الحريات العامة

ISBN 9789923151877
الوزن 1.000
الحجم 17×24
الورق ابيض
الصفحات 384
السنة 2024
النوع مجلد

تختلط الحريات العامة بحقوق الإنسان ويدق التمييز بينهما في العديد من الأحيان، ولم يكن لها مكانة في التاريخ القديم والوسيط والحديث. ففي الحضارات القديمة كالحضارة السومرية والبابلية والأشورية والفرعونية والرومانية والإغريقية والصينية، كانت الحرية المعترف بها هي حرية الحاكم، أما الغير فلا حرية له إلا ما يتفق مع فكر الحاكم. ويحدثنا التاريخ عن الفلاسفة الذين قتلوا بسبب آرائهم مثل هيباتيا وكونفوشيوس وسقراط والآلاف غيرهم. وعلى الرغم من ظهور العديد من الفلاسفة والمفكرين في العصور الوسطى الذين كانوا يطالبون بالحريات العامة، إلا أن تلك الحريات كانت محصورة في طبقة النبلاء، أو الأشراف، وتفشي العبودية التي تتعارض مع الحريات العامة. وعندما جاء الإسلام فإنه شرع منافذ عديدة في الحرية الدينية ووردت العديد من الآيات تؤكد حرية العقيدة وحرمة شخص الإنسان وعدم الاعتداء عليه، بصرف النظر عن الدين، أو اللون، أو القومية، أو الجنس، والتعامل مع اتباع الأديان الأخرى بسلامٍ وأمانٍ. ومرت على الشعب العربي قرونٌ عديدةٌ لم ير فيها الحق في ممارسة الحريات العامة، سواءٌ من فترة الحكم العثماني إلى الحكم البريطاني والفرنسي والهيمنة الأمريكية والذي خلفت وراءها التخلف والفاقة والفقر. فلم يعد الشعب العربي يعي معنى الحرية وما هو نطاقها وطريقة ممارستها. وعلى الرغم من أن المجتمعات الغربية قد حققت مكاسب كبيرة في مجال الحريات العامة وتشريع القوانين الضامنة لها، إلا أن الثقافة المجتمعية للشعوب الغربية لا تزال تحمل في مكامنها نزعة التمييز العنصري واحتقار الآخرين والعمل على سلب خيرات الشعوب وثرواتها، وفرض الجهل والتخلف. وما يخنق الحريات العامة هو أنها تصطدم بمصالح الطبقة الحاكمة، التي تمتلك وسائل البطش والتنكيل. وبعد التطور الهائل في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المسموع والمرئي أصبح متيسراً لجميع الأفراد مما فسح مجالاً خصباً لنمو الحريات العامة وبشكلٍ خاص حرية الرأي والتعبير والعقيدة والتسامح وقبول الآخر، بعيداً عن رقابة السلطة. فمنذ ظهور ثورة التكنولوجيا والحاسوب، انتعشت الحريات العامة وتيسرت عوامل ممارستها، وأصبح كل شخص قادراً على أن يبدي رأيه في كل قضية. غير أن هذا التطور أصاب جانباً معيناً في ممارسة الحريات العامة، وهو الحق في الرأي والتعبير، دون أن تتمكن من غرس بذور التسامح وقبول الآخر وحرية التنقل. وقد رافقت انتعاش الحريات العامة بسبب ثورة التكنولوجيا والحاسوب، أن استغلت هذه الوسائل المستجدة في إثارة الفرقة والفساد وإلغاء الآخر تحت ظل الحريات العامة. ولهذا فقد استغلت الدول، هذا الشذوذ في ممارسة الحريات العامة إلى إصدار القوانين لفرض القيود، وانتهاك الرأي و التعبير تحت ذريعة تنظيم الحريات العامة. والحريات العامة، ليست صراعاً بين الحاكم والمحكوم فحسب، وإنما هي أيضا ثقافةٌ مجتمعيةٌ وتربويةٌ وتعليمة، تبدأ من المدرسة وتنتهي عند حريات الآخرين، وحماية المصلحة العامة. وبسبب قلة الوعي في فهم الحريات العامة وإدراكها أن أسيء تطبيقها، فظهرت ممارسات شاذة كالزواج المثلي والتخنث والترجل، في إطار ما أطلق عليه بالحريات العامة، دون الاكتراث بالقيم الاجتماعية والطبيعة الإنسانية.

