الجريمة الجنسية الالكترونية

ISBN 9789923152218
الوزن 0.800
الحجم 17×24
الورق ابيض
الصفحات 264
السنة 2024
النوع مجلد

سخرّ الله ـ سبحانه ـ وتعالى الإنسان على الأرض، وجعله خليفة فيها؛ ليعمرها مُذللاً له أسباب التّطور والاكتشاف، فابتكر بالعلم والفكر سُبل التكنولوجيا التي تجعل حياته سهلة في أغلب الجوانب الحياتية، وباتت التكنولوجيا جزءاً من حياته اليومية العامة والخاصة، ووصل إلى تقنيات علميّة ارتقى من خلالها إلى حياة فارهة راقية بعد أن أخضع من خلالها كثيرًا من المجالات كانت في سابق وقت ضربًا من الخيال، أو لم تخطر على بال بشر ممّا وصل إليه فكر الإنسان في وقت لاحق. إن من أكبر العلوم التي وصل إليها الإنسان الإنترنت، الذي يُعد إنجازًا غيّر حياة البشر إلى حياة امتلأت بالتغيرات والمُستحدثات في أغلب نواحي الحياة، وقد رافق هذه التقنية أخطارُ أمنيّة متعددة نجمت عن اسْتخدام الإنترنت بظهورٍ مظاهرَ جُرمية لم تكن معروفة من ذي قبل، رافقت التطور التكنولوجي والتقنيّ وحمل في طيّاته أيضاً أخطارًا لم تكن بالحُسبان، بسبب سهولة ارتكاب أفعال ماديّة ذات طبيعة خاصة أهمّها عدم اجتماع الجاني والمَجني عليه في مسرحٍ جُرمي في ذات المكان والزّمان كما هي الجريمة التقليدية المُتعارف عليها. لم تقتصر الجريمة التي تُرتكب بواسطة الكمبيوتر، أو الهاتف الذكي "كمبيوتر محمول" بحجم كف اليد على جريمة واحدة، بل تعدّى ذلك إلى العديد من الأفعال الجُرمية. منها ما هو معروف من السّابق، ولكنّه يُرتكب بواسطة هذه التقنيات مثل: جريمة السّرقة والتزوير، فبوساطة الكمبيوتر يمكن سرقة البيانات والصُّور والوثائق، ويمكن سرقة المال عن طريق التحويل والسيطرة عليه، ليس من خلال فعل نزع المُلكية المألوفة، بلْ بمظاهرَ جديدةٍ يستخدم فيها الجاني طرق وأساليبَ علميةً تكنولوجيّة دقيقة؛ للحصول على المال وارتكاب جريمة السّرقة. المُشرّع لا يُعرّف الجريمة، ولكنّه أحيانًا يضطر إلى التعريف، إمّا لتحديد الأركان العامة والخاصة للجريمة، أو لأن السلوك الإجرامي من الصّور المُستحدثة للجريمة، لذا نجد المادة الأولى من القانون المِصري النموذجي الموحد فيما يتعلق بمكافحة سوء اسْتخدام تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات، قد عُرّفت الجريمة المعلوماتية بأنّها: "كلُّ فعلٍ مؤثم يتم ارتكابه عبر أيّ وسيط إلكتروني ويُقصد في تطبيق أحكام هذا القانون بالكلمات والعبارات الآتية: المعاني المُبينة قرين كلّ منها 1- الوسيط الإلكتروني ...". لا تبدو التشريعات الوطنية مهتمة بالإلكترونيّة، فمن أصل حوالي 200 مكوّنٍ مُنبثقة من التشريعات الوطنيّة ومن خلال الاسْتبانة الدوليّة، كان هناك أقل من 5% كلمة "الجرائم الإلكترونية" في العنوان أو في السياق التشريعيّ، وكان الاسْتخدام الأكثر شُيوعًا في التشريعات هو مصطلح "جرائم الكمبيوتر" و"الاتّصالات الإلكترونيّة" و"تكنولوجيا المعلومات"، أو الجريمة ذات التقنية العالية" أو جرائم الحاسُوب ... وغيرها، حيث لم تستخدم أغلب التشريعات مصطلح "الجريمة الإلكترونيّة" في عنوان أو قانون مثل "قانون الجرائم الإلكترونية"، باسْتثناء ما فعل المُشرّع الأردنيّ في عام 2015 عندما عدّل المُشرع مُسّمى "قانون جرائم أنظمة المعلومات" لعام 2010 إلى قانون الجرائم الإلكترونية". التوسع في مدلول الحريّة الجنسيّة من قبل المُشرع يُعد ضرورة، فهناك أفعالٌ قد لا يكون معنى الاعْتداء على الحريّة الجنسيّة فيها واضحًا، كون التحليل الدقيق لطبيعتها وآثارها يكتنف تحتها هذا الاعتداء، فإذا كانت جريمة الاغتصاب أو هتك العِرْض بالقوة أو التهديد، فإن الاعتداء على الحريّة الجنسيّة يكون واضحًا، وإذا اتّخذت صورة جريمة هتك العِرض دون قوة أو تهديد، فتتحقق الجريمة متى كان الرّضا الصّادر عن المَجني عليه ذكرًا كان أو أنثى، لا يُعتد به لصغر السّن، وإذا اتّخذت الجريمة صورة الفعل المُنافي للحياء أو للتحريض على قيادة أنثى أو أي فعلٍ من أفعال الدّعارة أو التعرض للأنثى بما يخدش حياءها، فإنّ معاني الاعتداء على حُرية الحياة الجنسيّة في هذه الأفعال يتحقق في إيذاء الشّعور بالحياء الجنسيّ لدى المجنيّ عليه والاعتداء على حياته الجنسيّة، وهذا الفعل منْ شأنه إثارة شهوة الغير. الجريمة الجنسية "Sexual Crime" التي يمكن تعريفها بأنّها: "كافة الأفعال التي يقترفها الجاني بشكل يتنافى مع قواعد الأدب والحياء فيما يتّصل بالنواحي الجنسيّة، وتتمثل هذه الجريمة في عدة أفعال قد يلجأ إليها الجاني من التهديد وابتزاز الضّحية أو عن طريق نشر الصُّور الإباحية المُخلّة بالآداب".

