أدب الطفل وثقافته

ISBN 9789957168506
الوزن 0.850
الحجم 17*24
الورق ابيض
الصفحات 400
السنة 2014
النوع مجلد

تعد قضية الاهتمام بالطفولة من أبرز القضايا الحضارية التي أصبحت في كثير من بلدان العالم هدفاً استراتيجياً من خلال التوازن للبيئة الأسرية، والمجتمعية، لذلك لا يمكن معالجة قضايا الطفولة بمعزل عن قضايا المجتمع ككل، بل لابد وأن تأخذ أولويتها ضمن إطار التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة. إن اهتمامنا بالبراعم الصغيرة من أبائنا هو من أجل إتاحة الفرصة لهم للنمو الجسمي والعقلي والانفعالي والنفسي لقضاء طفولة سعيدة، وبأسلوب صحي سليم يجعلهم قادرين على تحمل مسؤولية مستقبلهم بقوة وعزيمة وإيمان، ومن حق الطفل علينا أن يخصه المبدعون منا في مجال الأدب ببعض جوانب إبداعهم كي يرى أيضًا نفسه وموقعه بالنسبة لوجهي الحياة المتناقضين، ويتبصر ما حوله، ويعقد مع ذلك صلات الرفض أو القبول، ويعد نفسه ليمارس أفعال الحياة في الشكل الذي يضمن لنا ألا يفسد فيها أو يجعل منها مباءة تغرر الإنسان. فمرحلة الطفولة من أهم مراحل حياة الإنسان، فهي تحدد شخصيته، وكيانه، وفكره، وأخلاقه، وهي مرحلة وجود مهمة في حد ذاتها، وكل خبرة في الحياة لها اتصال وثيق وعلاقة متينة بالطفولة. وقد كان الاعتقاد السائد بأن الطفل غير قادر على إدارك الأحداث من حوله واستيعابها، ولكن مع تطور العلم والتكنولوجيا وثورة المعرفة التي شملت كل جوانب الحياة بدأ التوجه إلى الاهتمام بالطفولة، حيث أدرك الإنسان أهمية مخاطبة الأطفال بلغتهم، وأسلوبهم، والتوجه إليهم أينما كانوا. إن تدريب الطفل كي يعيش سعيداً وفعالاً كمواطن في دولة، وفي العالم أجمع يُعدّ أصعب العمليات التي تواجه المربين والمربيات، ولتحقيق ذلك فإن الطفل يجب أن يحصل على قيم اجتماعية أساسية معينة خاصة بمجتمعه، وأن تتولد لديه القدرة على التكيف مع القيم الناجمة عن التغير الاجتماعي الثقافي السريع والمحافظة على بعض القيم التقليدية، ويجب أن يكون أطفال المجتمع واعين ــ مدركين ــ متمسكين بالقيم الثقافية التي تنتقل إليهم عبر الأجيال السابقة في عملية أسميناها «التنشئة الاجتماعية» مضمونها تربوي وأهدافها تنموية. لم يعد ما يقدمه الكتاب للناشئة توليفاً، وتأليفاً طارئاً يرضى حاجة عارضة للأطفال، بل هو من صلب نداء الحياة ومغذٍ جوهري يؤثر تأثيراً فاعلاً في شخصيتهم عن طريق تكييفهم مع المواقف الاجتماعية بصورة طبيعية لا قصرية نتيجة رغبات ممحورة تقديراً للظروف، وبما يتناسب مع شخصياتهم التي يكون لها دور عميق وباقٍ في حياتهم كلها ضمن نطاق السمات الرئيسة التي تتكون منها شخصية الطفل عند بدء تعلمه القراءة، فمنها يأخذ عاداته واتجاهاته ومعتقداته بحيث يصعب تغييرها أو تعديلها. لذا حظي أدب الأطفال باهتمام وافر، ووجد الخبراء فيه غذاء للروح والجسد معًا، ووجدوا فيه رافدًا مهمًا لكل نوع من أنواع الدراسة الخاصة بالطفل فتعالت الأصوات مطالبة بإنتاج أدب خاص بالأطفال، وتتابعت الطاقات البشرية الخلاقة إلى تلبية هذا النداء، فما هو إلا زمن قصير حتى كان في كل بلد من أرجاء هذه المعمورة كتّاب قصروا اهتمامهم على الكتابة للأطفال، وشعراء كرسوا فنهم لإمتاع الطفل وتغذية وجدانه، وإشرابه حبّ الجمال. وعليه، فإن أدب الأطفال في مجموعه هو الآثار الفنية التي تصور أفكارًا وإحساسات وأخيلة تتفق ومدارك الأطفال: وتتخذ أشكال: القصة والشعر والمسرحية والمقالة والأغنية. وقد أثار المؤلفون كثيراً من المسائل الحيوية في هذا المجال، وألقوا أضواء منيرة على عديد من القضايا المهمة المتعلقة بأدب الأطفال كالإبداع، وكيف نكتب للأطفال، وآثار تكنولوجيا التعليم الحديثة، كالإنترنت والحاسوب وعلاقتها بالطفولة إيجاباً وسلباً، ودعا الكتاب إلى أن نقوم بنهضة جديدة في دنيا الطفولة وأدبها، وقد بلغ هذا الأدب اليوم عصراً من عصور ازدهاره واتخذ له تقاليد خاصة. والكتاب الذي بين أيديكم الآن يعد ثمرة يانعة لسلسلة من الدراسات في أدب الأطفال، والكتب التي تناولت هذا الموضوع وخلاصة الخبرة التربوية المتراكمة لمؤلفي هذا الكتاب وتجاربهم في إعداد المعلمين والتدريس، والتأليف في الميادين اللغوية والتربوية وعملهم في أنحاء الوطن العربي وفي دول شرقية وغربية. وقد امتاز هذا الكتاب بحداثة تقديم أدب الأطفال في فلسفته وأنواعه واستراتيجيات تدريسه إلى معلمي المستقبل، سقاة البراعم الناعمة الذين يختصون بتربية الأجيال ويحملون رسالة الأمة وميدانهم هو الصف وجنودهم الأطفال. وفي هذا الكتاب ما يأخذ بيد هؤلاء الفرسان، والقادة من معلمي الغد في فهم أهداف أدب الأطفال ، وهؤلاء المعلمون يتقدمون في تأثيرهم على كل أديب وعلى كل مربٍ لأنهم الأقرب لتلاميذهم، والأفهم لمشاعرهم، وابتسامتهم تسمو في وجه تلميذهم وتسمو على أي قصيدة قالها شاعر كتب للطفولة.

