التحكيم التجاري الدولي-دراسة مقارنة

ISBN 9789957163389
الوزن 1.000
الحجم 17×24
الورق ابيض
الصفحات 400
السنة 2022
النوع مجلد

اصبح التحكيم في الوقت الحاضر اهم وسيلة يرغب المتعاملون في التجارة الدولية باللجوء اليها لحسم خلافاتهم الناتجة عن تعاملهم فلا يكاد يخلو عقد من عقود التجارة الدولية، من شرط يصار بموجبه الى اتباع التحكيم عند حدوث نزاع او خلاف يتعلق بتفسير او تنفيذ العقد المذكور، ذلك لان العقود الدولية تختلف عن العقود الخاصة بالتعامل الداخلي. حيث ان هذه الاخيرة تحكمها قواعد القانون الداخلي، اما العقود الدولية فتكون في الغالب بين اطراف تنتمي الى دول مختلفة، وتختلف قوانين تلك الدول في معالجة القضايا التي تطرح نتيجة الخلاف بين الاطراف، في الوقت الذي نجد فيه على الصعيد الدولي قواعد للتحكيم اصبحت معروفة ومتبعة من قبل التجار، والامر الاخر الذي جعل الاقبال شديدا على حسم المنازعات بالتحكيم، هو تجنب المتقاعدين عرض خلافاتهم لحسمها من قبل محاكم دولة الطرف الاخر لما في ذلك من تحمل لرسوم وتكاليف باهظة واستغراق وقت طويل، ولما يتضمنه الحكم القضائي من عنصر الاجبار والقسر في حالة عدم تنفيذه. ولهذا السبب نجد ان الطرفين يتذرعان بعدم معرفتهما بالنظام القانوني والقضائي لدولة الطرف الاخر، لكي يستبعدا عرض النزاع على القضاء الوطني والسبب الحقيقي في الغالب هو عدم الثقة بالنظام القضائي لدولة الطرف الاخر في العقد. يضاف الى ذلك ان التحكيم يستند في الاساس الى ارادة الطرفين، اللذين يختاران الاشخاص الذين يتولون مهمة التحكيم من بين المعرفون لديهم، وممن يتصفون بمعرفة نوعية التعامل التجاري الذي حدث النزاع بسببه، ومن المعروفين بحيادهم واستقلالهم. وللطرفين ايضا حرية اختيار مكان التحكيم، والقواعد الواجبة التطبيق على سير اجراءات التحكيم، وعلى موضوع النزاع. كل هذه الامور تجعل اطراف النزاع على ثقة من ان نزاعهما سوف تتم تسويته بشكل عادل وقانوني. الامر الذي يجعل تنفيذ القرار التحكيمي يتم في الغالب بشكل طوعي وليس قسرا وهذا ما يجعل العلاقة بين الطرفين مستمرة، والتعامل التجاري مستمرا بينهما دون ضغينة او قطيعة. وبانتشار التحكيم في مجال التجارة الدولية، وجدت مراكز للتحكيم ومؤسسات متخصصة بالتحكيم، اصبح لها مكانة دولية ونشاط واسع في تسوية مئات القضايا التي تعرض للتحكيم سنويا. وقد ساهمت المنظمات الدولية، والمؤسسات المعينة بالتحكيم، بوضع قواعد خاصة بالاجراءات التي تتبع في سير عملية التحكيم. كما اصدرت دول عديدة قوانين حديثة تعالج مسائل التحكيم الدولي، بعد ان كانت قوانينها، تقتصر على معالجة قضايا التحكيم الداخلي. ونتيجة لاهمية التحكيم في المجتمع الدولي، وضعت لجنة القانون التجاري الدولي التابعة للامم المتحدة، قواعد خاصة بالتحكيم سميت بقواعد التحكيم للجنة المذكورة، ووضعت هذه اللجنة كذلك قانونا سمى بالقانون النموذجي للتحكيم، يمكن للدول، ان تتخذه مصدرا ودليلا، لتطوير قوانينها الخاصة بالتحكيم. بحيث تجعلها منسجمة مع التطورات التي حصلت في هذا المجال على صعيد المعاملات التجارية الدولية. ومنذ بداية القرن العشرين عقدت عدة اتفاقيات جماعية وثنائية بين الدول لمعالجة مسائل التحكيم في العلاقات التجارية وكيفية تنفيذ القرارات التحكيمية. ولاهمية التحكيم في التجارة الدولية اصبحت تعقد المؤتمرات والندوات العلمية من اجله سنويا كما ان هناك عددا كبيرا من المجلات العلمية المتخصصة بالتحكيم ومتابعة اخر التطورات القضائية والفقهية تصدر في هذا المضمار. اما عن التحكيم في الدول العربية، فقد كان معروفا قبل بزوغ الاسلام