شرح قانون الجرائم الالكترونية

ISBN 9789923152621
الوزن 0.800
الحجم 17×24
الورق ابيض
الصفحات 272
السنة 2024
النوع مجلد

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على أشرف خلقه نبيه وحبيبه محمد (صلى الله عليه وسلم)، سوف نتناول في هذه الدراسة "المواجهة الجزائية للجرائم الإلكترونية في ضوء قانون الجرائم الإلكترونية الأردني الجديد رقم (17) لسنة 2023 وتعديلاته"، "دراسة تحليلية تأصيلية مقارنة". وفي الواقع، إن التغييرات والتطورات المختلفة التي تحققت في تكنولوجيا الاتصال، فضلاً عن التطور التقني والمعلوماتي، فتح الباب على مصراعيه لظهور أنماط جديدة من الجرائم، حيث ظهرت هذه الجرائم مع ظهور وتطور المظاهر الإلكترونية والتكنولوجية في مختلف مجالات الحياة، سواء في المجالات الصناعية، أو الاقتصادية، أو التجارية، والاجتماعية وغيرها من الجوانب المختلفة. وفي كافة مناحي الحياة، حيث تعد الشبكة الإلكترونية أكبر بنك للمعلومات يتم اكتشافه في العصر الحديث، حيث يستطيع الإنسان من خلالها الوصول إلى المعلومات كافة في العالم، والقيام ببعض الأعمال وهو أمام الحاسوب دون الحاجة لجهد بدني، وهو ما أدى بدوره إلى تسهيل الحياة. ومن نافلة القول، أن هذه الجرائم لها خصوصيتها، من حيث إنها تقع عبر الوسائط الإلكترونية، وفي المحيط المعلوماتي. حيث قاد الاستخدام الكبير للأنظمة التكنولوجية إلى الكثير من المشاكل والمخاطر، وقدم أصنافاً من الجرائم، التي لم تكن متداولة مسبقاً، سميت بالجرائم الإلكترونية. ولقد عني المشرع الوطني في كافة الدول لمواجهة الجرائم التي تقع عبر شبكة الإنترنت، وعلى وجه الخصوص، المشرع الأردني، حيث كانت البداية، مع القانون المؤقت الصادر في عام 2010، والذي جاء لسد حالة الفراغ التشريعي في مجال الجرائم الإلكترونية وبذات الوقت للحد من هذه الجرائم وخطورتها والتي ازدادت في الأعوام الأخيرة نتيجة التقدم التكنولوجي الهائل وأيضاً جاء عدم ترك مرتكبي هذه الجرائم دون ملاحقة قانونية، ولكن القانون لم يكن يشكل مواجهة تشريعية فعالة من قبل المشرع الأردني، ومن ثم، فقد صدر قانون الجرائم الإلكترونية رقم (27) لسنة 2015، الذي يعد التشريع الأساس لجرائم تكنولوجيا المعلومات، برغم ما شابه من قصور في بعض الأحكام والصياغة، إلا أنه شكل مرحلة فاصلة في مواجهة الجرائم الإلكترونية، ثم يأتي أخيراً القانون الجديد رقم (17) لسنة 2023 بشأن الجرائم الإلكترونية، مما سوف نتناوله تفصيلاً بالشرح والتعليق. ‎هذا وتجدر الإشارة إلى أنه جاء في الأسباب الموحبة لإصدار قانون الجرائم الإلكترونية الجديد أنه: "نظراً للتطور السريع في مجال تقنية المعلومات الذي استوجب تجريم بعض الأفعال التي تتم بوسائل إلكترونية ومعاقبة مرتكبيها، تحقيقاً للردع العام والخاص ولمواءمة القانون مع الاتفاقية العربية لمكافحة جرائم تقنية المعلومات المصادق عليها من المملكة والمعايير الدولية بما يضمن مكافحة الجرائم الإلكترونية وفقاً لأفضل الممارسات