أصبح عقد التأمين من الحريق في الوقت الحاضر من العقود المهمة والضرورية التي يواجه بها الإنسان خطر الحريق. حيث أدى تطور الحياة الاقتصادية وتشعبها وظهور الآلة في الصناعات ذات التكنولوجية الكبيرة والقيمة، ونمو حجم التجارة وتبادلها، وتطور وسائل النقل في هذا العصر، وظهور الشركات والمصانع والمصالح الضخمة ذات القيمة المالية الكبيرة إلى ازدياد تخوف أصحابها من خطر الحريق الذي قد يصيب ممتلكاتهم ويلحق بها عند تحققه خسائر مالية ضخمة لا تصيب الشخص صاحب المصلحة وحدة فقط ــ المؤمن له ــ وإنما قد تؤثر على الاقتصاد القومي للدولة أيضاً. لذلك سعى الإنسان إلى محاولة البحث عن طريقة فعّاله للمحافظة على مصلحته وتعويضه عن الخسائر والأضرار التي قد تلحق به عند نشوب الحريق في ممتلكاته. مما أدى إلى ظهور التأمين من الحريق منذ زمن بعيد، وقد ترعرعت فكرة التأمين من الحريق وازدهرت حتى وصلت إلى أقصى درجات الرقي والتعقيد. وذلك بسبب فاعلية هذه الطريقة في تعويض المتضرر عن الخسائر والأضرار وبالتالي الإقبال المتزايد على هذه الشركات التأمينية وتوسع نشاطاتها وأعمالها في مجال التأمين ضد خطر الحريق. وأصبحت هذه الشركات التأمينية الضخمة ــ المؤمن ــ تسعى باستمرار إلى تجميع أكبر عدد ممكن من الأشخاص ــ المؤمن لهم ــ حتى تتمكن من القيام بدروها كوسيط بين جماعة المؤمن لهم وتعويض المتضرر ــ المؤمن له ــ عما لحق به من أضرار وخسائر وذلك عن طريق مجموعة من القواعد الإحصائية والبيانات، واتباع خطوات مدروسة ومتطورة من أجل ذلك.