وبعده ولكن بشكل يختلف بعض الشيء عن التحكيم في الوقت الحالي. وفي المجال الاقتصادي العربي نجد ان الدول العربية اصبحت قوة اقتصادية كبيرة بعد نيل استقلالها وسيطرتها على ثروتها الطبيعية وقيامها بتنفيذ خططها التنمويه، حيث حاولت في بادئ الامر ان تتجنب في علاقاتها التجارية مع الدول الاجنبية وضع شرط التحكيم في العقود، ولكن حرصها على تحقيق البناء الحضاري والحصول على التكنولوجيا الحديثة جعلها في نهاية المطاف تساير ما هو معمول به في التعامل التجاري الدولي وذلك بقبولها شرط التحكيم في تعاملها مع الدول الصناعية. اما في علاقات الدول العربية فيما بينها فان شرط التحكيم يجد مكانه في التعامل التجاري العربي ولهذا عقدت اتفاقيات عربية عديدة تعالج مسائل التحكيم وتنفيذ قراراته فيما بين الدول العربية. ولقد فكرت منذ زمن ليس بالقصير باعداد كتاب يبحث في مختلف جوانب التحكيم واخر التطورات التي حصلت بهذا الشان في المجالين القضائي والقانوني على الصعيدين الدولي والوطني. والامر الذي دفعني الى محاولة اعداد مثل هذا المؤلف، هو اطلاعي على مختلف القواعد التحكيمة، والذي وفر لي مثل هذه الفرصة، هو مساهمتي في اعمال لجنة القانون التجاري الدولي التابعة للامم المتحدة منذ عام 1980 بصفتي ممثلا للعراق في تلك اللجنه المعنية بالشؤون القانونية في التجاره الدولية . كذلك عملي لعدة سنوات،كأمين مساعد أول للجنه الاستشارية القانونية الاسيوية الافريقية واشرافي من خلالها على مراكز التحكيم التي انشأتها اللجنه المذكورة في كل من القاهرة وكولالمبور، الامر الذي اتاح لي مجالا واسعا للاطلاع على اعمال المراكز التحكيمية ومتابعة نشاطتها ، يضاف الى هذا اشتراكي في بعض مجالس التحكيم الدولية ومساهمتي في عدة مؤتمرات وندوات دولية نظمت لبحث ومناقشة مختلف مواضيع التحكيم التجاري الدولي. وبعد ان قمت بتدريس هذه الماده لعدة سنوات لطلبة الدراسات العليا في كلية القانون بجامعة بغداد،وجدت من المفيد ان أعد هذا الكتاب للقارئ العربي، لكي يكون له عونا في التعرف على مختلف جوانب التحكيم التجاري الدولي، ومعرفة دقائق الاحكام الخاصة به لما له من أهمية كبرى في تعامل الدول العربية مع الدول الصناعية ،افراد ومؤسسات، حيث تتمسك هذه الأخيرة بوضع شرط التحكيم عند تعاقدها مع الدول الاخرى وبالاخص مع الدول النامية. ارتأينا في دراستنا هذه البحث عن التحكيم التجاري الدولي. التعرف أولا على أهمية التحكيم من خلال الاتفاقيات الدولية والاقليمية العربية والاجنبية التي عقدت في هذا المجال، ثم درسنا احكام التحكيم منذ اتفاق الطرفين المتعاقدين على اتباعه لحسم خلافاتهم، لحين اصدار القرار التحكيمي وتنفيذه او الطعن فيه، ولم تقتصر دراستنا على احكام التحكيم التجاري الدولي ، بل شملت التحكيم بوجه عام،وذلك لان التحكيم الدولي قد يخضع لاحكام القانون المحلي سواء أكان ذلك بالنسبة للاجراءات او للقانون الذي يطبق على موضوع النزاع. كما ان تنفيذ القرار التحكيمي يخضع في الغالب للقواعد الاجرئية القانون البلد المراد تنفيذ القرار فيه. حاولنا ان تكون هذه الدراسة مستندة على الواقع النظري والعملي ولم نهمل الاشارة الى الاحكام التي وردت في مختلف القوانين الاجنبية والعربية، كما خصصنا الباب الاخير للتعرف على موقف الدول العربية وتشريعاتها من التحكيم التجاري الدولي وانتهينا بالتعرف على موقف العراق من ذلك. اردنا ان نجمع في هذا الكتاب كافة جوانب التحكيم التجاري الدولي، ولكن الكمال لله وحده. وان ما نرجوه ان يكون ذا فائدة للعاملين في حقل العقود التجارية الدولية والمعنيين في شؤون التحكيم.

