بعد أن كان اللعب ظاهرة عادية يمارسها الأطفال في كل زمان ومكان، باتت في عصرنا الحالي محط أنظار الباحثين والدارسين من علماء النفس والاجتماع والتربية والفلسفة وغيرهم. ولذا يأتي هذا الكتاب ليتناول موضوع سيكولوجية العلاج باللعب مع الأطفال ــ بوجه عام ــ والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بوجه خاص. ومن هنا، فقد بدأنا كتابنا هذا ــ والذي قسمناه إلى أربعة فصول ــ بتناول مفهوم العلاج باللعب لغوياً وعلمياً، وتوضيح الخصائص التي تميّز لعب الأطفال، وأهم الحقائق المرتبطة به. بعد ذلك ــ وتحديداً في الفصل الثاني ــ تطرقنا إلى أبرز المحاولات والنظريات الأولى لتفسير اللعب، وصولاً إلى تفسير اللعب حسب مدارس علم النفس والتربية الحديثة، ومن ثم الحديث عن اللعب في نظريات التعلم وفي نظرية بياجيه للنمو المعرفي، إضافة إلى بيان وظائف وفوائد وأهمية اللعب ومظاهره وأشكاله وأنواعه، ونتائج الحرمان منه ومحددات السواء والاضطراب في لعب الأطفال. وعالج الفصل الثالث العلاج النفسي الجماعي باللعب ومجال استخدام مثل هذا العلاج، مع تقديم توضيح لأساليب اللعب العلاجية وحدود هذا العلاج، وأخيراً بيان طرق الإعداد لجلسات العلاج النفسي الجماعي باللعب. أما الفصل الرابع ــ والأخير ــ فقد تضمن شرحاً تفصيلياً لعلاج ذوي الاحتياجات الخاصة باستخدام اللعب، وذلك من خلال التطرق إلى اللعب لدى الطفل التوحدي (الذاتوي)، وعرض مجموعة من الدراسات الأجنبية والعربية التي تناولت العلاج باللعب مع الأطفال التوحديين (الذاتويين) والمضطربين سلوكياً والمتخلفين عقلياً وجسمياً. وأخيراً، نرجو أن يحقق هذا الكتاب الغاية المرجوة من وضعه، وأن يقدم فائدة مميزة للطلبة وللأساتذة وللراغبين في زيادة معرفتهم وعلمهم وثقافتهم حول موضوع العلاج باللعب، الذي بدأت الدراسات في العقود الأخيرة بالالتفات إليه وإعطائه الأهمية والاهتمام وخاصة في وطننا العربي الحبيب. والله ولي التوفيق