المعمول بها كونها من الجرائم الخطيرة محلياً ودولياً، ولتوفير الحماية للحقوق والحريات العامة والخاصة من الاعتداء عليها كالابتزاز والاحتيال الإلكتروني والحض على العنف والكراهية وازدراء الأديان وانتهاك حرمة الحياة الخاصة والاعتداء على وسائل الدفع الإلكتروني والخدمات المصرفية وحماية البنى التحتية الحرجة، ولإعادة تنظيم بعض إجراءات الضابطة العدلية والإجراءات القضائية للوصول إلى عدالة ناجزة وناجعة، ولتنظيم العلاقة مع منصات التواصل الاجتماعي خارج المملكة". ولا ريب أنه من الضروري أن تواكب التشريعات الأردنية التطور الملحوظ في الجرائم الإلكترونية، فالمواجهة التشريعية ضرورية للتعامل من خلال نظم تشريعية غير تقليدية لهذا الإجرام غير التقليدي، فهي تتعامل بشكل عصري متقدم مع الجرائم الإلكترونية مثل: التحايل على نظم المعالجة الآلية للبيانات، ونشر الفيروسات وإتلاف البرامج وتزوير المستندات ومهاجمة المؤسسات المالية والمصارف، وتعدتها إلى الحروب الإلكترونية والإرهاب الإلكتروني، ونشر الشائعات والرذيلة والإباحية ... إلخ. وقد لفت هذا (الغول الإجرامي) أنظار الدول والمؤسسات الدولية التي أدركت خطورتها وسهولة ارتكابها وتأثيرها المباشر، لتجعل ملاحقتها من أولى أولويات المجتمع الدولي، ما حتم أهمية الحماية القانونية لمواجهتها، فإذا ما تأخرت التشريعات اللازمة لمواجهتها، فسوف نواجه عشوائية إلكترونية كتلك العشوائية العمرانية في العالم النائم التي نتجت عن تأخر تشريعات التطوير العمراني وعدم تفعيلها على أرض الواقع. وفي ظل المبدأ القائل: إن المعرفة كل القوة، تعد المعلومة أهم ممتلكات الإنسان المعاصر الذي اهتم بها على مر الأزمان والعصور، فجمعها ودونها وحررها على وسائط متدرجة التطور، بدأت بالجدران، ثم انتقلت إلى ورق البردي، وانتهت باختراع الورق بكل أنواعه، حتى وصل بنا المطاف إلى الأقراص المدمجة( ). ولقد رافق هذا الحدث الجلل بروز خبراء جدد لم تعهدهم البشرية من قبل، يتمتعون بالخبرة الكافية لتطويع هذه الإلكترونية للقيام بأعمال إجرامية أفرزت إلى جانب الجريمة التقليدية الجرائم المستحدثة، بل حولتها من صفتها العادية، وأبعادها المحدودة إلى أبعاد جديدة تعتمد على التقنية في تنفيذ السلوك الإجرامي، وبأساليب مبتكرة، وسُبل جديدة لم نعهدها من قبل.( ) فلقد أضحى في إمكان المجرم المعلوماتي التسبب في خلق شلل كامل للأنظمة المدنية والعسكرية والأمنية والاقتصادية وتعطيل المعدات الإلكترونية واختراق النظم المصرفية، وإرباك حركة الطيران وشل محطات الطاقة..... بواسطة متفجرات معلوماتية ترسلها لوحة مفاتيح الحاسب الآلي من على مسافات بعيدة جداً دون أن يقف في وجهها حدود أو سدود، ودون أن يترك أثراً ملموساً لملاحقته ومعرفة مصدرها. ويستطيع الإنسان بواسطة التقنيات الحديثة أن يصل إلى أي مكان يرغب فيه وفي أي زمان، عبر الإبحار في الشبكة المعلوماتية، ويتصل ويتفاعل مع من شاء، فلا مكان ولا زمان يستطيع وضع حدود لهذه الشبكة.

