الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض، وجعل الظلمات والنور، خلق الإنسان من طين ثم جعله فسله من سلالة من ماء معين، شرف آدم أباً للبشر بخلقه بيديه ونفخ فيه من روحه، وكرم ذريته فصورهم في الأرحام في أجمل صورة وخلقهم في أحسن تقويم ورزقهم من الطيبات وفضلهم على الكثير من المخلوقات وزودهم بالعقل ليعرفوه وأمدهم بالنعم ليذكروه ويشكروه. (اللهم اجعلنا من الذاكرين الشاكرين اللهم آمين). لقد أنعم الله (سبحانه وتعالى) على الإنسان بمجموعة من الأنظمة والأجهزة الحسية لمساعدته على الإحساس بالمثيرات من حوله، وإدراك وفهم ما يحيط به والتكيف مع البيئة بمتغيراتها الاجتماعية والمادية المختلفة، وتمثل حاسة السمع المرتبة الأولى من حيث الأهمية من بين تلك الحواس، ويؤيد ذلك تأكيد الله ــ سبحانه وتعالى ــ على السمع في أكثر من مائة وثمانين موضعاً في القرآن الكريم، كما أن أغلب الآيات التي يقترن فيها السمع والبصر نجد أن السمع قدم على البصر . أخذت المجتمعات في عالمنا المعاصر العناية بذوي الإعاقة السمعية ومساعدتهم والأخذ بيدهم للتخفيف من المعاناة التي يعانون منها، وبذلت الهيئات والمنظمات الإنسانية جهوداً مكثفة في سبيل الحد من الإعاقة وتوفير الظروف الأكثر صحة. ومما لاشك فيه بأن المعاق قد انتقل من حالة العالة الى حالة اللاإعالة، وقد دأبت الدول المتحضرة على تطوير هذا الاتجاه شيئاً فشيئاً، بهدف الحد من مشكلة المعاقين سمعياً وتصويب مسارهم ليكونوا من بناة المجتمع العاملين المفيدين.