الصفحةالموضوع
15 المقدمة
الفصل الأول
نظرات في أدب الأطفال
23 الطفولة
25 ماهية أدب الأطفال ومفاهيمه
28 أهمية أدب الأطفال
31 مميزات أدب الأطفال
32 أهداف أدب الأطفال
37 فلسفة أدب الأطفال
39 أدب الكبار وأدب الصغار
42 وسائل تشجيع أدب الأطفال
43 أدب الأطفال لذوي الاحتياجات الخاصة
44 معلم أدب الأطفال
45 أدب الأطفال في نظر أدبائه
46 البدايات العالمية لأدب الأطفال عبر العصور
49 أدب الأطفال العربي عبر العصور
51 أدب الأطفال العربي الحديث
الفصل الثاني
أدب الأطفال في الواقع والتراث
57 واقع أدب الأطفال في الدول العربية
61 مصادر أدب الأطفال
64 أثر أدب الأطفال في شخصية الطفل
66 حاجة الطفل إلى أدبه
70 آفاق أدب الأطفال المعاصرة
73 أدب الطفل في التراث الشعبي العربي
75 مقومات النّص الشعبي
الفصـل الثالث
اللغة والطفل
83 اللغة في أدب الأطفال
85 العلاقة بين الطفل واللغة
85 اكتساب الطفل العربي للغة
87 المعجم اللغوي للطفل العربي
88 لغة الطفل والتلفاز
89 معالم لغة الطفل
93 اكتساب اللغة عند منتسوري
95 تعلم القراءة والكتابة عند منتسوري
96 الثقافة المستقبلية للطفل العربي
97 المشكلات التي تعترض ميدان لغة الطفل
99 اللغة في الخطاب الإعلامي
الفصل الرابع
سيكلوجية الطفل
103 الطفولة
105 حدود الطفولة
111 سيكولوجية الطفل
112 سلوك الطفل
114 التربية المبكرة عند منتسوري
115 مراحل أدب الأطفال الزمنية
117 ثقافة الأطفال
الفصل الخامس
الخيال العلمي في أدب الأطفال
121 مفهوم الخيال العلمي
122 الأهمية التربوية للخيال العلمي
123 فوائد الخيال العلمي
125 تصنيف الخيال العلمي عند الفلاسفة
127 الخيال العلمي عند منتسوري
129 الطفل والخيال العلمي
130 العلم والخيال
132 التطور والخيال العلمي
133 قصص الخيال العلمي
135 تصنيف الطفولة حسب الخيال
136 طبيعة قصص الخيال العلمي
139 وظيفة قصص الخيال العلمي
141 مكانة قصص الخيال العلمي في المجتمع
144 الجوانب السلبية لقصص الخيال العلمي على الأطفال
الفصل السادس
مقومات تدريس أدب الأطفال
149 تدريس أدب الأطفال
150 السعي إلى التربية المتكاملة في أدب الطفل
151 مراحل النمو وعلاقتها بأدب الطفل وتدريسه
158 فن تدريس أدب الطفل
161 فلسفة منتسوري التربوية
163 المعلم في مدرسة منتسوري
164 سمات المعلم الذي يرعى الإبداع
165 طرائق تربوية في تدريس أدب الأطفال عند بستالوتزي
166 استعداد الطفل عند بياجية وبرونر
الفصل السابع
وسائط أدب الأطفال
171 الوسيط بين الأطفال وأديبهم
172 أنواع وسائط أدب الأطفال
173 أهمية كتب الأطفال
174 كتاب الطفل وسيط ثقافي
176 واقع كتب أدب الأطفال
176 محتوى كتب الأطفال
177 معايير كتب الأطفال
179 أسئلة يجيب عنها كتاب الأطفال المختار
180 شروط النص الأدبي المقدّم للأطفال
181 سلامة اللغة في كتب الأطفال
183 مكتبة الأطفال
الفصل الثامن
ثقافة الطفل
189 أهمية الثقافة في سن الطفولة
190 أسئلة تفرض نفسها ونحن نتكلم عن بناء الشخصية لدى الطفل
192 أهداف ووظائف ثقافة الطفل
192 هل لِثقافةِ الطفل خصائصُ؟
193 المعايير الخاصة بتقويم العمل الموجه للطفل أو أحد عناصره
194 الثقافة.. بين المضمون والحاجة
195 لماذا ينفرد الطفل بثقافة خاصّة؟
196 وسائل الاتصال المعاصرة أداة التشكيل
197 ثقافة الطفل ومنجزات العصر
198 تكنولوجيا المعلومات وثقافة الطفل
199 مصادر ثقافة الطفل تعدّدت
