الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان وسار على نهجهم إلى يوم الدين وبعد: فهذه دراسة عن الشهادة في الشريعة الإسلامية مقارنة بالقانون الوضعي. فكانت رغبتي بالكتابة بهذا الموضوع لبيان مواطن الاختلاف والتشابه بين الشريعة الإسلامية والقانون الوضعي؛ وبيان قدرة الشريعة الإسلامية على تحقيق مصالح العباد وصلاحيتها لكل زمان ومكان للبشرية جمعاء. وأسأل الله التوفيق والرشاد، إنه العلي العظيم. أهمية الموضوع: إن الشريعة الإسلامية جاءت لتنظيم حقوق العباد أفراداً وجماعات ودفعاً للمفاسد التي قد تلحق بهم تحقيقاً للمصالح وصيانةً للمقاصد العامة للتشريع، ونظراً لأهمية إثبات الحقوق التي من شأنها القضاء على أصل النزاعات والخلافات، فالشهادة إحدى الوسائل الكفيلة بذلك، وللشهود مكانة في الشريعة الإسلامية، حيث يتبين بهم الحق ويُرفع بهم الظلم.