الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين، وبعد يطيب لي أن أرحب بكم أجمل ترحيب في هذا الكتاب الذي يتكون من قسمين الأول أحكام الشركات التجارية والثاني أحكام الإعسار في القانون الأردني، وهما من أهم موضوعات القانون التجاري الذي يُعد من العلوم الأساسية التي يحتاج إليها المشتغلون في الوظائف القضائية والقانونية والأعمال التجارية والمالية والبنوك والاستثمار، ومن المعلوم أن موضوعات القانون التجاري تتميز بأنها دائمة التطور نظراً لارتباطها بالحياة الاقتصادية والتجارية والتي تتسارع فيها التطورات وتتجدد المعاملات وتتنوع بحسب طبيعتها وكونها تتأثر بالتقدم الهائل والمتسارع في وسائل الاتصال والتكنولوجيا. ولا شك أن وجود هذه الأحكام لم يكن نتيجة لاعتبارات تشريعية أو فنية فقط، وإنما جاء لاعتبارات وضرورة عملية استلزمتها ظروف وبيئة خاصة تتطلب أحكاماً خاصة، هذه البيئة هي البيئة التجارية القائمة على أساس السرعة والائتمان المنطوية على تنافس متزايد يتم وفقاً لأعراف وعادات التجار المتميزة عن القواعد التي تحكم العلاقات القائمة بين غيرهم. وأحكام الشركات التجارية لها أهمية خاصة نظراً لأهميتها ومكانتها وتأثيرها في الحياة الاقتصادية الحديثة، وسوف نتناول بالدراسة الأحكام العامة للشركات التجارية، وبالتفصيل شركات الأشخاص التجارية وشركات الأموال التجارية والشركات المختلطة، وبعض الأشكال الخاصة من الشركات والتي ظهرت في العصر الحديث، ونختم هذا الكتاب بموضوع الإعسار الذي حل محل الإفلاس والذي أخذ به القانون الأردني. ويتميز هذا المقرر بالمسائل العملية الناتجة عن ارتباطه الوثيق بالحياة العملية، وهذا ما جعلنا نحرص على تتبع الموضوعات العملية والتركيز عليها مع ربطها بالتطبيقات المختلفة، ومتابعة الجديد في التشريعات والقوانين التي تنظم المستجدات في الحياة العملية وفق قانون الشركات رقم 22 لسنة 1997 وتعديلاته وصولاً إلى قانون الشركات المعدل رقم 20 لسنة 2023، والتي تواكب المستجدات الاقتصادية والتكنولوجية وتتأثر بالمتغيرات الدولية. وقد تم تصميم الكتاب تعليمياً بطريقة منهجية علمية، ليتواكب في طريقة عرضه للموضوعات مع تطورات النظام التعليمي الذي يعتمد على التقنيات الحديثة في التعليم، وجعلت للمتعلم دوراً محورياً في العملية التعليمية، وبالتالي فإن طريقة تقديم المعلومات وعرض هذا الكتاب ييسر لمن يرغب في التعلم الذاتي الكثير من الفائدة، ولا غنى أبداً عن دور الأستاذ الذي يظل أساسياً في التعليم والتعلم.