المبسط في القانون الدولي الخاص

ISBN 978992399525
الوزن 0.800
الحجم 17×24
الورق ابيض
الصفحات 304
السنة 2026
النوع مجلد

يعد الإنسان كائناً اجتماعياً بطبعه، لا يستطيع العيش بمعزل عن جماعة، إذ إنه بمفرده لا يمكنه أن يفي كل حاجياته. فعيش الفرد في جماعة يستتبع دخوله مع غيره في معاملات، وبذلك تقوم بينه وبينهم علاقات، ومن أجل تنظيم تلك العلاقات برزت الحاجة إلى القانون، باعتباره الأداة التي تنظم تلك العلاقات، فعن طريقه يتم التوفيق بين المصالح المتعارضة. وبما أن مصالح وظروف الأفراد تختلف من مجتمع إلى آخر، فإنه من الطبيعي أن تختلف القواعد القانونية السارية في مجتمع معين عن تلك المطبقة في مجتمع آخر. والاختلاف بين تشريعات الدول المختلفة ما كنا لنحس به لولا سهولة انتقال الأشخاص والأموال عبر الحدود من دولة إلى أخرى. بمعنى أن الدول أُجبرت في الوقت الحاضر على التخفيف من التمسك من مبدأ إقليمية قوانينها، وأضحت تسمح لمحاكمها بتطبيق قوانين دول أجنبية، فلم يعد تطبيق القوانين الأجنبية فيه مساس بسيادة الدول. ويدعى الاختلاف بين القواعد المطبقة على الجماعات داخل المجتمعات المختلفة، بالتنازع الدولي للقوانين. ولا يقصد هنا بالتنازع بين القوانين التعارك فيما بينها، ليظفر أحدهم بحكم العلاقة القانونية محل النزاع، وإنما يقصد به المفاضلة بين القوانين المختلفة واختيار أنسبها لحكم العلاقة القانونية. وهذه المفاضلة يجريها المشرع عند صنع قاعدة التنازع مراعياً اختيار القانون الذي يرتبط بالعنصر الأساسي لتلك القاعدة، وقد يجريها أيضاً القاضي عندما يكون بصدد نزاع يتمسك أحد الخصوم بتطبيق قاعدة قانونية في دولة معينة، ويتمسك الخصم الآخر بتطبيق قاعدة قانونية في دولة مغايرة، بينما يتمسك القاضي بتطبيق القانون الذي تحدده قاعدة التنازع في دولته. ومن أجل إثبات أن التنازع الدولي للقوانين ليس تنازعاً بين سيادات الدول نضرب المثال التالي: لو أن إنجليزياً مقيماً في الأردن وأراد أن يشتري منزلاً في إيطاليا، فإن القاضي الأردني يكون متردداً في إخضاع أهلية الإنجليزي للقانون الإنجليزي أو للقانون الإيطالي أكثر من إخضاعها للقانون الأردني، وعليه فإن التنازع هنا هو تنازع بين الحلول المحتملة وليس تنازعاً بين الدول كدول، إذ إن كل من إنجلترا وإيطاليا غير مكترثة بمناقشة أمر هو في الأساس قضية أردنية مطروحة أمام القضاء الأردني. ولفض ذلك التنازع أظهر التاريخ عدة طرق، الطريقة الأولى تتمثل في حل التنازع من خلال الانطلاق من القانون ذاته لغاية تحديد نطاق تطبيقه، وهذه الطريقة يتم إعمالها بالنظر إلى موضوع الحال (أموال، شكل، تصرفات، أشخاص) وآثاره. فمثلاً العقود يحكمها مكان إبرامها، ويحكم العمل غير المشروع مكان وقوعه. والطريقة الثانية يعبر عنها بإقليمية القوانين، بمعنى أن قانون دولة معينة يطبق على إقليمها، وهذا الواقع غير مطلق وإنما يقيد ببعض الاستثناءات، مثل أن يحكم موطن الشخص حالته المدنية، أو يسمح بتطبيق القانون الأجنبي بالاستناد لمبدأ المجاملة الدولية. والطريقة الثالثة تتلخص بفكر الفقيه الإيطالي مانشيني الذي يرى أن الفرد لا يخضع إلا لقانون الدولة التي ينتمي إليها بجنسيته أينما كان. أما الطريقة الأخيرة فمضمونها تطبيق قانون الدولة الذي ترتبط به العلاقة القانونية أكثر من غيره، وهذا ما يسمى بمنهج قاعدة التنازع الذي عن طريقه يتم اختيار القانون الواجب التطبيق على النزاع من خلال إعمال ضابط التنازع، ففي مثالنا السابق فإن القانون الذي يحكم أهلية الإنجليزي المقيم في الأردن هو قانون جنسيته أي القانون الإنجليزي. ولا جدال في أن منهج قاعدة التنازع يعتبر من أهم المناهج التي ساهمت في حل مشكلة تنازع القوانين، لكن هذا المنهج ليس هو المنهج الوحيد لحل مشكلة التنازع الدولي للقوانين، وإنما يوجد هناك مناهج أخرى كمنهج قوانين البوليس أو منهج القواعد ذات التطبيق الضروري ومنهج القواعد المادية ساهمت أيضاً بدورها في حل تلك المشكلة، لذلك سنقوم في القسم الأول من هذا الكتاب بمعالجة المناهج الثلاثة التي طورها الفكر القانوني مبينين طبيعة العلاقة بينها، وما إذا كانت العلاقة بينها علاقة تعايش أم تنافس. ومن ثم سنقوم ببيان الجوانب التطبيقية لمنهاج قواعد التنازع في القانون الأردني، أما القسم الثاني فنتناول فيه الاختصاص القضائي الدولي للمحاكم الوطنية وتنفيذ الأحكام الأجنبية في المملكة الأردنية الهاشمية باعتبارهما من الموضوعات المهمة في القانون الدولي الخاص. وعند معالجة المواضيع الثلاثة التي أشرنا إليها أعلاه نكون قد عالجنا أهم موضوعات القانون الدولي الخاص الذي يقصد به مجموعة القواعد القانونية التي تنظم العلاقات الخاصة ذات الطابع الدولي، ولا يدخل في نطاق هذا الكتاب الموطن والجنسية ومركز الأجانب، فهذه الموضوعات ستكون موضوعاً لكتاب آخر في المستقبل إن شاء الله تعالى.