الصفحةالموضوع
11 المقدمة
الفصل الأول
الإطار المفاهيمي للجريمة الإلكترونية
20 المبحث الأول: ماهية الجريمة الإلكترونية
20 المطلب الأول: تعريف الجريمة الإلكترونية
20 الفرع الأول: التطور التاريخي للحاسب الآلي والإنترنت
25 الفرع الثاني: التعريف الاصطلاحي والتشريعي للجريمة الإلكترونية
30 الفرع الثالث: التعريف الفقهي للجريمة الإلكترونية
32 المطلب الثاني: الخصائص المميزة للجريمة الإلكترونية والمجرم الإلكتروني
32 الفرع الأول: الخصائص المميزة للجريمة الإلكترونية
35 الفرع الثاني: تصنيف المجرم الإلكتروني
40 المطلب الثالث: تصنيف الجرائم الإلكترونية بالقانون الأردني الجديد رقم (17) لسنة 2023
41 الفرع الأول: تصنيف الجرائم الإلكترونية تبعاً لنوع ومحل الجريمة والمعطيات
46 الفرع الثاني: تصنيف الجرائم الإلكترونية تبعاً لدور الحاسوب في الجريمة
49 الفرع الثالث: تصنيف الجرائم الإلكترونية تبعاً لمساسها بالأشخاص أو الأموال
53 المبحث الثاني: أركان الجريمة الإلكترونية
54 المطلب الأول: الركن المادي للجريمة الإلكترونية التامة
54 الفرع الأول: السلوك الإجرامي
56 الفرع الثاني: النتيجة الإجرامية
58 الفرع الثالث: علاقة السببية
60 الفرع الرابع: المسؤولية الجزائية لوسطاء تقديم خدمات شبكة الإنترنت
68 المطلب الثاني: الشروع والمسؤولية الجزائية للفاعل والشريك في الجريــمة الإلكترونية
69 الفرع الأول: الشروع في الجريمة الإلكترونية
73 الفرع الثاني: المسؤولية الجزائية للفاعل والشريك في الجريمة الإلكترونية
77 المطلب الثالث: الركن المعنوي للجريمة الإلكترونية
77 الفرع الأول: ماهية القصد الجرمي في الجريمة الإلكترونية
78 الفرع الثاني: عنصرا القصد الجرمي في الجريمة الإلكترونية
82 الفرع الثالث: وقت توافر القصد الإجرامي وإثباته
84 المبحث الثالث: الجزاءات المقررة للجرائم الإلكترونية
84 المطلب الأول: العقوبات الأصلية المقررة في الجريمة الإلكترونية
85 الفرع الأول: العقوبات الأصلية
88 الفرع الثاني: الصفة الاحتياطية وتطبيق العقوبة الأشد للجريمة الإلكترونية
90 الفرع الثالث: الظروف المشددة في العقوبة في الجريمة الإلكترونية
92 الفرع الرابع: الظروف المخففة من العقوبة في الجريمة الإلكترونية
94 المطلب الثاني: العقوبات التكميلية للجريمة الإلكترونية
95 الفرع الأول: عقوبة المصادرة
97 الفرع الثاني: وقف أو تعطيل أو حجب الموقع الإلكتروني المستخدم في الجريمة
98 الفرع الثالث: إغلاق المنشأة
الفصل الثاني
المواجهة الموضوعية للجرائم الإلكترونية
103 المبحث الأول: الجرائم الإلكترونية ضد الأشخاص
104 المطلب الأول: جرائم التعدي على الخصوصية الرقمية
107 الفرع الأول: جرائم الدخول والبقاء في الشبكة المعلوماتية للبيانات الخاصة والعامة (الاختراق)
118 الفرع الثاني: غصب الهوية الرقمية
125 المطلب الثاني: جرائم الحض على الفسوق والدعارة (البغاء)
125 الفرع الأول: الأعمال الإباحية عبر الشبكة المعلوماتية
131 الفرع الثاني: التحريض على الدعارة (البغاء)
133 المطلب الثالث: الجرائم الماسة بالشرف والاعتبار
133 الفرع الأول: جريمة تشويه السمعة والتشهير والذم الإلكتروني
139 الفرع الثاني: جريمة التهديد والابتزاز الإلكتروني
145 المبحث الثاني: الجرائم الإلكترونية ضد الأموال
146 المطلب الأول: جريمة الاستيلاء على مال مملوك للغير بطريق التزوير والتقليد لوسائل الدفع الإلكتروني
154 المطلب الثاني: جريمة الاحتيال وانتحال الصفة وجمع الأموال والتبرعات دون ترخيص إلكتروني
162 المبحث الثالث: الجرائم الإلكترونية الماسة بأمن الدولة والسلام الاجتماعي
162 المطلب الأول: الجرائم الماسة بالسلام الاجتماعي
172 المطلب الثاني: الجرائم الماسة بأمن الدولة
الفصل الثالث
المواجهة الإجرائية للجرائم الإلكترونية
185 المبحث الأول: إجراءات الاستدلال والتحقيق الإلكتروني والمحاكمة
186 المطلب الأول: إجراءات التفتيش والضبط الإلكتروني
186 الفرع الأول: إجراءات التفتيش الإلكتروني
196 الفرع الثاني: التدابير الاحترازية والتزامات مقدم الخدمة
201 المطلب الثاني: الاختصاص القضائي وإجــراءات المحاكمة في الجريمة الإلكترونية
202 الفرع الأول: الاختصاص القضائي في الجرائم الإلكترونية
209 الفرع الثاني: إجراءات المحاكمة في الجريمة الإلكترونية
213 المبحث الثاني: حجية الدليل الإلكتروني
213 المطلب الأول: ماهية الدليل الإلكتروني
214 الفرع الأول: تعريف الدليل الإلكتروني
217 الفرع الثاني: خصائص الدليل الإلكتروني
220 المطلب الثاني: إقرار الدليل الإلكتروني وحجيته
220 الفرع الأول: إقرار الدليل الإلكتروني
224 الفرع الثاني: حجية الدليل الإلكتروني
228 المبحث الثالث: التعاون الدولي القضائي في ملاحقة الجريمة الإلكترونية
229 المطلب الأول: تعريف التعاون القضائي الدولي
229 الفرع الأول: المقصود بالتعاون القضائي الدولي وأهميته
232 الفرع الثاني: دور الأردن في التعاون القضائي الجنائي الدولي
234 المطلب الثاني: التعاون الدولي في ظل الاتفاقية العربية لمكافحة جرائم تقنية المعلومات
245 المطلب الثالث: استعراض اتفاقية بودابست للجرائم الإلكترونية
245 الفرع الأول: ماهية اتفاقية بودابست للجرائم الإلكترونية
246 الفرع الثاني: إجراءات جمع الأدلة في اتفاقية بودابست للجرائم الإلكترونية
249 الخاتمة
261 المراجع