201 أدب الطفل.. أداة جيّدة للتربية والتثقيف
203 الوسائط العصرية في تثقيف الطفل
الفصل التاسع
القصة في أدب الأطفال
207 ماهية القصة
208 أهمية القصة للأطفال
210 الأهداف التربوية للقصة
211 قيمة القصة التربوية وأثرها في تعليم اللغة
213 فوائد رواية القصة
214 أنواع القصص الملائمة للأطفال
217 عناصر القصة
223 معايير اختيار قصص الأطفال
225 تدريس القصة
227 اتجاهات قراءة القصص
227 ما دوافع الأطفال إلى القراءة في كل مرحلة عمرية
228 نماذج تحليل قصص الأطفال
الفصل العاشر
مسرح الطفل
253 أهمية مسرح الطفل
255 مخطط لمسرح الطفولة
255 الأهداف التربوية لمسرح الطفل
257 بوادر مسرح الطفل وتطوره
258 المسرحية وأنواعها
262 أنواع النشاط المسرحي في مدارس الأطفال
263 حدود مسرحية الطفل المدرسية
263 طريقة رسم الشخصيات المسرحية
263 عالم المسرح الساحر
264 حب الأطفال للمسرحية
264 مصادر المسرحية
265 أهمية المسرحية في تنمية لغة الطفل
266 طريقة تدريس المسرحية
267 معايير المسرحية الجيدة في أدب الأطفال
269 دور المعلم في التوجيه والإشراف والتدريب على المسرحية
271 مسرح الأطفال في العالم
الفصل الحادي عشر
الأناشيد والمحفوظات في أدب الأطفال
275 ماهية الأناشيد وأهميتها
276 أسس اختيار الأناشيد
276 الفرق بين الأناشيد والمحفوظات
277 أهداف الأناشيد والمحفوظات
279 طريقة تدريس الأناشيد
279 أساليب الشعر وعلاقتها بالمفردات اللغوية للطفل
286 فرقة سنا لأناشيد الأطفال
300 معايير اختيار الأناشيد والمحفوظات
301 أسس اختيار المحفوظات وتدريسها
الفصل الثاني عشر
الصحافة والإعلام المرئي والمسموع للأطفال
309 ماهية صحافة الأطفال
310 خصائص صحافة الأطفال
312 فنون صحافة الأطفال
317 دور صحافة الأطفال في التثقيف
318 أثر الإعلام في لغة الطفل
319 الإذاعة والتلفزيون
322 معايير المادة الأدبية المقدمة في الأجهزة المسموعة والمرئية
322 حب الأطفال للأجهزة المسموعة والمرئية
323 المعلم ودوره في الأجهزة المسموعة والمرئية
الفصل الثالث عشر
الشعر التعليمي العربي
327 الشعر التعليمي وثقافة الطفل العربي
328 ماهية الشعر التعليمي العربي
330 نشأة الشعر التعليمي العربي وتطوره
331 أسباب تطور الشعر التعليمي
333 سمات الشعر التعليمي
334 مقومات نجاح الشعر التعليمي كأسلوب تدريس
336 إسهام الشعر التعليمي في تطوير الفكر التربوي
337 واقع الشعر التعليمي في التربية العربية الحديثة
337 التقويم
الفصل الرابع عشر
الطفل والحاسوب
341 الحاسوب
342 أخلاقيات الحاسوب
343 التعليم بمساعدة الحاسوب
344 مواقع للأطفال في الإنترنت باللغة العربية
347 قضية أدب الأطفال في ظل الحاسوب
348 تنمية مواهب الأطفال في ظل الحاسوب
350 أسباب تعلق الأطفال بالألعاب الإلكترونية
352 مساوئ الألعاب الإلكترونية
353 أطفال الحاسوب
355 التعليم عن طريق الحاسوب
356 أهداف مشروع حوسبة التعليم للأطفال
الفصل الخامس عشر
تربية الإبداع وكُتّاب أدب الأطفال
365 ماهية إبداع الطفل
368 شروط الإبداع
369 دور أدب الأطفال في تشجيع الإبداع
372 أدب الأطفال والتربية الإبداعية
374 التربية الإبداعية
377 تنمية التفكير الابتكاري والإبداعي عند الطفل
378 الكتابة الإبداعية للأطفال
380 كيفية الكتابة للأطفال كتابة إبداعية
381 كاتب أدب الأطفال
383 من أدباء الأطفال في العالم
387 من أدباء الأطفال في الوطن العربي
393 المصادر والمراجع

