موسوعة القانون الدولي الاسلامي ج3 الشخصية القانونية الدولية في الاسلام

ISBN 9789957168285
الوزن 0.800
الحجم 17*24
الورق ابيض
الصفحات 368
السنة 2014
النوع مجلد

كَانَ الفَرْدُ الشَخْصَ القَانُونِيَّ الْوَحِيدَ الَّذِي يَتَمَتَّعُ بالحُقُوقِ وَيَحْتَمِل الالتِزَامات. وَبعد تَطَوُّرِ مَفْهُومِ الدَّوْلَةِ، وَقِيَامِهَا بِنَشَاطاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ، وَظُهُور الْمُؤَسَّسَات الاقْتِصَادِيَّةِ وَالإدَارِيَّةِ وَالاجْتِمَاعِيَّةِ، الَّتِي تَقُومُ بِأَعْمَالٍ مُقَاربةٍ لما يَقُومُ بِهَا الإنْسَانُ. وَمِنْ أجلِ أَنْ تُمَارِسَ هَذِهِ الْمُؤَسَّسَات أنْشِطتهَا بِالشَّكْلِ الْمَطْلُوبِ اعْتُرِفَ لَهَا بِحُقُوقِ الشَخْصيَّةِ الْعَادِيَّةِ. وَأُطْلِق عَلَى هَذِهِ الشَخْصيَّةِ بالشَخْصيَّةِ القَانُونِيَّةِ المَعْنَوِيَّةِ، أَوِ الحْكمِيَّةِ، أَوِ الاعْتِبَارِيَّةِ. وَأَصْبَحَ لَهَا أَنْ تُمَارِسَ الأعْمَالَ وَالتَّصَرُّفَات الَّتِي يُمَارِسهَا الأشْخَاص. فَاعْتُرِفَ لَهَا بِحَقِّ التَمَلكِ وَالبَيعِ وَالشِرَاءِ وَالعَدِيدِ مِنَ التَّصَرُّفَاتِ القَانُونِيَّةِ الَّتِي تَتَلاءمُ مَعَ طَبِيعَةِ عَمَلها. وَمُنَحتْ حَقّ التَقَاضِي لحِمَايَةِ مَصَالِحِهَا. وأدَى تَطَوُّرُ الْقَانُون الدُّوَلِي الْعَام، إِلَى ظُهُور تجمعَات دُوَلِيَّة أُطْلِق عَلَيْهَا بالمُنَظَّمَات الدُّوَلِيَّة، وَهِيَ مُؤَسَّسَات دُوَلِيَّة تَضُمُّ عِدَّةَ دُوَلٍ مُسْتَقِلَّة. وَأدى هَذَا الوَضع إِلَى ضَرُورَةِ مَنْح هَذِهِ الْمُؤَسَّسَاتِ مَرْكَزاً قَانُونِياً يَسْمَح لَهَا تَمَلك الْمَوَادِّ المَنْقُولَةِ وَغير المَنْقُولَة، وَإجرَاء التَّصَرُّفَاتَ القَانُونِيَّة، وَالتَقَاضي أَمَام الَمَحَاكم الدُّوَلِيَّة. لِهَذَا فَقَدْ منحت هَذِهِ المُنَظَّمَات شَخْصيَّة قَانُونِيَّة دُوَلِيَّةً خَاصَّةً، إِلَى جَانِبِ الشَخْصيَّة القَانُونِيَّة الَّتِي تَمَتع بِهَا الدُّوَلُ الأعْضَاءُ فِي المُنَظّمَةِ. كَمَا شَهدَ الْقَانُون الدُّوَلِيّ الْمُعَاصِر تطوراً كَبِيراً فِي مَنْح الشَخْصيَّة القَانُونِيَّة للعَدِيدِ مِنَ الْمُؤَسَّسَاتِ الدُّوَلِيَّةِ. وبَعْدَ ظُهُور العَدِيد مِنَ الدُّوَلِ، كَانَ لابُدَ لِهَذِهِ الدُّوَلِ أَنْ تتمَتع بشَخْصيَّة قَانُونِيَّة دُوَلِيَّة مُعَيَّنَة، تتمَتع بُمُوجبهَا بِالعَدِيدِ مِنَ الحُقُوق، وَمِنْ ذَلِكَ المُنَظَّمَات الدُّوَلِيَّة وَالْفَاتِيكَان وَبَعْض الأفْرَاد الدُّوَليَّينَ. وَقَدْ عَرَف الإسْلامُ الشَخْصيَّةَ القَانُونِيَّةَ الدُّوَلِيَّةَ. وَأشَارَ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ وَالأحَادِيثُ الشَرِيفَةُ إِلَى مُخَاطَبَةِ المَمَالكِ وَالإمارَاتِ وَالقَبَائِل. وَخَاطبَ الأمَمَ وَالأقْوَامَ وَغَيْرِهَا. وَكَانَ عُزُوفُ الْفُقَهَاءِ المُسْلِمينَ عَنْ دِرَاسَةِ الشَخْصيَّة القَانُونِيَّة الدُّوَلِيَّةِ لِهَذِهِ الْمُؤَسَّسَاتِ الدُّوَلِيَّة، ذَلِكَ أَنّ مَفْهُوم الشَخْصيَّة القَانُونِيَّة الدُّوَلِيَّةِ لَمْ تَكُنْ مُشْكِلَة عِنْدَ المُسْلِمِينَ بقدر مَا هِيَ مُشْكِلَة فِي الْقَانُونِ الدُّوَلِيِّ الْمُعَاصِرِ، الَّذِي يُميزُ بَيْنَ حُقُوق الفَرْدِ وَحُقُوق الدَّوْلَة، بَيْنَمَا يَنعَدمُ هَذَا التَّمْيِيز فِي الشَّرِيعَةِ الإسْلامِيَّةِ، فَالأمَمُ وَالأقْوَامُ وَالدُوَلُ وَالقَبَائِل لَهَا مِنَ الحُقُوق مَا للفَردِ، إِلا مَا اخْتَص بِهِ الفَرْد بِصفَتهِ هَذِهِ، وَإِنْ لَمْ يُطْلق الْفُقَهَاءُ المُسْلِمُونَ مُصْطَلَح الشَخْصيَّة القَانُونِيَّة. لِهَذَا فَقَدْ اخْترنَا دِرَاسَة الشَخْصيَّة القَانُونِيَّة الدُوَلِيَّة فِي الإسْلام، مستعينين بِمُصْطَلَحَات حَدِيثَة لِتَكُون أقْرَبَ إِلَى ذِهنِ القَارئ الْكَرِيم، وَمَا جَرَى عَلَيْهِ العَمَل القَانُونِيّ فِي الْمُعَاهَدِ وَالكُليَاتِ، دُونَ أَنْ نَبتَعد عَنِ المُصْطَلَحَات الْمُسْتَعْمَلَة فِي الشَّرِيعَة الإسْلامِيَّةِ، لنُثْبتَ بِالدَليلِ العَمَلِي عُمقَ الشَّرِيعَةِ الإسْلامِيَّة وَقْدرَتهَا عَلَى تَنظِيمِ أدق النُّظُمِ القَانُونِيَّة الَّتِي لَمْ يَتوصلْ إليهَا الْقَانُونُ الْمُعَاصِرُ. وسَنَتنَاول دِرَاسَة الشَخْصيَّة القَانُونِيَّة لِلدَّوْلَة وَنَتنَاولُ دَوَلَةَ الْمَدِينَةِ وَالخِلافَة الإسْلامِيَّة فِي جَمِيعِ مرَاحلَهَا، وَحُقُوق وَواجبات الدُّوَل، الأشْخَاص القَانُونِيَّة الدُّوَلِيَّة مِنْ غَيْر الدُّوَل،