الصفحةالموضوع
13 المقدمة
القسم الأول
التنازع الدولي للقوانين وتطبيقاته
20 الفصل الأول: منهاج قواعد التنازع
21 المبحث الأول: ماهية قواعد التنازع
21 المطلب الأول: التعريف بقاعدة التنازع
22 المطلب الثاني: أركان قاعدة التنازع وخصائصها
33 المطلب الثالث: شروط أداء قواعد التنازع لوظيفتها
41 المطلب الرابع: مصادر قواعد التنازع
54 المبحث الثاني: تفسير قواعد التنازع
54 المطلب الأول: التكييف
64 المطلب الثاني: التنازع المتحرك
76 المطلب الثالث: المسائل الأولية
80 المبحث الثالث: إعمال قواعد التنازع
80 المطلب الأول: ماهية القانون الأجنبي
104 المطلب الثاني: كيفية إعمال القانون الأجنبي
113 المطلب الثالث: حالات استبعاد القانون الأجنبي
125 الفصل الثاني: منهاج القواعد الموضوعية ومنهاج قوانين البوليس (القواعد ذات التطبيق الضروري)
126 المبحث الأول: منهاج القواعد الموضوعية
126 المطلب الأول: ماهية منهاج القواعد الموضوعية
129 المطلب الثاني: مصادر القواعد الموضوعية
137 المطلب الثالث: إعمال منهاج القواعد الموضوعية أمام القضاء الوطني
141 المبحث الثاني: منهاج قوانين البوليس (القواعد ذات التطبيق الضروري)
141 المطلب الأول: ماهية قوانين البوليس (القواعد ذات التطبيق الضروري)
151 المطلب الثاني: إعمال قوانين البوليس (القواعد ذات التطبيق الضروري)
162 الفصل الثالث: التطبيقات العملية لمنهاج قواعد التنازع
163 المبحث الأول: تنازع القوانين في المسائل المتعلقة بالأشخاص
163 المطلب الأول: تنازع القوانين في موضوع الحالة المدنية للأشخاص وأهليتهم
171 المطلب الثاني: تنازع القوانين في موضوع الزواج
182 المطلب الثالث: تنازع القوانين في موضوع النسب
182 المطلب الرابع: تنازع القوانين في الوصية والميراث
189 المبحث الثاني: تنازع القوانين في مسائل الأموال
189 المطلب الأول: تنازع القوانين في موضوع الأموال المادية
192 المطلب الثاني: تنازع القوانين في موضوع الأموال غير المادية
201 المبحث الثالث: تنازع القوانين في العقود
201 المطلب الأول: ضوابط الإسناد الخاصة بالالتزامات التعاقدية
209 المطلب الثاني: نطاق تطبيق القانون المختص بحكم العقود سواء أكان القانون الذي يحكم الموضوع أم ذلك الذي يحكم الشكل
213 المبحث الرابع: تنازع القوانين في مسائل الالتزامات غير التعاقدية
213 المطلب الأول: القانون الواجب التطبيق على الفعل الضار ونطاق تطبيقه
218 المطلب الثاني: القانون الواجب التطبيق على الفعل النافع ونطاق تطبيقه
220 المبحث الخامس: تنازع القوانين في مسائل الإجراءات
220 المطلب الأول: القانون الواجب التطبيق على قواعد الاختصاص
223 المطلب الثاني: القانون الواجب التطبيق على إجراءات التقاضي
القسم الثاني
الاختصاص القضائي الدولي وتنفيذ الأحكام القضائية الأجنبية
236 الفصل الأول: الاختصاص القضائي الدولي للمحاكم الأردنية
237 المبحث الأول: ماهية الاختصاص القضائي الدولي للمحاكم الأردنية