الصفحةالموضوع
11 المقدمة
الباب الأول
القواعد الموضوعيّة للجريمة الجنسيّة الإلكترونية في التشريعات الجزائيّة الأردنيّة
40 الفصل الأول: التكوين القانونيّ للجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة في التشريعات الأردنيّة
41 المبحث الأول: التكوين القانونيّ للجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة في قانون العقوبات الأردنيّ
41 المطلب الأول: المفهوم القانونيّ للجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة في قانون العقوبات الأردنيّ
42 الفرع الأول: ماهيّة الجريمة الجنسيّة
46 الفرع الثاني: تطبيق القواعد العامة للجريمة الجنسيّة المرتكبة عبر التّقنيات الحديثة
52 المطلب الثاني: القواعد القانونيّة في تكيّيف الجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة
53 الفرع الأول: مِعْيار الجَسامة
58 الفرع الثاني: مِعْيار الإرسال والنّشر
64 المبحث الثاني: التكوين القانونيّ للجريمة الجنسيّة في قانون الجرائم الإلكترونيّة
65 المطلب الأول: صور الجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة في قانون الجرائم الإلكترونيّة
66 الفرع الأول: جريمة هتك العِرض المُرتكبة عبر التقنيات الحديثة
72 الفرع الثاني: جريمة الفعل المُنافي للحياء المُرتكبة عبر التقنيات الحديثة
75 المطلب الثاني: صُور أخرى للجريمة الجنسيّة عبر الوسائل الإلكترونيّة
76 الفرع الأول: التهديد بفضح أمر خاص "الابتزاز الجنسي"
82 الفرع الثاني: الاعتداء على حُرمة الحياة الخاصة الجنسيّة عبر الوسائل الإلكترونيّة
86 الفصل الثاني: الاستغلال الجنسي للأطفال عبر شبكة الإنترنت
88 المبحث الأول: الاسْتغلال الجنسيّ للأطفال عبر شبكة الإنترنت
88 المطلب الأول: مفهوم الاسْتغلال الجنسي للأطفال عبر شبكة الإنترنت
89 الفرع الأول: ماهيّة الاسْتغلال الجنسيّ للأطفال عبر شبكة الإنترنت
96 الفرع الثاني: عوامل اسْتغلال الأطفال جنسياً عبر شبكة الإنترنت
102 المطلب الثاني: أساليب الخداع والإغواء لاسْتغلال الأطفال عبر الوسائل الإلكترونيّة
103 الفرع الأول: اسْتغلال الأطفال في الأعمال الإباحيّة عبر الوسائل الإلكترونيّة
110 الفرع الثاني: اسْتغلال الأطفال في الدّعارة والترويج لها عبر الوسائل الإلكترونيّة
116 المبحث الثاني: القواعد القانونيّة للاسْتغلال الجنسيّ للأطفال عبر الوسائل الإلكترونيّة
116 المطلب الأول: التكوين القانونيّ للاسْتغلال الجنسيّ للأطفال عبر الوسائل الإلكترونيّة
117 الفرع الأول: أركان الاسْتغلال الجنسيّ للأطفال عبر الوسائل الإلكترونيّة
124 الفرع الثاني: الشُّروع والمُساهمة الجُرْمية في الاسْتغلال الجنسيّ للأطفال عبر الوسائل الإلكترونيّة
129 المطلب الثاني: مسؤولية جرائم الاسْتغلال الجنسيّ للأطفال عبر الوسائل الإلكترونيّة
130 الفرع الأول: مسؤولية مُزوديّ خِدْمات الإنترنت في الاسْتغلال الجنسي للأطفال
134 الفرع الثاني: مسؤولية الأشخاص المعنوية في الاسْتغلال الجنسيّ للأطفال عبر الوسائل الإلكترونيّة
الباب الثاني
القواعد الإجرائية للجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة في التشريعات الجزائيّة الأردنيّة
147 الفصل الأول: التكوين القانونيّ للتحقيق في الجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة
149 المبحث الأول: اخْتصاص التّحقيق في الجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة
