قبل التعرض لماهية الملكية الفكرية يقتضي الأمر التذكير بتعريف الحق وبيان أنواعه ليتسنى لنا معرفة موقع الملكية الفكرية بين هذه الحقوق. فكما سبق وأن تم دراسته في مساق نظرية الحق فإن فقهاء وشرّاح القانون لم يتفقوا على تعريف موحد للحق فقد تباينت آراؤهم تبعاً لاختلاف الأنظمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية فهناك من يُعرف الحق بأنه ((قدرة إرادية يخولها القانون لشخص معين)) في حين يعرف أصحاب الاتجاه الموضوعي الحق بأنه ((مصلحة يحميها القانون ويستطيع كل إنسان أن يستعمل هذه المصلحة بنفسه أو بواسطة غيره)) وذهب فريق ثالث وهم أصحاب الاتجاه المختلط الذي يجمع بين الشخصي والموضوعي إلى القول بأن الحق ((سلطة أو قدرة إرادية يستعملها الشخص لتمكينه من القيام بأعمال معينة تحقيقاً لمصلحة يعترف بها القانون)) في حين يرى أصحاب النظرية الحديثة وعلى رأسهم الفقيه DABAN بأن الحق هو ((ميزة يمنحها القانون لشخص ما ويحميها بطرق قانونية بمقتضاها يتصرف الشخص متسلطاً على مال معترف له به بصفته مالكاً أو مستحقاً له))