الصفحةالموضوع
5 المقدمة
الباب التمهيدي
13 الفصل الاول:تعريف التحكيم
16 الفصل الثاني:مزايا التحكيم
18 الفصل الثالث:اهم المؤسسات التحكيمية في العالم
الباب الاول
29 الفصل الاول:الاهتمام بالتحكيم في نطاق التجارة الدولية
30 المبحث الاول:البروتوكول المتعلق بشروط التحكيم (جنيف 1923)واتفاقية تنفيذ احكام التحكيم الاجنبية (جنيف 1927)
34 المبحث الثاني:اتفاقية الاعتراف وتنفيذ احكام التحكيم الاجنبية (نيويورك 1958)
48 المبحث الثالث:الاتفاقية الاوروبية للتحكيم التجاري الدولي(1961)
56 المبحث الرابع:اتفاقية واشنطن لتسوية المنازعات المتعلقة بالاستثمارات بين الدول ومواطني الدول الاخرى لعام 1965
67 الفصل الثاني:الاتفاقيات الاقليمية
68 المبحث الاول:انفاقية موسكو لعام 1972
70 المبحث الثاني:اتفاقية تنفيذ الاحكام لجامعة الدول العربية لعام 1952
75 المبحث الثالث:الاتفاقية الموحدة لاستثمار رؤوس الاموال العربية في الدول العربية لعام 1981
80 المبحث الرابع:اتفاقية الرياض العربية للتعاون القضائي لعام 1983
85 المبحث الخامس:الاتفاقية العربية للتحكيم التجاري لعام 1987
97 الفصل الثالث:متى يعتبر التحكيم دوليا؟
98 المبحث الاول:معيار التفرقة بين التحكيم الوطني والاجنبي والدولي
100 المبحث الثاني:المعيار الحديث لدولية التحكيم
الباب الثاني
109 الفصل الاول:اتفاق التحكيم
115 المبحث الاول:الاهلية اللازمة لعقد الاتفاق
122 المبحث الثاني:الرضا
125 المبحث الثالث:محل التحكيم
135 الفصل الثاني:اختيار المحكمين
136 المبحث الاول:اختيار المحكمين في التحكيم الخاص
141 المبحث الثاني:الختيار المحكمين في التحكيم المنظم
150 المبحث الثالث:الشروط الواجب توفرها في المحكم
155 المبحث الرابع:مكان التحكيم
161 الفصل الثالث:قانون التحكيم
162 المبحث الاول:القانون الواجب التطبيق على اجراءات التحكيم
171 المبحث الثاني:احترام حق الدفاع ومعاملة الاطراف على قدم المساواة
174 المبحث الثالث:احترام قواعد النظام العام
179 الفصل الرابع:القانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع
183 المبحث الاول:كيفية اختيار قواعد القانون الدولي الخاص على التحكيم
