عزيزي القارئ، في محاولة لإلقاء الضوء على مجال الذكاء الاصطناعي والنظم الخبيرة أقدم لك هذه الكتاب لتوضيح مدى أهمية دراسة علوم الذكاء الاصطناعي والنظم الخبيرة، وفي محاولة للتفكير حول ماهية هذا العلم. وإذا كان الإنسان الذكي هو ذلك الإنسان الذي يستطيع التوصل إلى الحلول للمشكلات التي يواجهها بسرعة ودقة ومنطقية، معتمداً على التمثيل الرمزي للأشياء وإدراك العلاقات بينها، فالإنسان وحده هو من يطلق عليه صفة الذكاء، فقدرات الإنسان العقلية يستخدمها في حياته اليومية في كل كبيرة وصغيرة، وإن كان تعريف الذكاء غير محدد بدقة إلى الآن، فمن هنا بدأ التفكير في محاكاة ذكاء الإنسان ودراسة قدراته العقلية أو بالأحرى ميكنة الذكاء الإنساني وذلك لفهم كيف يعمل العقل البشري وكيف يفكر، أي أننا نحاول الابتعاد قليلاً في فهم الذكاء البشري عن مجالي الفلسفة وعلم النفس. ويعود علم الذكاء الاصطناعي إلى جذور التاريخ، حيث تناول الفلاسفة منذ القدم موضوعات ترتبط بالذكاء مثل العقلانية والذاكرة، وفكر الإنسان القديم في صنع الآلات العادية، ثم ما لبث أن تمرد على تلك الآلات بخياله ليفكر في الآلات ذكية تستطيع أن تقوم بما يقوم به هو مستخدمةً تفكيرها المستقل عنه. ومجال الذكاء الاصطناعي والنظم الخبيرة بدأ يسيطر على مقاليد الأمور في القرن الحادي والعشرين، فالذكاء الاصطناعي والنظم الخبيرة لما يتركا مجالاً من المجالات الحالية إلا ودخلا فيه وأصبحا لبنة مهمة به ودعامة لا يمكن الاستغناء عنها سواء كان مجال نافع للبشر كالطب أو كان مجالاً مدمراً للبشرية كالمجالات العسكرية. ومع أن الأمور الغيبية لا يمكن التنبؤ بها، إلا أن الواضح لنا من سحب الماضي على الحاضر لمحاولة إلقاء نظرة على المستقبل أن دمج الذكاء البشري مع الحاسب الآلي سيكون له دور فاعل في صناعة الحضارة في المستقبل القريب. ويشتمل هذا الكتاب على خمسة فصول؛ يتناول الفصل الأول الذكاء موضحاً ماهيته، ومعامل الذكاء ودرجاته، وأنواعه، والعقل البشري ومعالجة المعرفة، ومقارنة بين العقل البشري والحاسب الآلي. ويتناول الفصل الثاني الذكاء الاصطناعي موضحاً ماهيته، والهدف من الذكاء الاصطناعي، وأهميته، وخصـائصه، ومعمارية ومكونات الذكـاء الاصطناعي، وتمثيل المعرفة. ويتناول الفصل الثالث تطبيقات الذكاء الاصطناعي شارحاً عينات من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وفروع الذكاء الاصطناعي بادئاً بالشبكات العصبية الاصطناعية Artificial Neural Network (ANN) ثم منطق الغموض Fuzzy Logic فالخوارزمة الوراثية Genetic Algorithm وأخيراً الأنظمة الخبيرة Expert Systems، ومجالات استخدام الذكاء الاصطناعي، واستخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير عمليتي التعليم والتدريب، والذكاء الاصطناعي وبرامج لعب الشطرنج. ويتناول الفصل الرابع برامج التدريس القائمة على الذكاء الاصطناعي موضحاً الفرق بين الذكاء الطبيعي والذكاء الاصطناعي، وتطور الذكاء الاصطناعي، والفرق بين الذكاء الاصطناعي والبرامج التقليدية، ومفهوم برامج التدريس القائمة على الذكاء الاصطناعي، والهدف منها، ومميزاتها، وقصور برامج التدريس التقليدية بالحاسب الآلي CAI، وخصائص السلوك الذكي، والتساؤل عن تفكير الحاسب الآلي حقيقة، وأخيراً مستقبل الذكاء الاصطناعي. ويتناول الفصل الخامس النظم الخبيرة شارحاً ماهية النظم الخبيرة، ومجالاتها، وقواعد البيانات والنظم الخبيرة، والفرق بين النظم الخبيرة والبرامج التقليدية، ومميزات النظم الخبيرة، ومكونات النظام الخبير،وتطويره، والأدوات المساعدة في بنائه، ومراحل بنائه، والأنشطة الأساسية للنظام الخبير، وأخيراً اللغات الأساسية لبناء نظم الذكاء الاصطناعي والنظم الخبيرة. آملاً من العلي العظيم رب العرش الكريم أن يكون هذه الكتاب إضافة جديدة في مجال الذكاء الاصطناعي والنظم الخبيرة، وأن يفيد الباحثين في هذا المجال.