نحن الآن في عصر تتسابق فيه المصطلحات العلمية في كل حقول المعرفة مع الزمن وتتطور بشكل يومي وتتوالد فيه بشكل يجعل ضبطه بشكل كامل شامل شبه مستحيل لأن هناك مفردات جديدة توضع في التداول بشكل متواصل ومفردات يقل استعمالها إن لم ينعدم مع تطور القوانين واستجابتها للحاجات المستجدة. ومع ذلك فإن الفرع دائماً ينشأ على الأصل والأصول الجديدة لها جذور ثابتة ولذلك كان لابد من جهد كبير ومتواصل لإنجاز عمل يستجيب لكل هذه الحاجات ويحافظ على كل هذه الأصول والثوابت التي لا غنى عنها، خصوصاً بعدما أصبحت المعاجم المتخصصة المماثلة قديمة العهد وقد تجاوز الزمن أكثر ما فيها من مادة علمية على أهميتها لا تلبي ولا تغطي الحاجات المستجدة للباحث والقارئ والمتخصص. ولئن كان ثمة معاجم ومراجع متجددة في لغة ما فإنك لن تجد ما يضارعها في اللغة الأخرى، وفي هذا إنهاك وإضاعة للوقت وجهد مضن قد لا يملك كل واحد الوقت الكافي للوصول فيه إلى نتيجة نافعة تلبي احتياجاته لترابط المحلي بالدولي والإقليمي بالعالمي في القضايا المعاصرة، وتنوع القضايا الناشئة وتعقدها، وامتدادها لتشمل مصالح متشابكة في أكثر من بلد في الوقت نفسه، وأفراداً يتحدثون بأكثر من لغة أيضاً. استجابة لهذه الحاجة وخدمة للقارئ والباحث والمتخصص واستكمالاً للخطوات التي بدأتها "دار الثقافة" الساعية لإغناء المكتبة العربية بكل ما هو جديد وقيم وضروري قامت لجنة الدراسات والتأليف في مركز أبحاث الحاسوب بتأليف لجنة من المختصين والحقوقيين عملت على جمع المادة العلمية اللازمة من المراجع المتخصصة محلياً وعربياً ودولياً ثم سنداً لكل ذلك وخصوصاً الدوريات المتخصصة في العالم قامت بإعداد هذا المعجم القانوني. ونحن نضع بين يديك في هذا الكتاب أول معجم قانوني باللغات الثلاث الإنكليزية والعربية والفرنسية يحتوي المصطلحات القانونية الإنكليزية والمصطلحات المتداولة في البلاد الناطقة باللغة الفرنسية على اختلافها والبلاد الناطقة باللغة العربية على تنوعها، وبأحدث تعديلاتها. هذا المعجم تمت مراجعته مع أحدث المعاجم القانونية الصادرة في العديد من الدول الناطقة بإحدى اللغات فيه أو بلغتين منهما معاً ليكون ملبياً لاحتياجات المتخصصين في كل الدول العربية والدول الأوروبية والأجنبية ذات الصلة بها، وبإشراف حقوقيين متخصصين. وهذه الطبعة الأولى منه ستتبعها بإذن الله طبعات عديدة نلحق بها كل ما يستجد على هذا الصعيد. والله ولي التوفيق وهو من وراء القصد إنه نعم المولى ونعم النصير// الناشر