الكتب ذات العلاقة

التربية وعلم النفس     تربية الطفل أدب الطفل وثقافته
 
اضافة الكتاب الى سلة المشتريات
  الكمية:
حذف الكتاب:
   
   
 
 
انهاء التسوق
استمر بالتسوق
9789957168506 :ISBN
أدب الطفل وثقافته :الكتاب
أ.د عبد الرحمن الهاشمي وزملاؤه :المولف
0.850 :الوزن
17*24 :الحجم
ابيض :الورق
400 :الصفحات
2014 :السنة
مجلد :النوع
$25 :السعر
 
:المقدمة

تعد قضية الاهتمام بالطفولة من أبرز القضايا الحضارية التي أصبحت في كثير من بلدان العالم هدفاً استراتيجياً من خلال التوازن للبيئة الأسرية، والمجتمعية، لذلك لا يمكن معالجة قضايا الطفولة بمعزل عن قضايا المجتمع ككل، بل لابد وأن تأخذ أولويتها ضمن إطار التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة. إن اهتمامنا بالبراعم الصغيرة من أبائنا هو من أجل إتاحة الفرصة لهم للنمو الجسمي والعقلي والانفعالي والنفسي لقضاء طفولة سعيدة، وبأسلوب صحي سليم يجعلهم قادرين على تحمل مسؤولية مستقبلهم بقوة وعزيمة وإيمان، ومن حق الطفل علينا أن يخصه المبدعون منا في مجال الأدب ببعض جوانب إبداعهم كي يرى أيضًا نفسه وموقعه بالنسبة لوجهي الحياة المتناقضين، ويتبصر ما حوله، ويعقد مع ذلك صلات الرفض أو القبول، ويعد نفسه ليمارس أفعال الحياة في الشكل الذي يضمن لنا ألا يفسد فيها أو يجعل منها مباءة تغرر الإنسان. فمرحلة الطفولة من أهم مراحل حياة الإنسان، فهي تحدد شخصيته، وكيانه، وفكره، وأخلاقه، وهي مرحلة وجود مهمة في حد ذاتها، وكل خبرة في الحياة لها اتصال وثيق وعلاقة متينة بالطفولة. وقد كان الاعتقاد السائد بأن الطفل غير قادر على إدارك الأحداث من حوله واستيعابها، ولكن مع تطور العلم والتكنولوجيا وثورة المعرفة التي شملت كل جوانب الحياة بدأ التوجه إلى الاهتمام بالطفولة، حيث أدرك الإنسان أهمية مخاطبة الأطفال بلغتهم، وأسلوبهم، والتوجه إليهم أينما كانوا. إن تدريب الطفل كي يعيش سعيداً وفعالاً كمواطن في دولة، وفي العالم أجمع يُعدّ أصعب العمليات التي تواجه المربين والمربيات، ولتحقيق ذلك فإن الطفل يجب أن يحصل على قيم اجتماعية أساسية معينة خاصة بمجتمعه، وأن تتولد لديه القدرة على التكيف مع القيم الناجمة عن التغير الاجتماعي الثقافي السريع والمحافظة على بعض القيم التقليدية، ويجب أن يكون أطفال المجتمع واعين ــ مدركين ــ متمسكين بالقيم الثقافية التي تنتقل إليهم عبر الأجيال السابقة في عملية أسميناها «التنشئة الاجتماعية» مضمونها تربوي وأهدافها تنموية. لم يعد ما يقدمه الكتاب للناشئة توليفاً، وتأليفاً طارئاً