الصفحةالموضوع
13 المقدمة
الباب الأول
الحريات المتعلقة بفكر الإنسان
17 الفصل الأول: حريتا الفكر والرأي
18 المبحث الأول: حرية الفكر
18 المطلب الأول: مفهوم حرية الفكر وضمان حمايتها
19 الفرع الأول: منبع الفكر(الرأي) عند الإنسان
26 الفرع الثاني: مفهوم حرية الفكر
33 الفرع الثالث: موقف الإسلام من حرية الفكر
37 المطلب الثاني: حرية الإبداع والابتكار
38 الفرع الأول: مضمون حرية الفكر
40 الفرع الثاني: علاقة حرية الفكر بحقوق الملكية الفكرية
43 الفرع الثالث: علاقة حرية الفكر بالابتكار
45 الفرع الرابع: موقف القوانين من حرية الفكر
50 المبحث الثاني: حرية الرأي
50 المطلب الأول: حرية الرأي والمعرفة
51 الفرع الأول: تاريخ حرية الرأي
53 الفرع الثاني: مفهوم حرية الرأي
56 الفرع الثالث: الحرية المعرفية
59 المطلب الثاني: الضمانات القانونية والشرعية في حماية حرية الرأي
60 الفرع الأول: الضمانات القانونية لحرية الرأي
63 الفرع الثاني: موقف القوانين من حرية الرأي
65 الفرع الثالث: حرية الرأي في الإسلام
69 الفصل الثاني: حرية العقيدة (الحرية الدينية)
70 المبحث الأول: مفهوم الحرية الدينية
70 المطلب الأول: مصطلحات حرية الدين وتعريفها
71 الفرع الأول: تعريف حرية الدين
78 الفرع الثاني: مضمون حرية الدين
81 الفرع الثالث: حدود الحرية الدينية
83 المطلب الثاني: الالتزامات الدولية في ضمان الحرية الدينية
84 الفرع الأول: مصطلح رجال الدين والفئات الدينية
88 الفرع الثاني: واجبات الدولة في ضمان الحرية الدينية
90 المطلب الثالث: الحرية الدينية في ضوء النظم السياسية
90 الفرع الأول: الحرية الدينية في الغرب
97 الفرع الثاني: الحرية الدينية في النظم الشيوعية
102 الفرع الثالث: الحرية الدينية في الدول العربية
107 المطلب الرابع: الحرية الدينية في الإسلام
108 الفرع الأول: الحرية الدينية في دولة المدينة
113 الفرع الثاني: الأحكام الشرعية للحرية الدينية في الإسلام
115 الفرع الثالث: استقلال الأقليات الدينية في شؤونهم الدينية
118 المبحث الثاني: مواجهة التعصب الديني
118 المطلب الأول: دور الدول في مواجهة التعصب الديني
119 الفرع الأول: دور القانون الدولي في مواجهة التعصب الديني
123 الفرع الثاني: دور الدول في مواجهة التعصب الديني
126 المطلب الثاني: مواجهة التعصب الديني في الإسلام
127 الفرع الأول: مواجهة الغلو في الإسلام
131 الفرع الثاني: المراء والتسامح في الإسلام
134 الفصل الثالث: حرية الثقافة والتعليم
135 المبحث الأول: مفهوم الحرية الثقافية
135 المطلب الأول: تعريف الحرية الثقافية وضماناتها
136 الفرع الأول: تعريف الحرية الثقافية
142 الفرع الثاني: ضمانات الحرية الثقافية
148 المطلب الثاني: التعددية الثقافية
149 الفرع الأول: مفهوم التعددية الثقافية
152 الفرع الثاني: وحدة المجتمع مع تعدد الثقافات
156 المبحث الثاني: بيئة الحرية الثقافية
156 المطلب الأول: علاقة الحرية الثقافية بالبيئة الثقافية
157 الفرع الأول: متطلبات بيئة الحرية الثقافية
164 الفرع الثاني: دور السلطة التنفيذية في حماية بيئة الحرية الثقافية
166 المطلب الثاني: معوقات بيئة الحرية الثقافية
166 الفرع الأول: الاستبداد
171 الفرع الثاني: التطبيق السيّئ لٍلحرية الثقافية
176 المطلب الثالث: محددات الحرية الثقافية
177 الفرع الأول: انعدام الثقافة العامة
181 الفرع الثاني: متناقضات الحرية الثقافية
184 المبحث الثالث: دور التعليم في تنمية الحرية الثقافية
184 المطلب الأول: علاقة التعليم بالتنمية الثقافية
