علم لغة الحركة بين النظرية والتطبيق

ISBN 9789957165819
الوزن 0.550
الحجم 17×24
الورق ابيض
الصفحات 224
السنة 2010
النوع مجلد

ثمّة اختلاف في موضع الدّراسات اللّغويّة من العلوم المختلفة، وقد عدّها الكثير من علماء القرن التّاسع عشرالأقرب إلى العلوم الطّبيعيّة، ومنهم العالِم اللّغويّ "أوجست شلاشر"، الذي كان يَعُدّ اللّغة كائنًا عضويًا، ثمّ تغيّرت هذه النّظرة، وصارت اللّغة علمًا سلوكيًا، أو حتى علمًا اجتماعيًا، يحتلّ مكانًا وسطًا بين العلوم الطّبيعيّة والعلوم الإنسانيّة، وبرزت أهمية اللّغة من قـِبَـل كونها وسيلة اتّصال بين أفراد المجتمع الذين يؤلّفون ما يُعرف باسم "الجماعة الكلاميّة"، فهي تؤلـِّف جزءًا مهمًا من الثـّقافة، وفهمها يتطلـّب فهم الثقافة ككل. وقد ألحّ السّلوك الاجتماعيّ بين أفراد المجتمعات على التّفاعل؛ فكانت اللّغة أوضح أنماط السّلوك الاتّصاليّ، ومحوره الأوّل في كل المجتمعات، سواء أكانت هذه المجتمعات لا تزال في أطوارها الأولى، أم قطعت أشواطـًا بعيدة في طريق الحضارة. وإذا كانت الغاية "لغة الحركة" فلابد منذ البداية تأكيد أنّ الدّراسة تتناول الجسد الإنسانيّ بعدِّهِ "لغة"؛ فاللّغة من النّاحية الوظيفيّة نسق رمزيّ مفتوح يحقـّق الاتّصال، وتبادل المشاعر والأفكار بين الأشخاص، له قواعدُه وصيغه ُ، ويخضع للمحيط الاجتماعيّ والثقافيّ لمستخدمِـيه. وكلمة "رمزيّ" هي مدخلٌ وبداية إيمائيّة وعفويّة تخطّطها الأعضاء لفعل ما. فالجسد نظامٌ لغويّ؛ بإمكانه تبليغ ما لا يقدرالسّلوك الشّفهيّ على تبليغه أحيانًا، و"لغة الحركة" سابقة لكل لغة أو رمز. كما يختلف التّعبير الجسديّ لدى الشّعوب باختلاف ثقافاتها. ففي البَدْء كانت الحركة، ما دامت كل حركة أو إشارة مضطربة في بَدْئِها تتحوّل بالتّكرار إلى إيقاع، وكل إيقاع يتحكّم بالاستمرار لكل فعل، ويفترضُ اللّمس لترجمة رسائل البصر والسّمع. وكأنّ كل حيّ تركيبة موروثة من الحركات، وكل جسم مجموعة عاملة من الحركات المحدّدة من أعضاء وأجهزة. ولعلّ الإنسان بدأ بالتّعبير عن علاقاته بالأشياء المحيطة به، مستعينـًا بأوضاع جسده، وحركات يده في مختلف الاتجاهات الفراغيّة؛ وبإصبعه الدّالة، سبّابة يده، التي وجهّها إلى الأشياء التي يريد الدّلالة عليها؛ ليسترعيَ انتباه المخاطـَب، فكان بدوره باعثـًا الرّسائل أومستقبـِلاً الإشارات، ثمّ كانت الكلمة المنطوقة، التي أصبحت نمطـًا لاحقـًا استقرّ في الفم، تبدو حركة ًمتمّمـة أومستَبدَلة؛ بيد أنّه لا يمكن عدّها بديلاً عن" لغة الحركة"، وإنْ كانت مسموعة ًمن قـِبَـل مخاطـَب عاجز عن الرّؤيّة.

الصفحةالموضوع
11 المقدمة
15 إطلالة
الفصل الأول
الاتصال الإنساني
24 المبحث الأوّل: بين يدي المصطلح
28 المبحث الثاني: الاتّصال
الفصل الثّاني
لغة الحركة بين القديم و الحديث
52 المبحث الأوّل: أثر "لغة الحركة" في نشأة اللّغة
62 المبحث الثّاني: "لغة الحركة" بين القديم والحديث
101 المبحث الثّالث: أثر "علم السّيمياء" في "لغة الحركة"
115 المبحث الرّابع: شواهد بلاغيّة ولغويّة على التّعبير بالحركة
الفصل الثّالث
"لغة الحركة" في الحديث النّبويّ الشّريف
138 المبحث الأوّل: شواهد "لغة الحركة" في الحديث النّبوي ودلالاتها
176 المبحث الثاني: الحركات اللاإراديّة والحركات الإراديّة
184 المبحّث الثالث: مواقف نبويّة اجتماعيّة للغة الاتّصال الحركيّ
190 المبحث الرّابع: أنماط الخطاب النّبويّ بين الحال والمقال
196 المبحث الخامس: "لغة الحركة" والدّلالة النّفسيّة في المتلقّي
203 الخاتمة
209 المراجع