149 المطلب الأول: الاخْتصاص النوعيّ والمكانيّ للجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة
150 الفرع الأول: الاخْتصاص النوعيّ للجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة
154 الفرع الثاني: الاخْتصاص المكانيّ للجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة
161 المطلب الثاني: التّحقيق في الجريمة الجنسيّة الإلكترونية وفقًا للتشريعات الجزائية الأردنّية
162 الفرع الأول: التّحقيق الأوليّ للجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة وفقًا للتشريعات الجزائيّة الأردنيّة
167 الفرع الثاني: التّحقيق الابتدائي للجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة وفقاً للتشريعات الجزائيّة الأردنيّة
172 المبحث الثاني: الإثبات في الجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة وفقًا للتشريعات الجزائيّة الأردنيّة
172 المطلب الأول: ماهيّة مَسْرَح الجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة وإشكالاته
173 الفرع الأول: ماهيّة مسرح الجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة
178 الفرع الثاني: إشكالات جمع أدلة الإثبات في الجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة
183 المطلب الثاني: الأدلة الإلكترونية في إثبات الجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة
184 الفرع الأول: ماهيّة الدليل في الجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة
190 الفرع الثاني: حُجيّة الدليل الإلكترونيّ في الإثبات للجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة
197 الفصل الثاني: التكيّيف القانونيّ للجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة في التشريعات الأردنيّة ومكافحتها
199 المبحث الأول: ماهية التكييف المُحاكمة في الجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة في التشريعات الأردنيّة
199 المطلب الأول: التكييف والمُحاكمة في الجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة في التشريعات الأردنية
200 الفرع الأول: التكيّيف القانونيّ في الجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة
204 الفرع الثاني: المُحاكمة في الجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة
209 المطلب الثاني: الحُكم في الجريمة الجنسيّة الالكترونيّة
210 الفرع الأول: التعليل في الأحكام القضائية للجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة
214 الفرع الثاني: الطّعن في الأحكام القضائية للجريمة الجنسيّة الإلكترونية
220 المبحث الثاني: مُكافحة الجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة
220 المطلب الأول: التّعاون الدوليّ وتسليم مُجرمي الجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة
221 الفرع الأول: الجُهود الدّوليّة لضبط الجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة
228 الفرع الثاني: قواعد تسليم مُجرمي الجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة
233 المطلب الثاني: التجربة الأردنيّة في مُكافحة الجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة
234 الفرع الأول: دور إدارة حماية الأسرة في التّحقيق في الجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة
240 الفرع الثاني: واقع الجريمة الجنسيّة الإلكترونيّة في الأردن
247 الخاتمة
249 المراجع