185 الفرع الأول: علاقة التعليم في إنشاء البيئة الثقافية
190 الفرع الثاني: علاقة التعليم بالثقافة السياسية
195 الفرع الثالث: علاقة التعليم بالثقافة الديمقراطية والحريات العامة
199 المطلب الثاني: دور التعليم في تنمية ثقافة التسامح وقبول الآخر
199 الفرع الأول: مفهوم ثقافة التسامح
202 الفرع الثاني: دور التعليم في نشر ثقافة التسامح
204 الفرع الثالث: دور التعليم في نشر ثقافة قبول الآخر
الباب الثاني
حريات التعبير
209 الفصل الأول: مفهوم حرية التعبير
210 المبحث الأول: تطور حرية التعبير
210 المطلب الأول: التطور التاريخي لحرية التعبير وتعريفها
211 الفرع الأول: التطور التاريخي لحرية التعبير
215 الفرع الثاني: معنى حرية التعبير
218 المطلب الثاني: أساسيات ومحددات حرية التعبير
219 الفرع الأول: أساسيات حرية التعبير
222 الفرع الثاني: محددات حرية التعبير
225 المبحث الثاني: وسائل حرية التعبير وعلاقتها بحقوق الإنسان
225 المطلب الأول: وسائل حرية التعبير وعلاقتها بحقوق الإنسان
226 الفرع الأول: طرق التعبير عن الحرية
230 الفرع الثاني: حرية التعبير بالإضراب عن الطعام
234 الفرع الثالث: حرية التعبير الإلكتروني
238 المطلب الثاني: حماية حرية التعبير وموقف الإسلام منها
239 الفرع الأول: علاقة حرية التعبير بحقوق الإنسان
241 الفرع الثاني: الحماية القانونية لحرية التعبير
245 الفرع الثالث: حرية التعبير في الإسلام
250 الفصل الثاني: حريتا التظاهر والتجمع
251 المبحث الأول: حرية التظاهر
251 المطلب الأول: مفهوم حرية التظاهر ونظامها القانوني
252 الفرع الأول: مفهوم حرية التظاهر
257 الفرع الثاني: النظام القانوني لحرية التظاهر
264 المطلب الثاني: حرية التظاهر في الإسلام
265 الفرع الأول: مقاومة الظلم في الإسلام
268 الفرع الثاني: شرعية المظاهرات في الإسلام
271 المطلب الثالث: حرية التجمع
272 الفرع الأول: مفهوم حرية التجمع
274 الفرع الثاني: متطلبات حرية التجمع
276 الفرع الثالث: الأساس القانوني لحرية التجمع
279 الفرع الرابع: حرية التجمع في الإسلام
283 المبحث الثاني: حرية الانضمام للمنظمات المهنية والسياسية
283 المطلب الأول: حق الانضمام إلى المنظمات المهنية
284 الفرع الأول: مفهوم التنظيم النقابي
287 الفرع الثاني: حق الانضمام للنقابات
289 المطلب الثاني: حق الانضمام إلى المنظمات الاجتماعية والسياسية
290 الفرع الأول: الانضمام إلى المؤسسات الاجتماعية
293 الفرع الثاني: الانضمام إلى المؤسسات الإنسانية
297 الفرع الثالث: حق الانضمام للأحزاب السياسية
300 الفصل الثالث: حرية الإعلام
301 المبحث الأول: مفهوم الإعلام والحريات الإعلامية
301 المطلب الأول: أخلاقية مهنة الإعلام وآدابها
302 الفرع الأول: تاريخ حرية الإعلام
306 الفرع الثاني: مفهوم الإعلام
312 الفرع الثالث: أهمية الإعلام
315 الفرع الرابع: المهنية الإعلامية في نشر الديمقراطية
324 المطلب الثاني: الحريات الإعلامية
324 الفرع الأول: حرية الحصول على المعلومة
328 الفرع الثاني: علاقة حرية الإعلام بحرية التعبير
335 الفرع الثالث: القيود على حرية الإعلام
339 المبحث الثاني: دور الإعلام في غرس الروح الوطنية
339 المطلب الأول: مهمة الإعلام الثقافية
340 الفرع الأول: تأثير الإعلام على التنمية السياسية
344 الفرع الثاني: مساهمة الإعلام في ترسيخ حقوق الإنسان
348 المطلب الثاني: الإعلام الحكومي والمهام الإعلامية
349 الفرع الأول: الحيادية في الإعلام الحكومي
354 الفرع الثاني: المحاور المهمة التي يركز عليها الإعلام
357 المراجع