كتب المؤلف

اللغة والأدب     علم لغة الحركة بين النظرية والتطبيق
 
اضافة الكتاب الى سلة المشتريات
  الكمية:
حذف الكتاب:
   
   
 
 
انهاء التسوق
استمر بالتسوق
9789957165819 :ISBN
علم لغة الحركة بين النظرية والتطبيق :الكتاب
د.عريب محمد عيد :المولف
0.550 :الوزن
17×24 :الحجم
ابيض :الورق
224 :الصفحات
2010 :السنة
مجلد :النوع
$15 :السعر
 
:المقدمة

ثمّة اختلاف في موضع الدّراسات اللّغويّة من العلوم المختلفة، وقد عدّها الكثير من علماء القرن التّاسع عشرالأقرب إلى العلوم الطّبيعيّة، ومنهم العالِم اللّغويّ "أوجست شلاشر"، الذي كان يَعُدّ اللّغة كائنًا عضويًا، ثمّ تغيّرت هذه النّظرة، وصارت اللّغة علمًا سلوكيًا، أو حتى علمًا اجتماعيًا، يحتلّ مكانًا وسطًا بين العلوم الطّبيعيّة والعلوم الإنسانيّة، وبرزت أهمية اللّغة من قـِبَـل كونها وسيلة اتّصال بين أفراد المجتمع الذين يؤلّفون ما يُعرف باسم "الجماعة الكلاميّة"، فهي تؤلـِّف جزءًا مهمًا من الثـّقافة، وفهمها يتطلـّب فهم الثقافة ككل. وقد ألحّ السّلوك الاجتماعيّ بين أفراد المجتمعات على التّفاعل؛ فكانت اللّغة أوضح أنماط السّلوك الاتّصاليّ، ومحوره الأوّل في كل المجتمعات، سواء أكانت هذه المجتمعات لا تزال في أطوارها الأولى، أم قطعت أشواطـًا بعيدة في طريق الحضارة. وإذا كانت الغاية "لغة الحركة" فلابد منذ البداية تأكيد أنّ الدّراسة تتناول الجسد الإنسانيّ بعدِّهِ "لغة"؛ فاللّغة من النّاحية الوظيفيّة نسق رمزيّ مفتوح يحقـّق الاتّصال، وتبادل المشاعر والأفكار بين الأشخاص، له قواعدُه وصيغه ُ، ويخضع للمحيط الاجتماعيّ والثقافيّ لمستخدمِـيه. وكلمة "رمزيّ" هي مدخلٌ وبداية إيمائيّة وعفويّة تخطّطها الأعضاء لفعل ما. فالجسد نظامٌ لغويّ؛ بإمكانه تبليغ ما لا يقدرالسّلوك الشّفهيّ على تبليغه أحيانًا، و"لغة الحركة" سابقة لكل لغة أو رمز. كما يختلف التّعبير الجسديّ لدى الشّعوب باختلاف ثقافاتها. ففي البَدْء كانت الحركة، ما دامت كل حركة أو إشارة مضطربة في بَدْئِها تتحوّل بالتّكرار إلى إيقاع، وكل إيقاع يتحكّم بالاستمرار لكل فعل، ويفترضُ اللّمس لترجمة رسائل البصر والسّمع. وكأنّ كل حيّ تركيبة موروثة من الحركات، وكل جسم مجموعة عاملة من الحركات المحدّدة من أعضاء وأجهزة. ولعلّ الإنسان بدأ بالتّعبير عن علاقاته بالأشياء المحيطة به، مستعينـًا بأوضاع جسده، وحركات يده في مختلف الاتجاهات الفراغيّة؛ وبإصبعه الدّالة، سبّابة يده، التي وجهّها إلى الأشياء التي يريد الدّلالة عليها؛ ليسترعيَ انتباه المخاطـَب، فكان بدوره باعثـًا الرّسائل أومستقبـِلاً الإشارات، ثمّ كانت الكلمة المنطوقة، التي أصبحت نمطـًا لاحقـًا استقرّ في الفم، تبدو حركة ًمتمّمـة أومستَبدَلة؛ بيد أنّه لا يمكن عدّها بديلاً عن" لغة الحركة"، وإنْ كانت مسموعة ًمن قـِبَـل مخاطـَب عاجز عن الرّؤيّة.

 
:الفهرس
 
 
:كتب المؤلف