الكتب ذات العلاقة

القانون     الالكتروني والانترنت الجريمة الجنسية الالكترونية
 
اضافة الكتاب الى سلة المشتريات
  الكمية:
حذف الكتاب:
   
   
 
 
انهاء التسوق
استمر بالتسوق
9789923152218 :ISBN
الجريمة الجنسية الالكترونية :الكتاب
د.محمد صالح ملحم :المولف
0.800 :الوزن
17×24 :الحجم
ابيض :الورق
264 :الصفحات
2024 :السنة
مجلد :النوع
$20 :السعر
 
:المقدمة

سخرّ الله ـ سبحانه ـ وتعالى الإنسان على الأرض، وجعله خليفة فيها؛ ليعمرها مُذللاً له أسباب التّطور والاكتشاف، فابتكر بالعلم والفكر سُبل التكنولوجيا التي تجعل حياته سهلة في أغلب الجوانب الحياتية، وباتت التكنولوجيا جزءاً من حياته اليومية العامة والخاصة، ووصل إلى تقنيات علميّة ارتقى من خلالها إلى حياة فارهة راقية بعد أن أخضع من خلالها كثيرًا من المجالات كانت في سابق وقت ضربًا من الخيال، أو لم تخطر على بال بشر ممّا وصل إليه فكر الإنسان في وقت لاحق. إن من أكبر العلوم التي وصل إليها الإنسان الإنترنت، الذي يُعد إنجازًا غيّر حياة البشر إلى حياة امتلأت بالتغيرات والمُستحدثات في أغلب نواحي الحياة، وقد رافق هذه التقنية أخطارُ أمنيّة متعددة نجمت عن اسْتخدام الإنترنت بظهورٍ مظاهرَ جُرمية لم تكن معروفة من ذي قبل، رافقت التطور التكنولوجي والتقنيّ وحمل في طيّاته أيضاً أخطارًا لم تكن بالحُسبان، بسبب سهولة ارتكاب أفعال ماديّة ذات طبيعة خاصة أهمّها عدم اجتماع الجاني والمَجني عليه في مسرحٍ جُرمي في ذات المكان والزّمان كما هي الجريمة التقليدية المُتعارف عليها. لم تقتصر الجريمة التي تُرتكب بواسطة الكمبيوتر، أو الهاتف الذكي "كمبيوتر محمول" بحجم كف اليد على جريمة واحدة، بل تعدّى ذلك إلى العديد من الأفعال الجُرمية. منها ما هو معروف من السّابق، ولكنّه يُرتكب بواسطة هذه التقنيات مثل: جريمة السّرقة والتزوير، فبوساطة الكمبيوتر يمكن سرقة البيانات والصُّور والوثائق، ويمكن سرقة المال عن طريق التحويل والسيطرة عليه، ليس من خلال فعل نزع المُلكية المألوفة، بلْ بمظاهرَ جديدةٍ يستخدم فيها الجاني طرق وأساليبَ علميةً تكنولوجيّة دقيقة؛ للحصول على المال وارتكاب جريمة السّرقة. المُشرّع لا يُعرّف الجريمة، ولكنّه أحيانًا يضطر إلى التعريف، إمّا لتحديد الأركان العامة والخاصة للجريمة، أو لأن السلوك الإجرامي من الصّور المُستحدثة للجريمة، لذا نجد المادة الأولى من القانون المِصري النموذجي