هناك العديد من المشكلات التي تواجه الإنسان ومن بين تلك المشكلات المشكلات الجنسية، فينبغي علينا إيضاح كل ما يحيط بها من ظواهر حتى تعيش الأسرة في حالة وئام وسلام وتخرج نشئاً صالحاً محملاً بالقيم والمثل العليا. ومما لا شك فيه أن الإعداد الصحيح للحب والزواج هو أن يكون الإنسان سليماً، متصفاً بصفة التوافق الاجتماعي، ويضاف إلى هذا الإعداد تدريب الغريزة الجنسية من أيام الطفولة حتى زمن البلوغ والنضج لإشباع هذه الغريزة في المستقبل إشباعاً سوياً بالزواج وتكوين الأسرة الصحيحة الصالحة للتفاعل مع المجتمع السليم. وليس من شك في أن الحب والزواج يحتاجان فضلاً عن مسائل التوافق الاجتماعي العادي إلى تعاطف فوق المعتاد، أي إلى مقدرة غير عادية على أن يوحد الإنسان نفسه مع الطرف الثاني. وإذا لاحظنا في عصرنا الحاضر أن الذين أعدوا أنفسهم إعداداً صالحاً للحياة العائلية قليلون جداً، فذلك لأنهم لم يتعودوا أن ينظروا بعين الطرف الآخر، وأن يسمعوا بأذنيه، وأن يشعروا بخفقات قلبه. إن الاهتمام الاجتماعي كما يعتقد علماء النفس بطيء النمو، ولا يتوفر الوعي الاجتماعي إلا في الأشخاص الذين دربوا من طفولتهم تدريباً حقيقياً على أن يهتموا بالأمور الاجتماعية، والذين يعملون على الدوام من الناحية النافعة من الحياة، ولهذا من الصعب معرفة هل هذا الشخص أو ذاك مؤهل حقيقة للحياة الزوجية أو غير مؤهل لها؟ . ومن هنا جاء الاهتمام بالتربية الجنسية. فما هي التربية الجنسية؟ وما أهدافها؟ وهل يتم تدريبها في المدارس والجامعات أم لا؟ كيف يتم عمل ثقافة جنسية داخل المجتمع؟ بدءاً من مرحلة الرضاعة ثم الطفولة ثم المراهقة ثم مرحلة الشباب؟ وهل يمكن تدريس الثقافة الجنسية في منهج الدراسة؟ كل هذه الأسئلة وغيرها سوف نجيب عنها في صفحات هذا الكتاب، وأسأل الله التوفيق.