف الباحث ومرامه، إذ إن في ذلك توسيع لن تستوعبه هذه الدراسة فهي دراسة تخصصية نسعى بها إلى النأي عن العمومية بالابتعاد عن الحشو والتكرار الذي قد لا يضيف كثيراً. وتتحدد إشكالية بحثنا الرئيسة في مدى كفاية الحماية التشريعية للعلم التعاقدي ومدى نجاح المشرع في صياغة النصوص الناظمة لعيوب الرضا ـ تحديداً عيبي الغلط والتغرير ـ وتلك الناظمة لشرط معلومية المحل في تحقيق الرضا الكامل للمتعاقد وضمان تبصر وتنور إرادته، ذلك أن المتتبع لتلك النصوص قد يجد فيها ما يمكنه تطويره أو تحويره لينسجم مع الحماية النموذجية المنشودة. وبعد مرور ما يقارب عقد من الزمان على صدور قانون المعاملات المدنية العماني، فإن هذا البحث يكتسب أهميته من وظيفته البحثية الكاشفة عن هنات التنظيم التشريعي في موضوعه الرئيس، ذلك أن البحث العلمي إنما يكتسب جودته ـ أو على الأقل أحد أبرز معالم جودته ـ من قدرته على معاينة التشريعات المعمول بها، وتحقيق ألفاظها لغاية المشرع ومرامه، وعليه فإن أهمية هذا الكتاب تتبدى في الدور الرئيس الذي يلعبه العلم التعاقدي في تكوين العقد وجعله قابلاً للاستمرارية دون أن يكون عرضة للفسخ وربما البطلان.

الصفحةالموضوع
13 المقدمة
الفصل الأول
حماية العلم التعاقدي في ظل القواعد العامة
25 المبحث الأول: دور نظرية عيوب الرضا في حماية العلم التعاقدي
27 المطلب الأول: عيبا الغلط والتغرير
27 الفرع الأول: عيب الغلط
41 الفرع الثاني: عيب التغرير
60 المطلب الثاني: مدى تعلق عيبي الغلط والتغرير بالعلم التعاقدي
61 الفرع الأول: اتصال العلم بالمبيع بالغلط في صفة مرغوب فيها في المحل
73 الفرع الثاني: اتصال العلم بالمبيع باشتراط أن يكون التغرير مؤثراً ودافعاً للتعاقد
81 المبحث الثاني: دور خيارات عدم اللزوم في حماية العلم التعاقدي
83 المطلب الأول: اتصال العلم التعاقدي بخيار الرؤية
84 الفرع الأول: تعريف خيار الرؤية
88 الفرع الثاني: حكم خيار الرؤية
91 المطلب الثاني: اتصال العلم التعاقدي بخيار العيب الخفي
92 الفرع الأول: ماهية العيب الخفي
101 الفرع الثاني: مدى تعلق العيب الخفي بالعلم التعاقدي
الفصل الثاني
حماية الالتزام بالإعلام للعلم التعاقدي
111 المبحث الأول: مفهوم الالتزام بالإعلام
113 المطلب الأول: التعريف بالالتزام بالإعلام وطبيعته القانونية
113 الفرع الأول: التعريف بالالتزام بالإعلام
119 الفرع الثاني: طبيعة الالتزام بالإعلام
123 المطلب الثاني: موجبات الالتزام بالإعلام ومضمونه
123 الفرع الأول: موجبات الالتزام بالإعلام
128 الفرع الثاني: مضمون الالتزام بالإعلام
138 المبحث الثاني: الأساس القانوني للالتزام بالإعلام وجزاء الإخلال به
138 المطلب الأول: الأساس القانوني للالتزام بالإعلام
139 الفرع الأول: عيوب الرضا كأساس للالتزام بالإعلام
142 الفرع الثاني: ضمانا العيوب الخفية والاستحقاق كأساس للالتزام بالإعلام
145 الفرع الثالث: مبدأ حسن النية كأساس للالتزام بالإعلام
150 المطلب الثاني: جزاء الإخلال بالالتزام بالإعلام
152 الفرع الأول: الفسخ كجزاء للإخلال بالالتزام بالإعلام
158 الفرع الثاني: التعويض كجزاء للإخلال بالالتزام بالإعلام
165 الخاتمــــــــة
173 المصادر والمراجع
القانون     المدني التنظيم التشريعي للعلم التعاقدي
 