الصفحةالموضوع
9 المقدمة
الْبابُ الأوَّل
الشَّخْصِيَّة القَانُونِيَّة لِلدَّوْلَة فِي الإسْلام
14 الفَصْل الأوَّل: الدَّوْلَة الإسْلامية عِنْدَ ابْن خَلْدُون
16 المَبحُثُ الأوَّل: مَفْهُوم الشَّخْصِيَّة القَانُونِيَّة لِلدَّوْلَة
23 المَبحُثُ الثَّانِي: مصطلح الدَّوْلَة وعناصرها عِنْدَ ابْن خَلْدُون
48 المَبحُثُ الثَّالِث: أَنْوَاع الدُّوَل وأطوارها عِنْدَ ابْن خَلْدُون
56 المَبحُثُ الرَّابِع: العِلاقَة بَيْنَ الدِّين والسياسة عِنْدَ ابْن خَلْدُون
68 المَبحُثُ الخَامِس: مَفْهُوم الدَّوْلَة فِي مُنْظِمَة المُؤتَمَر الإسْلامِيّ
80 الفَصْل الثَّانِي: دَوْلَة الْمَدِينَة
82 المَبحُثُ الأوَّل: إِنْشَاء دَوْلَة الْمَدِينَة
106 المَبحُثُ الثَّانِي: الْمُؤَسَّسات السِّيَاسِيَّة
118 المَبحُثُ الثَّالِث: أهم معارك المُسْلِمِينَ فِي الْمَدِينَة
130 الفَصْل الثَّالِث: الدَّوْلَة فِي عَهْد الْخِلافَة الإسْلامِيَّة
132 المَبحُثُ الأوَّل: الْخِلافَة الراشدة
152 المَبحُثُ الثَّانِي: الْخِلافَة الأمَوِيَّة فِي دِمَشْق
162 المَبحُثُ الثَّالِث: الْخِلافَة الْعَبَّاسِيَّة فِي بَغْدَاد
172 الفَصْل الرَّابِع: حُقُوق الدُّوَل وواجباتها فِي الإسْلام
174 المَبحُثُ الثَّانِي: حُقُوق الدُّوَل فِي الإسْلامِ
209 المَبحُثُ الثاني: واجبات الدُّوَل فِي الإسْلام
الباب الثَّانِي
أشخاص قَانُونِيَّة دولية إسلامية مِنْ غير الدُّوَل
237 الفَصْل الأوَّل: الشَّخْصِيَّة القَانُونِيَّة الْدُوَلِيَّة للْقَبِيلَة فِي الإسْلام
239 المَبحُثُ الأوَّل: مقومات الْقَبِيلَة
245 المَبحُثُ الثَّانِي: الْقَبِيلَة عَنصر مِنْ عَنَاصِر الدَّوْلَة العربية
262 المَبحُثُ الثَّالِث: النَّظَام القَانُونِيّ والسياسي وَالاقْتِصَادِيّ للْقَبِيلَة
266 المَبحُثُ الرَّابِع: عَنَاصِر الشَّخْصِيَّة القَانُونِيَّة الْدُوَلِيَّة للْقَبِيلَة فِي الإسْلام
273 الفَصْل الثَّانِي: الشَّخْصِيَّة القَانُونِيَّة الْدُوَلِيَّة للكيانات الدِّينِيَّة غَيْر الإسْلامِيَّة
274 المَبحُثُ الأوَّل: الشَّخْصِيَّة القَانُونِيَّة لليهود
283 المَبحُثُ الثَّانِي: الشَّخْصِيَّة القَانُونِيَّة للمسيحيين
286 الفَصْل الثَّالِث: الشَّخْصِيَّة القَانُونِيَّة الْدُوَلِيَّة للفرد (الموظف الدولي فِي الإسْلام)
288 المَبحُثُ الأوَّل: الشَّخْصِيَّة القَانُونِيَّة الْدُوَلِيَّة لِلرُّسُلِ فِي الإسْلام
296 المَبحُثُ الثَّانِي: الشَّخْصِيَّة القَانُونِيَّة الْدُوَلِيَّة للأسير فِي الإسْلام
306 الفَصْل الرَّابِع: الشَّخْصِيَّة القَانُونِيَّة الْدُوَلِيَّة الإسْلامِيَّة للأحلاف الْعَسْكَرِيَّة
308 المَبحُثُ الأوَّل: الأحْلاف الدَّوْلِيَّة فِي عَهْد النَّبِيّ مُحَمَّد r
311 المَبحُثُ الثَّانِي: الأحْلاف الدَّوْلِيَّة فِي عَهْد الْخِلافَة الرَّاشِدَة
318 المَبحُثُ الثَّالِث: الأحْلاف الدَّوْلِيَّة فِي عَهْد الْخِلافَة الأمَوِيَّة
327 المَبحُثُ الرَّابِع: الأحْلاف الدَّوْلِيَّة فِي عَهْد الْخِلافَة الْعَبَّاسِيَّة
336 المَبحُثُ الخَامِس: الأحْلاف الدَّوْلِيَّة فِي عَهْد الدَّوْلَة الْعُثْمَانِيَّة
349 المـــراجـــع

