القانون الدولي للبحار من القوانين المهمة في الوقت الحاضر. فالبحار تهم الدول جميعا، سواء أكانت ساحلة، أم غير ساحلية. والبحار مصدر ثراء للبشرية. إذا تعتمد غالبية الشعوب في مواردها الغذائية على ما تجود به البحار من مصادر مهمة بهذا الصدد. وتعد البحار أفضل وسائل النقل وأرخصها. لهذا فقد شهدت صناعة السفن البحرية تطورا كبيرا، فمن السفن الشراعية إلى تلك التي تسير على الطاقة النووية. كما اختلفت أساليب الصيد في الوقت الحاضر، وظهرت صناعة الأسماك الحديثة التي تجوب البحار.
وتتباين الدول في الموقع الجغرافي، والقدرة على استغلال البحار. فبعض الدول تمتلك سواحل كبيرة، قد لا تستطيع استثمارها، ودول متضررة في موقعها الجغرافي، وأخرى لا تملك منفذا على البحر، ولها القدرة على الاستثمار. ودول متقدمة تستطيع أن تستحوذ على مصادر الثروة البحرية، وأخرى غير قادرة على ذلك. والبحار نقطة التقاء جميع الدول، المتعارضة المصالح، والمختلفة الإيديولوجيات، والمعادية. وإزاء هذه التناقضات، كان لابد أن توضع قواعد قانونية دولية، تستطيع الدول بموجبها استثمار البحار لصالح البشرية بشكل جيد وعادل، وتتجنب المنازعات بين الدول.
ومن اجل ذلك، عقدت العديد من الاتفاقيات الدولية، لتنظيم حقوق الدول وواجباتها في البحار، وحددت الولاية الوطنية للدول على المناطق التي تتصل بسواحلها، ونظمت طرق الصيد وأساليبه وكميته. ففي عام 1958 عقدت أربع اتفاقيات دولية، لتنظيم البحر الإقليمي واستغلال البحار وحق المرور في الممرات الدولية، والصيد. وبالنظر للتطور الهائل في صناعة السفن والصيد وتصنيع الموارد الحية في البحار، تمكن المجتمع الدولي من عقد اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار عام 1982، بعد مسيرة طويلة من المفاوضات استمرت أكثر من عشرة سنوات. والتي بموجبها تم تحديد حقوق الدول وواجباتها في البحار.
وبالنظر إلى أن الدول العربية تقع على العديد من البحار الدولية المهمة، وتملك سواحل طويلة، وان البعض منها، دول نفطية تحتاج إلى نقل منتجاتها بوساطة السفن البحرية إلى دول العالم، ومد أنابيب النفط والغاز، والرغبة في استثمار البحار للصيد والتنقل، وشحن البضائع، فان المواطن العربي، بحاجة إلى المصادر العربية، ليطلع على هذا الجانب المهم من جوانب التنظيم الإنساني، ومعرفة حقوق الدول العربية والتزاماتها في البحار، والاستغلال الأمثل لها، بما يحقق مصالحنا الوطنية والقومية.
الصفحة | الموضوع |
9
|
المقدمة
|
|
الفصل الأول
|
|
التعريف بالقانون الدولي للبحار
|
14
|
المبحث الأول: تاريخ القانون الدولي للبحار
|
22
|
المبحث الثاني: تعريف القانون الدولي للبحار وخصائصه
|
31
|
المبحث الثالث: السفن
|
42
|
المبحث الرابع: مصادر القانون الدولي للبحار
|
51
|
المبحث الخامس: حماية البيئة البحرية
|
|
الفصل الثاني
|
|
أنواع الدول حسب مواقعها البحرية
|
58
|
المبحث الأول: الدولة الساحلية
|
63
|
المبحث الثاني: الدولة غير الساحلية
|
72
|
المبحث الثالث: الدول المتضررة جغرافيا
|
76
|
المبحث الرابع: الدولة الأرخبيلية
|
|
الفصل الثالث
|
|
المنطقة الاقتصادية الخالصة
|
88
|
المبحث الأول: المياه الداخلية
|
100
|
المبحث الثاني: البحر الإقليمي
|
107
|
المبحث الثالث: ولاية الدولة القانونية والقضائية على بحرها الإقليمي
|
123
|
المبحث الرابع: المنطقة المتاخمة
|
127
|
المبحث الخامس: ولاية الدولة الساحلية على المنطقة الاقتصادية الخالصة
|
137
|
المبحث السادس: الجرف القاري
|
|
الفصل الرابع
|
|
الممرات الدولية والخلجان والبحيرات
|
144
|
المبحث الأول: القنوات البحرية الدولية
|
150
|
المبحث الثاني: المضائق الدولية
|
166
|
المبحث الثالث: الخلجان
|
178
|
المبحث الرابع: البحيرات
|
186
|
المبحث الخامس: الممرات النهرية الدولية المتصلة بالبحار
|
|
الفصل الخامس
|
|
أنظمة المرور في البحار
|
194
|
المبحث الأول: المرور الحر
|
202
|
المبحث الثاني: المرور البريء
|
210
|
المبحث الثالث: المرور العابر
|
214
|
المبحث الرابع: المرور الضار
|
|
الفصل السادس
|
|
أعالي البحار وقاعها والسلطة الدولية لقاع البحار
|
226
|
المبحث الأول: أعالي البحار
|
239
|
المبحث الثاني: المنطقة الدولية
|
246
|
المبحث الثالث: السلطة الدولية لقاع البحار
|
|
الفصل السابع
|
|
تسوية المنازعات الدولية البحرية
|
270
|
المبحث الأول: طبيعة المنازعات الدولية البحرية
|
274
|
المبحث الثاني: الوسائل السلمية لتسوية المنازعات البحرية
|
279
|
المبحث الثالث: الوسائل القضائية لتسوية المنازعات البحرية
|
285
|
المبحث الرابع: المحكمة الدولية لقانون البحار
|
295
|
المبحث الخامس: دور المحاكم الوطنية بتسوية المنازعات البحرية الدولية
|
|