الكتب ذات العلاقة

كتب المؤلف

القانون     الالكتروني والانترنت شرح قانون الجرائم الالكترونية
 
اضافة الكتاب الى سلة المشتريات
  الكمية:
حذف الكتاب:
   
   
 
 
انهاء التسوق
استمر بالتسوق
9789923152621 :ISBN
شرح قانون الجرائم الالكترونية :الكتاب
أ.د احمد محمد براك :المولف
0.800 :الوزن
17×24 :الحجم
ابيض :الورق
272 :الصفحات
2024 :السنة
مجلد :النوع
$20 :السعر
 
:المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على أشرف خلقه نبيه وحبيبه محمد (صلى الله عليه وسلم)، سوف نتناول في هذه الدراسة "المواجهة الجزائية للجرائم الإلكترونية في ضوء قانون الجرائم الإلكترونية الأردني الجديد رقم (17) لسنة 2023 وتعديلاته"، "دراسة تحليلية تأصيلية مقارنة". وفي الواقع، إن التغييرات والتطورات المختلفة التي تحققت في تكنولوجيا الاتصال، فضلاً عن التطور التقني والمعلوماتي، فتح الباب على مصراعيه لظهور أنماط جديدة من الجرائم، حيث ظهرت هذه الجرائم مع ظهور وتطور المظاهر الإلكترونية والتكنولوجية في مختلف مجالات الحياة، سواء في المجالات الصناعية، أو الاقتصادية، أو التجارية، والاجتماعية وغيرها من الجوانب المختلفة. وفي كافة مناحي الحياة، حيث تعد الشبكة الإلكترونية أكبر بنك للمعلومات يتم اكتشافه في العصر الحديث، حيث يستطيع الإنسان من خلالها الوصول إلى المعلومات كافة في العالم، والقيام ببعض الأعمال وهو أمام الحاسوب دون الحاجة لجهد بدني، وهو ما أدى بدوره إلى تسهيل الحياة. ومن نافلة القول، أن هذه الجرائم لها خصوصيتها، من حيث إنها تقع عبر الوسائط الإلكترونية، وفي المحيط المعلوماتي. حيث قاد الاستخدام الكبير للأنظمة التكنولوجية إلى الكثير من المشاكل والمخاطر، وقدم أصنافاً من الجرائم، التي لم تكن متداولة مسبقاً، سميت بالجرائم الإلكترونية. ولقد عني المشرع الوطني في كافة الدول لمواجهة الجرائم التي تقع عبر شبكة الإنترنت، وعلى وجه الخصوص، المشرع الأردني، حيث كانت البداية، مع القانون المؤقت الصادر في عام 2010، والذي جاء لسد حالة الفراغ التشريعي في مجال الجرائم الإلكترونية وبذات الوقت للحد من هذه الجرائم وخطورتها والتي ازدادت في الأعوام الأخيرة نتيجة التقدم التكنولوجي الهائل وأيضاً جاء عدم ترك مرتكبي هذه الجرائم دون ملاحقة قانونية، ولكن القانون لم يكن يشكل مواجهة تشريعية فعالة من قبل المشرع الأردني، ومن ثم، فقد صدر قانون الجرائم الإلكترونية رقم (27) لسنة 2015، الذي يعد التشريع الأساس لجرائم تكنولوجيا المعلومات، برغم ما شابه من قصور في بعض الأحكام والصياغة، إلا أنه شكل مرحلة فاصلة في مواجهة الجرائم الإلكترونية، ثم يأتي أخيراً القانون الجديد رقم (17) لسنة 2023 بشأن الجرائم الإلكترونية، مما سوف نتناوله تفصيلاً بالشرح والتعليق. ‎هذا وتجدر الإشارة إلى أنه جاء في الأسباب الموحبة لإصدار قانون الجرائم الإلكترونية الجديد أنه: "نظراً للتطور السريع في مجال تقنية المعلومات الذي استوجب تجريم بعض الأفعال التي تتم بوسائل إلكترونية ومعاقبة مرتكبيها، تحقيقاً للردع العام والخاص ولمواءمة القانون مع الاتفاقية العربية لمكافحة جرائم تقنية المعلومات