يرضى حاجة عارضة للأطفال، بل هو من صلب نداء الحياة ومغذٍ جوهري يؤثر تأثيراً فاعلاً في شخصيتهم عن طريق تكييفهم مع المواقف الاجتماعية بصورة طبيعية لا قصرية نتيجة رغبات ممحورة تقديراً للظروف، وبما يتناسب مع شخصياتهم التي يكون لها دور عميق وباقٍ في حياتهم كلها ضمن نطاق السمات الرئيسة التي تتكون منها شخصية الطفل عند بدء تعلمه القراءة، فمنها يأخذ عاداته واتجاهاته ومعتقداته بحيث يصعب تغييرها أو تعديلها. لذا حظي أدب الأطفال باهتمام وافر، ووجد الخبراء فيه غذاء للروح والجسد معًا، ووجدوا فيه رافدًا مهمًا لكل نوع من أنواع الدراسة الخاصة بالطفل فتعالت الأصوات مطالبة بإنتاج أدب خاص بالأطفال، وتتابعت الطاقات البشرية الخلاقة إلى تلبية هذا النداء، فما هو إلا زمن قصير حتى كان في كل بلد من أرجاء هذه المعمورة كتّاب قصروا اهتمامهم على الكتابة للأطفال، وشعراء كرسوا فنهم لإمتاع الطفل وتغذية وجدانه، وإشرابه حبّ الجمال. وعليه، فإن أدب الأطفال في مجموعه هو الآثار الفنية التي تصور أفكارًا وإحساسات وأخيلة تتفق ومدارك الأطفال: وتتخذ أشكال: القصة والشعر والمسرحية والمقالة والأغنية. وقد أثار المؤلفون كثيراً من المسائل الحيوية في هذا المجال، وألقوا أضواء منيرة على عديد من القضايا المهمة المتعلقة بأدب الأطفال كالإبداع، وكيف نكتب للأطفال، وآثار تكنولوجيا التعليم الحديثة، كالإنترنت والحاسوب وعلاقتها بالطفولة إيجاباً وسلباً، ودعا الكتاب إلى أن نقوم بنهضة جديدة في دنيا الطفولة وأدبها، وقد بلغ هذا الأدب اليوم عصراً من عصور ازدهاره واتخذ له تقاليد خاصة. والكتاب الذي بين أيديكم الآن يعد ثمرة يانعة لسلسلة من الدراسات في أدب الأطفال، والكتب التي تناولت هذا الموضوع وخلاصة الخبرة التربوية المتراكمة لمؤلفي هذا الكتاب وتجاربهم في إعداد المعلمين والتدريس، والتأليف في الميادين اللغوية والتربوية وعملهم في أنحاء الوطن العربي وفي دول شرقية وغربية. وقد امتاز هذا الكتاب بحداثة تقديم أدب الأطفال في فلسفته وأنواعه واستراتيجيات تدريسه إلى معلمي المستقبل، سقاة البراعم الناعمة الذين يختصون بتربية الأجيال ويحملون رسالة الأمة وميدانهم هو الصف وجنودهم الأطفال. وفي هذا الكتاب ما يأخذ بيد هؤلاء الفرسان، والقادة من معلمي الغد في فهم أهداف أدب الأطفال ، وهؤلاء المعلمون يتقدمون في تأثيرهم على كل أديب وعلى كل مربٍ لأنهم الأقرب لتلاميذهم، والأفهم لمشاعرهم، وابتسامتهم تسمو في وجه تلميذهم وتسمو على أي قصيدة قالها شاعر كتب للطفولة.

 
:الفهرس
 
:الكتب ذات العلاقة