جاء ظهور التجارة الالكترونية ايذانا بحدوث تغييرات جذرية في جميع مناحي الحياة وعلى مختلف الصعد، اذ لم تقتصر هذه التغييرات على المجالين التجاري والتسويقي كما يستدل من دلالة هذا المصطلح ظاهريا بل شمل التغيير هيكلية غالبية الدول والمجتمعات سواء في محيطها الاقتصادي أو تنظيمات مؤسساتها، سلوكية الزبائن، الانشطة الحكومية المختلفة وتعاملاتها ...الخ، وتم اعادة النظر في طبيعة العلاقات بين العاملين داخل المنظمات وبين شركائها من خارج المنظمات، وتغيرت الطريقة التي يعمل بها الاقتصاد وظهرت وسائل جديدة وأنماط مختلفة من المعاملات واختفت الوظائف التقليدية للوسطاء وظهرت قنوات توزيع جديدة وطرق ووسائل اعلان وترويج مختلفة كليا عن طرق ووسائل الاعلان والترويج الشائعة وظهرت معها مشكلات الفجوة الرقمية بين الدول والمجتمعات وبين الرجل والمرأة ، كما ظهرت مشاكل أمن وخصوصية البيانات الشخصية للزبائن وكيفية حمايتها. لقد أدى استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتزايد الاعتماد عليها في شتى مجالات الحياة إلى ظهور ما يسمى بالثورة الرقمية Digital Revolution والاقتصاد الرقمي Digital Economy وهو مصطلح يشير إلى الاقتصاد الذي يعتمد على التكنولوجيا الرقمية التي تتضمن شبكات الاتصال الرقمية (الانترنت، الانترانت، الاكسترانت)، الحاسوب، البرمجيات، وتكنولوجيا المعلومات الأخرى. مما سبق، يؤكد أحد الكتاب على أنه حتى أن التعبير عن العصر القائم "عصر المعلومات" لم يعد بالاصطلاح الشهير الذي ملأ الصحافة والاعلام على مدى التسعينات بل أصبح الحديث يتجه نحو وصف العصر الذي نعيش فيه بعصر" طريق المعلومات فائق السرعة (أوتستراد المعلومات The Information Super-Highway)، في ظل هذه البيئة كان لابد من أن يطال التغيير سلوكنا والذي كان السبب الرئيس لميلاد فكرة التجارة الالكترونية ونموها لاحقا.