189 المبحث الثاني:القانون الواجب التطبيق وفقا لنصوص الاتفاقيات وقواعد التحكيم الدولي
199 الفصل الخامس:استقلالية شرط التحكيم
202 المبحث الاول:مبدا استقلالية شرط التحكيم كما ورد في القرارات القضائية والنصوص القانونية وقواعد التحكيم الدولي
212 المبحث الثاني:شرط التحكيم المعتل
217 المبحث الثالث:اثر اتفاق التحكيم بالنسبة للغير
227 الفصل السادس:عقد التحكيم
230 المبحث الاول:اثار عقد التحكيم
236 المبحث الثاني:انقضاء عقد التحكيم
الباب الثالث
249 الفصل الاول:السير في اجراءات التحكيم
250 المبحث الاول:الاجراءات المتبعة في حالة التحكيم الخاص
258 المبحث الثاني:الاجراءات المتبعة في حالة التحكيم المنظم(المؤسسي)
276 المبحث الثالث:تدخل القاضي اثناء اجراءات التحكيم
292 المبحث الرابع:ايقاف اجراءات التحكيم وانقطاعها
299 الفصل الثاني:اصدار القرار التحكيمي ومحتوياته
301 المبحث الاول:المداولة
304 المبحث الثاني:شكل القرار التحكيمي وشروط اصداره
309 المبحث الثالث:انواع القرارات التحكيمي
313 المبحث الرابع:محتويات القرار التحكيمي
343 الفصل الثالث:اثار القرار التحكيمي
345 المبحث الاول:اثار القرار بالنسبة لطرفي النزاع
348 المبحث الثاني:اثار القرار التحكيمي بالنسبة للمحكم
353 الفصل الرابع:تنفيذ القرار التحكيمي
355 المبحث الاول:تنفيذ قرارات التحكيم الوطنية
359 المبحث الثاني:تنفيذ قرارات الاجنبية
369 المبحث الثالث:رفض تنفيذ القرار التحكيمي
387 الفصل الخامس:الطعن في القرار التحكيمي
388 المبحث الاول:الطعن في القرار التحكيمي طبقا لقواعد التحكيم الدولية
392 المبحث الثاني:الطعن في القرار التحكيمي طبقا لنصوص الاتفاقيات الدولية
394 المبحث الثالث:الطعن بالقرار التحكيمي طبقا للقوانين الوطنية
414 المبحث الرابع:اسباب الطعن في قرار التحكيم
الباب الربع
419 الفصل الاول:موقف الدول العربية من التحكيم التجاري الدولي
428 المبحث الاول:الدول العربية والاتفاقيات الدولية الخاصة بالتحكيم التجاري
430 المبحث الثاني:الاتفاقيات الخاصة بالتحكيم التجاري بين الدول العربية
431 المبحث الثالث:التشريعات العربية والتحكيم التجاري الدولي
441 الفصل الثاني:موقف العراق من التحكيم التجاري الدولي
453 المراجع
475 فهرس المحتويات

