يسعى الإرشاد التربوي بطرقه الوقائية والنمائية والعلاجية لمساعدة الأفراد والجماعات على فهم السلوكات البشرية في المواقف الحياتية المختلفة، كما أن يحرص على تقديم خدمة متخصصة لجميع الأفراد والجماعات باختلاف مراحلهم العمرية بقصد مساعدتهم على التكيف النفسي والاجتماعي والصحي والمهني ليساعدهم على تكوين رؤية واقعية عن الحياة النفسية التي يعيشونها. والإرشاد كغيره من العلوم لا يستطيع أن يقوم دون الاستناد على نظريات لفهم السلوك البشري، ولوضع استراتيجيات علاجية لتعديل هذا السلوك. ولقد تعددت هذه النظريات بتعدد وجهات نظر أصحابها في فهمهم لأسباب وبواعث السلوك البشري السوي وغير السوي، واختلفوا تبعاً لذلك في وضع الاستراتيجيات العلاجية التي تتناسب مع تلك الأسباب. ولقد حاول المؤلفان جاهدين اختيار أكثر النظريات الإرشادية شيوعاً واستعمالاً لتضمينها في هذا الكتاب، بهدف إتاحة الفرص أمام المهتمين بموضوع الإرشاد التربوي والنفسي من طلبة جامعات وكليات مجتمع ومرشدين تربويين في المدارس للاطلاع عليها والاستفادة منها في مجال دراستهم وعملهم. ولقد تم تصنيف النظريات إلى سبعة تصنيفات رئيسة شملت الاتجاهات التحليلية والسلوكية والسلوكية المعرفية والواقعية والوجودية والانتقائية والظاهراتية. كما تم بحث عدد من النظريات المندرجة تحت كل تصنيف رئيس، حيث بلغ مجموع هذه النظريات ست عشرة نظرية. وأخيراً نأمل من القارئ الكريم أن يعذرنا إذا لاحظ قصوراً في هذا الكتاب، وسنكون شاكرين له إذا استطاع أن يزودنا بملاحظاته، لنتمكن من تحسينه في الطبعات القادمة، ونحن لا ندعي الكمال فالكمال لله تعالى والله من وراء القصد.