المصادق عليها من المملكة والمعايير الدولية بما يضمن مكافحة الجرائم الإلكترونية وفقاً لأفضل الممارسات المعمول بها كونها من الجرائم الخطيرة محلياً ودولياً، ولتوفير الحماية للحقوق والحريات العامة والخاصة من الاعتداء عليها كالابتزاز والاحتيال الإلكتروني والحض على العنف والكراهية وازدراء الأديان وانتهاك حرمة الحياة الخاصة والاعتداء على وسائل الدفع الإلكتروني والخدمات المصرفية وحماية البنى التحتية الحرجة، ولإعادة تنظيم بعض إجراءات الضابطة العدلية والإجراءات القضائية للوصول إلى عدالة ناجزة وناجعة، ولتنظيم العلاقة مع منصات التواصل الاجتماعي خارج المملكة". ولا ريب أنه من الضروري أن تواكب التشريعات الأردنية التطور الملحوظ في الجرائم الإلكترونية، فالمواجهة التشريعية ضرورية للتعامل من خلال نظم تشريعية غير تقليدية لهذا الإجرام غير التقليدي، فهي تتعامل بشكل عصري متقدم مع الجرائم الإلكترونية مثل: التحايل على نظم المعالجة الآلية للبيانات، ونشر الفيروسات وإتلاف البرامج وتزوير المستندات ومهاجمة المؤسسات المالية والمصارف، وتعدتها إلى الحروب الإلكترونية والإرهاب الإلكتروني، ونشر الشائعات والرذيلة والإباحية ... إلخ. وقد لفت هذا (الغول الإجرامي) أنظار الدول والمؤسسات الدولية التي أدركت خطورتها وسهولة ارتكابها وتأثيرها المباشر، لتجعل ملاحقتها من أولى أولويات المجتمع الدولي، ما حتم أهمية الحماية القانونية لمواجهتها، فإذا ما تأخرت التشريعات اللازمة لمواجهتها، فسوف نواجه عشوائية إلكترونية كتلك العشوائية العمرانية في العالم النائم التي نتجت عن تأخر تشريعات التطوير العمراني وعدم تفعيلها على أرض الواقع. وفي ظل المبدأ القائل: إن المعرفة كل القوة، تعد المعلومة أهم ممتلكات الإنسان المعاصر الذي اهتم بها على مر الأزمان والعصور، فجمعها ودونها وحررها على وسائط متدرجة التطور، بدأت بالجدران، ثم انتقلت إلى ورق البردي، وانتهت باختراع الورق بكل أنواعه، حتى وصل بنا المطاف إلى الأقراص المدمجة( ). ولقد رافق هذا الحدث الجلل بروز خبراء جدد لم تعهدهم البشرية من قبل، يتمتعون بالخبرة الكافية لتطويع هذه الإلكترونية للقيام بأعمال إجرامية أفرزت إلى جانب الجريمة التقليدية الجرائم المستحدثة، بل حولتها من صفتها العادية، وأبعادها المحدودة إلى أبعاد جديدة تعتمد على التقنية في تنفيذ السلوك الإجرامي، وبأساليب مبتكرة، وسُبل جديدة لم نعهدها من قبل.( ) فلقد أضحى في إمكان المجرم المعلوماتي التسبب في خلق شلل كامل للأنظمة المدنية والعسكرية والأمنية والاقتصادية وتعطيل المعدات الإلكترونية واختراق النظم المصرفية، وإرباك حركة الطيران وشل محطات الطاقة..... بواسطة متفجرات معلوماتية ترسلها لوحة مفاتيح الحاسب الآلي من على مسافات بعيدة جداً دون أن يقف في وجهها حدود أو سدود، ودون أن يترك أثراً ملموساً لملاحقته ومعرفة مصدرها. ويستطيع الإنسان بواسطة التقنيات الحديثة أن يصل إلى أي مكان يرغب فيه وفي أي زمان، عبر الإبحار في الشبكة المعلوماتية، ويتصل ويتفاعل مع من شاء، فلا مكان ولا زمان يستطيع وضع حدود لهذه الشبكة.

 
:الفهرس
 
:الكتب ذات العلاقة
 
:كتب المؤلف