الكتب ذات العلاقة

كتب المؤلف

القانون     التحكيم والمنازعات التحكيم التجاري الدولي-دراسة مقارنة
 
اضافة الكتاب الى سلة المشتريات
  الكمية:
حذف الكتاب:
   
   
 
 
انهاء التسوق
استمر بالتسوق
9789957163389 :ISBN
التحكيم التجاري الدولي-دراسة مقارنة :الكتاب
أ.د فوزي محمد سامي :المولف
1.000 :الوزن
17×24 :الحجم
ابيض :الورق
400 :الصفحات
2022 :السنة
مجلد :النوع
$30 :السعر
 
:المقدمة

اصبح التحكيم في الوقت الحاضر اهم وسيلة يرغب المتعاملون في التجارة الدولية باللجوء اليها لحسم خلافاتهم الناتجة عن تعاملهم فلا يكاد يخلو عقد من عقود التجارة الدولية، من شرط يصار بموجبه الى اتباع التحكيم عند حدوث نزاع او خلاف يتعلق بتفسير او تنفيذ العقد المذكور، ذلك لان العقود الدولية تختلف عن العقود الخاصة بالتعامل الداخلي. حيث ان هذه الاخيرة تحكمها قواعد القانون الداخلي، اما العقود الدولية فتكون في الغالب بين اطراف تنتمي الى دول مختلفة، وتختلف قوانين تلك الدول في معالجة القضايا التي تطرح نتيجة الخلاف بين الاطراف، في الوقت الذي نجد فيه على الصعيد الدولي قواعد للتحكيم اصبحت معروفة ومتبعة من قبل التجار، والامر الاخر الذي جعل الاقبال شديدا على حسم المنازعات بالتحكيم، هو تجنب المتقاعدين عرض خلافاتهم لحسمها من قبل محاكم دولة الطرف الاخر لما في ذلك من تحمل لرسوم وتكاليف باهظة واستغراق وقت طويل، ولما يتضمنه الحكم القضائي من عنصر الاجبار والقسر في حالة عدم تنفيذه. ولهذا السبب نجد ان الطرفين يتذرعان بعدم معرفتهما بالنظام القانوني والقضائي لدولة الطرف الاخر، لكي يستبعدا عرض النزاع على القضاء الوطني والسبب الحقيقي في الغالب هو عدم الثقة بالنظام القضائي لدولة الطرف الاخر في العقد. يضاف الى ذلك ان التحكيم يستند في الاساس الى ارادة الطرفين، اللذين يختاران الاشخاص الذين يتولون مهمة التحكيم من بين المعرفون لديهم، وممن يتصفون بمعرفة نوعية التعامل التجاري الذي حدث النزاع بسببه، ومن المعروفين بحيادهم واستقلالهم. وللطرفين ايضا حرية اختيار مكان التحكيم، والقواعد الواجبة التطبيق على سير اجراءات التحكيم، وعلى موضوع النزاع. كل هذه الامور تجعل اطراف النزاع على ثقة من ان نزاعهما سوف تتم تسويته بشكل عادل وقانوني. الامر الذي يجعل تنفيذ القرار التحكيمي يتم في الغالب بشكل طوعي وليس قسرا وهذا ما يجعل العلاقة بين الطرفين مستمرة، والتعامل التجاري مستمرا بينهما دون ضغينة او قطيعة. وبانتشار التحكيم في مجال التجارة الدولية، وجدت مراكز للتحكيم ومؤسسات متخصصة بالتحكيم، اصبح لها مكانة دولية ونشاط واسع في تسوية مئات القضايا التي تعرض للتحكيم سنويا. وقد ساهمت المنظمات الدولية، والمؤسسات المعينة بالتحكيم، بوضع قواعد خاصة بالاجراءات التي تتبع في سير عملية التحكيم. كما اصدرت دول عديدة قوانين حديثة تعالج مسائل التحكيم الدولي، بعد ان كانت قوانينها، تقتصر على معالجة قضايا التحكيم الداخلي. ونتيجة لاهمية التحكيم في المجتمع الدولي، وضعت لجنة القانون التجاري الدولي التابعة للامم المتحدة، قواعد خاصة بالتحكيم سميت بقواعد التحكيم للجنة المذكورة، ووضعت هذه اللجنة كذلك قانونا سمى بالقانون النموذجي للتحكيم، يمكن للدول، ان تتخذه مصدرا ودليلا، لتطوير قوانينها الخاصة بالتحكيم. بحيث تجعلها منسجمة مع التطورات التي حصلت في هذا المجال على صعيد المعاملات التجارية الدولية. ومنذ بداية القرن العشرين عقدت عدة اتفاقيات جماعية وثنائية بين الدول لمعالجة مسائل التحكيم في العلاقات التجارية وكيفية تنفيذ القرارات التحكيمية. ولاهمية التحكيم في التجارة الدولية اصبحت تعقد المؤتمرات والندوات العلمية من اجله سنويا كما ان هناك عددا كبيرا من المجلات العلمية المتخصصة بالتحكيم ومتابعة اخر التطورات