الموحد فيما يتعلق بمكافحة سوء اسْتخدام تكنولوجيا المعلومات والاتّصالات، قد عُرّفت الجريمة المعلوماتية بأنّها: "كلُّ فعلٍ مؤثم يتم ارتكابه عبر أيّ وسيط إلكتروني ويُقصد في تطبيق أحكام هذا القانون بالكلمات والعبارات الآتية: المعاني المُبينة قرين كلّ منها 1- الوسيط الإلكتروني ...". لا تبدو التشريعات الوطنية مهتمة بالإلكترونيّة، فمن أصل حوالي 200 مكوّنٍ مُنبثقة من التشريعات الوطنيّة ومن خلال الاسْتبانة الدوليّة، كان هناك أقل من 5% كلمة "الجرائم الإلكترونية" في العنوان أو في السياق التشريعيّ، وكان الاسْتخدام الأكثر شُيوعًا في التشريعات هو مصطلح "جرائم الكمبيوتر" و"الاتّصالات الإلكترونيّة" و"تكنولوجيا المعلومات"، أو الجريمة ذات التقنية العالية" أو جرائم الحاسُوب ... وغيرها، حيث لم تستخدم أغلب التشريعات مصطلح "الجريمة الإلكترونيّة" في عنوان أو قانون مثل "قانون الجرائم الإلكترونية"، باسْتثناء ما فعل المُشرّع الأردنيّ في عام 2015 عندما عدّل المُشرع مُسّمى "قانون جرائم أنظمة المعلومات" لعام 2010 إلى قانون الجرائم الإلكترونية". التوسع في مدلول الحريّة الجنسيّة من قبل المُشرع يُعد ضرورة، فهناك أفعالٌ قد لا يكون معنى الاعْتداء على الحريّة الجنسيّة فيها واضحًا، كون التحليل الدقيق لطبيعتها وآثارها يكتنف تحتها هذا الاعتداء، فإذا كانت جريمة الاغتصاب أو هتك العِرْض بالقوة أو التهديد، فإن الاعتداء على الحريّة الجنسيّة يكون واضحًا، وإذا اتّخذت صورة جريمة هتك العِرض دون قوة أو تهديد، فتتحقق الجريمة متى كان الرّضا الصّادر عن المَجني عليه ذكرًا كان أو أنثى، لا يُعتد به لصغر السّن، وإذا اتّخذت الجريمة صورة الفعل المُنافي للحياء أو للتحريض على قيادة أنثى أو أي فعلٍ من أفعال الدّعارة أو التعرض للأنثى بما يخدش حياءها، فإنّ معاني الاعتداء على حُرية الحياة الجنسيّة في هذه الأفعال يتحقق في إيذاء الشّعور بالحياء الجنسيّ لدى المجنيّ عليه والاعتداء على حياته الجنسيّة، وهذا الفعل منْ شأنه إثارة شهوة الغير. الجريمة الجنسية "Sexual Crime" التي يمكن تعريفها بأنّها: "كافة الأفعال التي يقترفها الجاني بشكل يتنافى مع قواعد الأدب والحياء فيما يتّصل بالنواحي الجنسيّة، وتتمثل هذه الجريمة في عدة أفعال قد يلجأ إليها الجاني من التهديد وابتزاز الضّحية أو عن طريق نشر الصُّور الإباحية المُخلّة بالآداب".

 
:الفهرس
 
:الكتب ذات العلاقة