كتب المؤلف

القانون     الدولي موسوعة القانون الدولي الاسلامي ج3 الشخصية القانونية الدولية في الاسلام
 
اضافة الكتاب الى سلة المشتريات
  الكمية:
حذف الكتاب:
   
   
 
 
انهاء التسوق
استمر بالتسوق
9789957168285 :ISBN
موسوعة القانون الدولي الاسلامي ج3 الشخصية القانونية الدولية في الاسلام :الكتاب
أ.د سهيل حسين الفتلاوي :المولف
0.800 :الوزن
17*24 :الحجم
ابيض :الورق
368 :الصفحات
2014 :السنة
مجلد :النوع
$25 :السعر
 
:المقدمة

كَانَ الفَرْدُ الشَخْصَ القَانُونِيَّ الْوَحِيدَ الَّذِي يَتَمَتَّعُ بالحُقُوقِ وَيَحْتَمِل الالتِزَامات. وَبعد تَطَوُّرِ مَفْهُومِ الدَّوْلَةِ، وَقِيَامِهَا بِنَشَاطاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ، وَظُهُور الْمُؤَسَّسَات الاقْتِصَادِيَّةِ وَالإدَارِيَّةِ وَالاجْتِمَاعِيَّةِ، الَّتِي تَقُومُ بِأَعْمَالٍ مُقَاربةٍ لما يَقُومُ بِهَا الإنْسَانُ. وَمِنْ أجلِ أَنْ تُمَارِسَ هَذِهِ الْمُؤَسَّسَات أنْشِطتهَا بِالشَّكْلِ الْمَطْلُوبِ اعْتُرِفَ لَهَا بِحُقُوقِ الشَخْصيَّةِ الْعَادِيَّةِ. وَأُطْلِق عَلَى هَذِهِ الشَخْصيَّةِ بالشَخْصيَّةِ القَانُونِيَّةِ المَعْنَوِيَّةِ، أَوِ الحْكمِيَّةِ، أَوِ الاعْتِبَارِيَّةِ. وَأَصْبَحَ لَهَا أَنْ تُمَارِسَ الأعْمَالَ وَالتَّصَرُّفَات الَّتِي يُمَارِسهَا الأشْخَاص. فَاعْتُرِفَ لَهَا بِحَقِّ التَمَلكِ وَالبَيعِ وَالشِرَاءِ وَالعَدِيدِ مِنَ التَّصَرُّفَاتِ القَانُونِيَّةِ الَّتِي تَتَلاءمُ مَعَ طَبِيعَةِ عَمَلها. وَمُنَحتْ حَقّ التَقَاضِي لحِمَايَةِ مَصَالِحِهَا. وأدَى تَطَوُّرُ الْقَانُون الدُّوَلِي الْعَام، إِلَى ظُهُور تجمعَات دُوَلِيَّة أُطْلِق عَلَيْهَا بالمُنَظَّمَات الدُّوَلِيَّة، وَهِيَ مُؤَسَّسَات دُوَلِيَّة تَضُمُّ عِدَّةَ دُوَلٍ مُسْتَقِلَّة. وَأدى هَذَا الوَضع إِلَى ضَرُورَةِ مَنْح هَذِهِ الْمُؤَسَّسَاتِ مَرْكَزاً قَانُونِياً يَسْمَح لَهَا تَمَلك الْمَوَادِّ المَنْقُولَةِ وَغير المَنْقُولَة، وَإجرَاء التَّصَرُّفَاتَ القَانُونِيَّة، وَالتَقَاضي أَمَام الَمَحَاكم الدُّوَلِيَّة. لِهَذَا فَقَدْ منحت هَذِهِ المُنَظَّمَات شَخْصيَّة قَانُونِيَّة دُوَلِيَّةً خَاصَّةً، إِلَى جَانِبِ الشَخْصيَّة القَانُونِيَّة الَّتِي تَمَتع بِهَا الدُّوَلُ الأعْضَاءُ فِي المُنَظّمَةِ. كَمَا شَهدَ الْقَانُون الدُّوَلِيّ الْمُعَاصِر تطوراً