القضائية والفقهية تصدر في هذا المضمار. اما عن التحكيم في الدول العربية، فقد كان معروفا قبل بزوغ الاسلام وبعده ولكن بشكل يختلف بعض الشيء عن التحكيم في الوقت الحالي. وفي المجال الاقتصادي العربي نجد ان الدول العربية اصبحت قوة اقتصادية كبيرة بعد نيل استقلالها وسيطرتها على ثروتها الطبيعية وقيامها بتنفيذ خططها التنمويه، حيث حاولت في بادئ الامر ان تتجنب في علاقاتها التجارية مع الدول الاجنبية وضع شرط التحكيم في العقود، ولكن حرصها على تحقيق البناء الحضاري والحصول على التكنولوجيا الحديثة جعلها في نهاية المطاف تساير ما هو معمول به في التعامل التجاري الدولي وذلك بقبولها شرط التحكيم في تعاملها مع الدول الصناعية. اما في علاقات الدول العربية فيما بينها فان شرط التحكيم يجد مكانه في التعامل التجاري العربي ولهذا عقدت اتفاقيات عربية عديدة تعالج مسائل التحكيم وتنفيذ قراراته فيما بين الدول العربية. ولقد فكرت منذ زمن ليس بالقصير باعداد كتاب يبحث في مختلف جوانب التحكيم واخر التطورات التي حصلت بهذا الشان في المجالين القضائي والقانوني على الصعيدين الدولي والوطني. والامر الذي دفعني الى محاولة اعداد مثل هذا المؤلف، هو اطلاعي على مختلف القواعد التحكيمة، والذي وفر لي مثل هذه الفرصة، هو مساهمتي في اعمال لجنة القانون التجاري الدولي التابعة للامم المتحدة منذ عام 1980 بصفتي ممثلا للعراق في تلك اللجنه المعنية بالشؤون القانونية في التجاره الدولية . كذلك عملي لعدة سنوات،كأمين مساعد أول للجنه الاستشارية القانونية الاسيوية الافريقية واشرافي من خلالها على مراكز التحكيم التي انشأتها اللجنه المذكورة في كل من القاهرة وكولالمبور، الامر الذي اتاح لي مجالا واسعا للاطلاع على اعمال المراكز التحكيمية ومتابعة نشاطتها ، يضاف الى هذا اشتراكي في بعض مجالس التحكيم الدولية ومساهمتي في عدة مؤتمرات وندوات دولية نظمت لبحث ومناقشة مختلف مواضيع التحكيم التجاري الدولي. وبعد ان قمت بتدريس هذه الماده لعدة سنوات لطلبة الدراسات العليا في كلية القانون بجامعة بغداد،وجدت من المفيد ان أعد هذا الكتاب للقارئ العربي، لكي يكون له عونا في التعرف على مختلف جوانب التحكيم التجاري الدولي، ومعرفة دقائق الاحكام الخاصة به لما له من أهمية كبرى في تعامل الدول العربية مع الدول الصناعية ،افراد ومؤسسات، حيث تتمسك هذه الأخيرة بوضع شرط التحكيم عند تعاقدها مع الدول الاخرى وبالاخص مع الدول النامية. ارتأينا في دراستنا هذه البحث عن التحكيم التجاري الدولي. التعرف أولا على أهمية التحكيم من خلال الاتفاقيات الدولية والاقليمية العربية والاجنبية التي عقدت في هذا المجال، ثم درسنا احكام التحكيم منذ اتفاق الطرفين المتعاقدين على اتباعه لحسم خلافاتهم، لحين اصدار القرار التحكيمي وتنفيذه او الطعن فيه، ولم تقتصر دراستنا على احكام التحكيم التجاري الدولي ، بل شملت التحكيم بوجه عام،وذلك لان التحكيم الدولي قد يخضع لاحكام القانون المحلي سواء أكان ذلك بالنسبة للاجراءات او للقانون الذي يطبق على موضوع النزاع. كما ان تنفيذ القرار التحكيمي يخضع في الغالب للقواعد الاجرئية القانون البلد المراد تنفيذ القرار فيه. حاولنا ان تكون هذه الدراسة مستندة على الواقع النظري والعملي ولم نهمل الاشارة الى الاحكام التي وردت في مختلف القوانين الاجنبية والعربية، كما خصصنا الباب الاخير للتعرف على موقف الدول العربية وتشريعاتها من التحكيم التجاري الدولي وانتهينا بالتعرف على موقف العراق من ذلك. اردنا ان نجمع في هذا الكتاب كافة جوانب التحكيم التجاري الدولي، ولكن الكمال لله وحده. وان ما نرجوه ان يكون ذا فائدة للعاملين في حقل العقود التجارية الدولية والمعنيين في شؤون التحكيم.

 
:الفهرس
 
:الكتب ذات العلاقة
 
:كتب المؤلف