237 المطلب الأول: التعريف بالاختصاص القضائي الدولي وتمييزه عما يختلط به من مصطلحات
237 الفرع الأول: التمييز بين الاختصاص القضائي الدولي والاختصاص القاضي الداخلي
239 الفرع الثاني: التمييز بين الاختصاص القضائي الدولي وتنازع القوانين
241 المطلب الثاني: خصائص قواعد الاختصاص القضائي الدولي
243 المبحث الثاني: ضوابط الاختصاص القضائي الدولي للمحاكم الأردنية والقيود التي ترد على تلك الضوابط
243 المطلب الأول: ضوابط الاختصاص القضائي الدولي
243 الفرع الأول: ضوابط الاختصاص القضائي الدولي القائمة على ارتباط أطراف النزاع بالإقليم الأردني
249 الفرع الثاني: ضوابط الاختصاص القضائي الدولي القائمة على ارتباط موضوع النزاع بالإقليم الأردني
252 الفرع الثالث: ضوابط الاختصاص القضائي الدولي القائمة على الخضوع الإرادي
257 الفرع الرابع: الاختصاص القائم على مراعاة حسن أداء العدالة وتنظيم الخصومة
259 المطلب الثاني: القيود التي ترد على اختصاص المحاكم الأردنية
259 الفرع الأول: الدعاوى المتعلقة بأشخاص يتمتعون بالحصانة الدبلوماسية
261 الفرع الثاني: الاتفاق على اختيار المحاكم الأجنبية هل يعتبر قيداً على اختصاص المحاكم الأردنية أم لا؟
262 الفرع الثالث: مدى تقبل فكرة أن تتخلى المحاكم الأردنية عن اختصاصها لصالح محكمة أجنبية
265 الفصل الثاني: تنفيذ الأحكام الأجنبية في الأردن
266 المبحث الأول: التعريف بالحكم الأجنبي والمحكمة المختصة بنظر التنفيذ والإجراءات المتبعة أمامها
266 المطلب الأول: التعريف بالحكم الأجنبي
269 المطلب الثاني: المحكمة المختصة بالتنفيذ والإجراءات المتبعة أمامها
269 الفرع الأول: المحكمة المختصة بنظر دعوى إكساء الحكم الأجنبي صيغة التنفيذ
273 الفرع الثاني: الإجراءات المتبعة أمام المحكمة المختصة بنظر دعوى إكساء الحكم الأجنبي صيغة التنفيذ
276 المبحث الثاني: شروط تنفيذ الأحكام الأجنبية في الأردن
276 المطلب الأول: شروط تنفيذ الأحكام القضائية الأجنبية الصادرة عن قضاء دولة أجنبية
278 الفرع الأول: شرط المعاملة بالمثل
279 الفرع الثاني: أن تكون المحكمة الأجنبية التي أصدرت الحكم مختصة
282 الفرع الثالث: صحة تبليغ وتمثيل المحكوم عليه
284 الفرع الرابع: أن يكتسب الحكم الدرجة القطعية أو قوة الأمر المقضي بة
287 الفرع الخامس: ألا يخالف الحكم الأجنبي مقتضيات النظام العام أو الآداب العامة وألا يتم الحصول عليه بطريق الاحتيال
288 الفرع السادس: عدم تعارض الحكم الأجنبي مع حكم أردني سابق
289 المطلب الثاني: شروط تنفيذ أحكام المحكمين الأجنبية في الأردن
289 الفرع الأول: قابلية النزاع الذي فصل فيه حكم التحكيم للتحكيم في الأردن
290 الفرع الثاني: عدم تجاوز حكم التحكيم لاتفاق التحكيم
290 الفرع الثالث: صحة اتفاق التحكيم وصحة تشكيل هيئة التحكيم
291 المبحث الثالث: آثار تنفيذ الأحكام الأجنبية
292 المطلب الأول: اكتساب الحكم الأجنبي لحجية الأمر المقضي به في الأردن
294 المطلب الثاني: اكتساب الحكم الأجنبي القوة التنفيذية
295 المراجع

الكتب ذات العلاقة

القانون     الدولي المبسط في القانون الدولي الخاص
 
اضافة الكتاب الى سلة المشتريات
  الكمية:
حذف الكتاب:
   
   
 
 
انهاء التسوق
استمر بالتسوق
978992399525 :ISBN
المبسط في القانون الدولي الخاص :الكتاب
أ.د نور حمد الحجايا :المولف
0.800 :الوزن
17×24 :الحجم
ابيض :الورق
304 :الصفحات
2026 :السنة
مجلد :النوع
$20 :السعر
 
:المقدمة

يعد الإنسان كائناً اجتماعياً بطبعه، لا يستطيع العيش بمعزل عن جماعة، إذ إنه بمفرده لا يمكنه أن يفي كل حاجياته. فعيش الفرد في جماعة يستتبع دخوله مع غيره في معاملات، وبذلك تقوم بينه وبينهم علاقات، ومن أجل تنظيم تلك العلاقات برزت الحاجة إلى القانون، باعتباره الأداة التي تنظم تلك العلاقات، فعن طريقه يتم التوفيق بين المصالح المتعارضة. وبما أن مصالح وظروف الأفراد تختلف من مجتمع إلى آخر، فإنه من الطبيعي أن تختلف القواعد القانونية السارية في مجتمع معين عن تلك المطبقة في مجتمع آخر. والاختلاف بين تشريعات الدول المختلفة ما كنا لنحس به لولا سهولة انتقال الأشخاص والأموال عبر الحدود من دولة إلى أخرى. بمعنى أن الدول أُجبرت في الوقت الحاضر على التخفيف من التمسك من مبدأ إقليمية قوانينها، وأضحت تسمح لمحاكمها بتطبيق قوانين دول أجنبية، فلم يعد تطبيق القوانين الأجنبية فيه مساس بسيادة الدول. ويدعى الاختلاف بين القواعد المطبقة على الجماعات داخل المجتمعات المختلفة، بالتنازع الدولي للقوانين. ولا يقصد هنا بالتنازع بين القوانين التعارك فيما بينها، ليظفر أحدهم بحكم العلاقة القانونية محل النزاع، وإنما يقصد به المفاضلة بين القوانين المختلفة واختيار أنسبها لحكم العلاقة القانونية. وهذه المفاضلة يجريها المشرع عند صنع قاعدة التنازع مراعياً اختيار القانون الذي يرتبط بالعنصر الأساسي لتلك القاعدة، وقد يجريها أيضاً القاضي عندما يكون بصدد نزاع يتمسك أحد الخصوم بتطبيق قاعدة قانونية في دولة معينة، ويتمسك الخصم الآخر بتطبيق قاعدة قانونية في دولة مغايرة، بينما يتمسك القاضي بتطبيق القانون الذي تحدده قاعدة التنازع في دولته. ومن أجل إثبات أن التنازع الدولي للقوانين ليس تنازعاً بين سيادات الدول نضرب المثال التالي: لو أن إنجليزياً مقيماً في الأردن وأراد أن يشتري منزلاً في إيطاليا، فإن القاضي الأردني يكون متردداً في إخضاع أهلية الإنجليزي للقانون الإنجليزي أو للقانون الإيطالي أكثر من إخضاعها للقانون الأردني، وعليه فإن التنازع هنا هو تنازع بين الحلول المحتملة وليس تنازعاً بين الدول كدول، إذ إن كل من إنجلترا وإيطاليا