كتب المؤلف

القانون     الدولي الحريات العامة
 
اضافة الكتاب الى سلة المشتريات
  الكمية:
حذف الكتاب:
   
   
 
 
انهاء التسوق
استمر بالتسوق
9789923151877 :ISBN
الحريات العامة :الكتاب
أ.د زياد محمد ربيع :المولف
1.000 :الوزن
17×24 :الحجم
ابيض :الورق
384 :الصفحات
2024 :السنة
مجلد :النوع
$30 :السعر
 
:المقدمة

تختلط الحريات العامة بحقوق الإنسان ويدق التمييز بينهما في العديد من الأحيان، ولم يكن لها مكانة في التاريخ القديم والوسيط والحديث. ففي الحضارات القديمة كالحضارة السومرية والبابلية والأشورية والفرعونية والرومانية والإغريقية والصينية، كانت الحرية المعترف بها هي حرية الحاكم، أما الغير فلا حرية له إلا ما يتفق مع فكر الحاكم. ويحدثنا التاريخ عن الفلاسفة الذين قتلوا بسبب آرائهم مثل هيباتيا وكونفوشيوس وسقراط والآلاف غيرهم. وعلى الرغم من ظهور العديد من الفلاسفة والمفكرين في العصور الوسطى الذين كانوا يطالبون بالحريات العامة، إلا أن تلك الحريات كانت محصورة في طبقة النبلاء، أو الأشراف، وتفشي العبودية التي تتعارض مع الحريات العامة. وعندما جاء الإسلام فإنه شرع منافذ عديدة في الحرية الدينية ووردت العديد من الآيات تؤكد حرية العقيدة وحرمة شخص الإنسان وعدم الاعتداء عليه، بصرف النظر عن الدين، أو اللون، أو القومية، أو الجنس، والتعامل مع اتباع الأديان الأخرى بسلامٍ وأمانٍ. ومرت على الشعب العربي قرونٌ عديدةٌ لم ير فيها الحق في ممارسة الحريات العامة، سواءٌ من فترة الحكم العثماني إلى الحكم البريطاني والفرنسي والهيمنة الأمريكية والذي خلفت وراءها التخلف والفاقة والفقر. فلم يعد الشعب العربي يعي معنى الحرية وما هو نطاقها وطريقة ممارستها. وعلى الرغم من أن المجتمعات الغربية قد حققت مكاسب كبيرة في مجال الحريات العامة وتشريع القوانين الضامنة لها، إلا أن الثقافة المجتمعية للشعوب الغربية لا تزال تحمل في مكامنها نزعة التمييز العنصري واحتقار الآخرين والعمل على سلب خيرات الشعوب وثرواتها، وفرض الجهل والتخلف. وما يخنق الحريات العامة هو أنها تصطدم بمصالح الطبقة الحاكمة، التي تمتلك وسائل البطش والتنكيل. وبعد التطور الهائل في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المسموع والمرئي أصبح متيسراً لجميع الأفراد مما فسح مجالاً خصباً لنمو الحريات العامة وبشكلٍ خاص حرية الرأي والتعبير والعقيدة والتسامح وقبول الآخر، بعيداً عن رقابة السلطة. فمنذ ظهور ثورة التكنولوجيا والحاسوب، انتعشت الحريات العامة وتيسرت عوامل ممارستها، وأصبح كل شخص قادراً على أن يبدي رأيه في كل قضية. غير أن هذا التطور أصاب جانباً معيناً في ممارسة الحريات العامة، وهو الحق في الرأي والتعبير، دون أن تتمكن من غرس بذور التسامح وقبول الآخر وحرية التنقل. وقد رافقت انتعاش الحريات العامة بسبب ثورة التكنولوجيا والحاسوب، أن استغلت هذه الوسائل المستجدة في إثارة الفرقة والفساد وإلغاء الآخر تحت ظل الحريات العامة. ولهذا فقد استغلت الدول، هذا الشذوذ في ممارسة الحريات العامة إلى إصدار القوانين لفرض القيود، وانتهاك الرأي و التعبير تحت ذريعة تنظيم الحريات العامة. والحريات العامة، ليست صراعاً بين الحاكم والمحكوم فحسب، وإنما هي أيضا ثقافةٌ مجتمعيةٌ وتربويةٌ وتعليمة، تبدأ من المدرسة وتنتهي عند حريات الآخرين، وحماية المصلحة العامة. وبسبب قلة الوعي في فهم الحريات العامة وإدراكها أن أسيء تطبيقها، فظهرت ممارسات شاذة كالزواج المثلي والتخنث والترجل، في إطار ما أطلق عليه بالحريات العامة، دون الاكتراث بالقيم الاجتماعية والطبيعة الإنسانية.

 
:الفهرس
 
 
:كتب المؤلف