كَبِيراً فِي مَنْح الشَخْصيَّة القَانُونِيَّة للعَدِيدِ مِنَ الْمُؤَسَّسَاتِ الدُّوَلِيَّةِ. وبَعْدَ ظُهُور العَدِيد مِنَ الدُّوَلِ، كَانَ لابُدَ لِهَذِهِ الدُّوَلِ أَنْ تتمَتع بشَخْصيَّة قَانُونِيَّة دُوَلِيَّة مُعَيَّنَة، تتمَتع بُمُوجبهَا بِالعَدِيدِ مِنَ الحُقُوق، وَمِنْ ذَلِكَ المُنَظَّمَات الدُّوَلِيَّة وَالْفَاتِيكَان وَبَعْض الأفْرَاد الدُّوَليَّينَ. وَقَدْ عَرَف الإسْلامُ الشَخْصيَّةَ القَانُونِيَّةَ الدُّوَلِيَّةَ. وَأشَارَ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ وَالأحَادِيثُ الشَرِيفَةُ إِلَى مُخَاطَبَةِ المَمَالكِ وَالإمارَاتِ وَالقَبَائِل. وَخَاطبَ الأمَمَ وَالأقْوَامَ وَغَيْرِهَا. وَكَانَ عُزُوفُ الْفُقَهَاءِ المُسْلِمينَ عَنْ دِرَاسَةِ الشَخْصيَّة القَانُونِيَّة الدُّوَلِيَّةِ لِهَذِهِ الْمُؤَسَّسَاتِ الدُّوَلِيَّة، ذَلِكَ أَنّ مَفْهُوم الشَخْصيَّة القَانُونِيَّة الدُّوَلِيَّةِ لَمْ تَكُنْ مُشْكِلَة عِنْدَ المُسْلِمِينَ بقدر مَا هِيَ مُشْكِلَة فِي الْقَانُونِ الدُّوَلِيِّ الْمُعَاصِرِ، الَّذِي يُميزُ بَيْنَ حُقُوق الفَرْدِ وَحُقُوق الدَّوْلَة، بَيْنَمَا يَنعَدمُ هَذَا التَّمْيِيز فِي الشَّرِيعَةِ الإسْلامِيَّةِ، فَالأمَمُ وَالأقْوَامُ وَالدُوَلُ وَالقَبَائِل لَهَا مِنَ الحُقُوق مَا للفَردِ، إِلا مَا اخْتَص بِهِ الفَرْد بِصفَتهِ هَذِهِ، وَإِنْ لَمْ يُطْلق الْفُقَهَاءُ المُسْلِمُونَ مُصْطَلَح الشَخْصيَّة القَانُونِيَّة. لِهَذَا فَقَدْ اخْترنَا دِرَاسَة الشَخْصيَّة القَانُونِيَّة الدُوَلِيَّة فِي الإسْلام، مستعينين بِمُصْطَلَحَات حَدِيثَة لِتَكُون أقْرَبَ إِلَى ذِهنِ القَارئ الْكَرِيم، وَمَا جَرَى عَلَيْهِ العَمَل القَانُونِيّ فِي الْمُعَاهَدِ وَالكُليَاتِ، دُونَ أَنْ نَبتَعد عَنِ المُصْطَلَحَات الْمُسْتَعْمَلَة فِي الشَّرِيعَة الإسْلامِيَّةِ، لنُثْبتَ بِالدَليلِ العَمَلِي عُمقَ الشَّرِيعَةِ الإسْلامِيَّة وَقْدرَتهَا عَلَى تَنظِيمِ أدق النُّظُمِ القَانُونِيَّة الَّتِي لَمْ يَتوصلْ إليهَا الْقَانُونُ الْمُعَاصِرُ. وسَنَتنَاول دِرَاسَة الشَخْصيَّة القَانُونِيَّة لِلدَّوْلَة وَنَتنَاولُ دَوَلَةَ الْمَدِينَةِ وَالخِلافَة الإسْلامِيَّة فِي جَمِيعِ مرَاحلَهَا، وَحُقُوق وَواجبات الدُّوَل، الأشْخَاص القَانُونِيَّة الدُّوَلِيَّة مِنْ غَيْر الدُّوَل،

 
:الفهرس
 
 
:كتب المؤلف