غير مكترثة بمناقشة أمر هو في الأساس قضية أردنية مطروحة أمام القضاء الأردني. ولفض ذلك التنازع أظهر التاريخ عدة طرق، الطريقة الأولى تتمثل في حل التنازع من خلال الانطلاق من القانون ذاته لغاية تحديد نطاق تطبيقه، وهذه الطريقة يتم إعمالها بالنظر إلى موضوع الحال (أموال، شكل، تصرفات، أشخاص) وآثاره. فمثلاً العقود يحكمها مكان إبرامها، ويحكم العمل غير المشروع مكان وقوعه. والطريقة الثانية يعبر عنها بإقليمية القوانين، بمعنى أن قانون دولة معينة يطبق على إقليمها، وهذا الواقع غير مطلق وإنما يقيد ببعض الاستثناءات، مثل أن يحكم موطن الشخص حالته المدنية، أو يسمح بتطبيق القانون الأجنبي بالاستناد لمبدأ المجاملة الدولية. والطريقة الثالثة تتلخص بفكر الفقيه الإيطالي مانشيني الذي يرى أن الفرد لا يخضع إلا لقانون الدولة التي ينتمي إليها بجنسيته أينما كان. أما الطريقة الأخيرة فمضمونها تطبيق قانون الدولة الذي ترتبط به العلاقة القانونية أكثر من غيره، وهذا ما يسمى بمنهج قاعدة التنازع الذي عن طريقه يتم اختيار القانون الواجب التطبيق على النزاع من خلال إعمال ضابط التنازع، ففي مثالنا السابق فإن القانون الذي يحكم أهلية الإنجليزي المقيم في الأردن هو قانون جنسيته أي القانون الإنجليزي. ولا جدال في أن منهج قاعدة التنازع يعتبر من أهم المناهج التي ساهمت في حل مشكلة تنازع القوانين، لكن هذا المنهج ليس هو المنهج الوحيد لحل مشكلة التنازع الدولي للقوانين، وإنما يوجد هناك مناهج أخرى كمنهج قوانين البوليس أو منهج القواعد ذات التطبيق الضروري ومنهج القواعد المادية ساهمت أيضاً بدورها في حل تلك المشكلة، لذلك سنقوم في القسم الأول من هذا الكتاب بمعالجة المناهج الثلاثة التي طورها الفكر القانوني مبينين طبيعة العلاقة بينها، وما إذا كانت العلاقة بينها علاقة تعايش أم تنافس. ومن ثم سنقوم ببيان الجوانب التطبيقية لمنهاج قواعد التنازع في القانون الأردني، أما القسم الثاني فنتناول فيه الاختصاص القضائي الدولي للمحاكم الوطنية وتنفيذ الأحكام الأجنبية في المملكة الأردنية الهاشمية باعتبارهما من الموضوعات المهمة في القانون الدولي الخاص. وعند معالجة المواضيع الثلاثة التي أشرنا إليها أعلاه نكون قد عالجنا أهم موضوعات القانون الدولي الخاص الذي يقصد به مجموعة القواعد القانونية التي تنظم العلاقات الخاصة ذات الطابع الدولي، ولا يدخل في نطاق هذا الكتاب الموطن والجنسية ومركز الأجانب، فهذه الموضوعات ستكون موضوعاً لكتاب آخر في المستقبل إن شاء الله تعالى.

 
:الفهرس
 
:الكتب ذات العلاقة