اضافة الكتاب الى سلة المشتريات
  الكمية:
حذف الكتاب:
   
   
 
 
انهاء التسوق
استمر بالتسوق
9789923153345 :ISBN
التنظيم التشريعي للعلم التعاقدي :الكتاب
صفاء بنت عبد الله الفزارية :المولف
0.800 :الوزن
17×24 :الحجم
ابيض :الورق
184 :الصفحات
2025 :السنة
مجلد :النوع
$25 :السعر
 
:المقدمة

لما كان الرضا التعاقدي هو ركن العقد الرئيس وعمدة بنائه فقد عني المشرع المدني بتنظيمه وضمان سلامته؛ وبيْن تنظيم المشرع لوجود الرضا واكتساب أهلية التعاقد، وبيْن تنظيمه لسلامة التعبير عن الإرادة العقدية فإن أحد أبرز مظاهر حماية المشرع المدني للرضا العقدي اشتراطه صفاء الإرادة من شوائبِ الغلط والتغرير والإكراه، أو ما اصطلح على تسميتها بعيوب الإرادة، وهي عيوب وإن كانت لا تعدم العقد صحته لكنها قد تتسبب بوقف نفاذه أو جعله قابلاً للفسخ، فيغدو تمام العقد وكمال صحته مهدداً بخطر الزوال أو معلقاً على أمل البقاء. ولما كان مرام حماية المتعاقد من عيوب الرضا ضمان استنارة علمه بحال المعقود عليه وأوصافه ـ بالنسبة لعيبي الغلط والتغرير ـ أو ضمان اختياره الإرادي للتعاقد ـ بالنسبة لعيب الإكراه ـ فإن كتابنا هذا يأتي ليسلط الضوء ويركز النظر في مدى قدرة التقنين المدني بألفاظه الراهنة وأحكامه الحالية على توفير الحماية النموذجية لرضا المتعاقد، وتحديداً لحماية كفاية العلم التعاقدي، أي ذاك العلم الذي بنى عليه المتعاقد رضاه بالعقد، ورسم أحكام العقد بناء على كفايته، وعليه يتحدد موضوع البحث في دراسة مدى كفاية تلك الأحكام الناظمة لعيبي الغلط والتغرير في حماية تلك الدرجة المطلوبة من العلم التعاقدي، وما شرعه المشرع من ضماناتٍ ووسائل تضمن تنفيذ المدين بالإعلام (البائع) لواجبه اتجاه المشتري وتبصير إرادته. ولابد من التنويه هنا إلى أن دراستنا اقتصرت على العلم بالمبيع تحديداً، بحسبانه محل عقد البيع وبحسبان أن العلم بالمبيع يجزئ عن أحكام العلم التعاقدي بشكل عام ويعد نموذجاً قابلاً للفهم والتصور أكثر من التوسيع الذي قد لا يتحقق معه هدف الباحث ومرامه، إذ إن في ذلك توسيع لن تستوعبه هذه الدراسة فهي دراسة تخصصية نسعى بها إلى النأي عن العمومية بالابتعاد عن الحشو والتكرار الذي قد لا يضيف كثيراً. وتتحدد إشكالية بحثنا الرئيسة في مدى كفاية الحماية التشريعية للعلم التعاقدي ومدى نجاح المشرع في صياغة النصوص الناظمة لعيوب الرضا ـ تحديداً عيبي الغلط والتغرير ـ وتلك الناظمة لشرط معلومية المحل في تحقيق الرضا الكامل للمتعاقد وضمان تبصر وتنور إرادته، ذلك أن المتتبع لتلك النصوص قد يجد فيها ما يمكنه تطويره أو تحويره لينسجم مع الحماية النموذجية المنشودة. وبعد مرور ما يقارب عقد من الزمان على صدور قانون المعاملات المدنية العماني، فإن هذا البحث يكتسب أهميته من وظيفته البحثية الكاشفة عن هنات التنظيم التشريعي في موضوعه الرئيس، ذلك أن البحث العلمي إنما يكتسب جودته ـ أو على الأقل أحد أبرز معالم جودته ـ من قدرته على معاينة التشريعات المعمول بها، وتحقيق ألفاظها لغاية المشرع ومرامه، وعليه فإن أهمية هذا الكتاب تتبدى في الدور الرئيس الذي يلعبه العلم التعاقدي في تكوين العقد وجعله قابلاً للاستمرارية دون أن يكون عرضة للفسخ وربما البطلان.

 
:الفهرس