تعليم التفكير

ISBN 9789957169077
الوزن 0.800
الحجم 17×24
الورق ابيض
الصفحات 424
السنة 2016
النوع مجلد

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وعلى إخوانه الأنبياء والمرسلين وآل بيته الطيبين وأصحابه الطاهرين وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين وعلى من سار على هداهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد: يعاني التعليم في بعض البيئات التعليمية من سيطرة التعليم النظري التقليدي القائم على فلسفة التلقين، وأن المعلم هو المصدر الأول للمعرفة، وقد يكون هذا ليس عيب التعليم نفسه بقدر ما هو مشكلة في مستوى التنفيذ من قبل المعلمين والتي قد يعود سببها إلى عدم الجدية في العمل. ويظهر هذا الخلل بشكل واضح من خلال تربية الطلبة على العقلية المغلقة، وحصر دورهم فقط في مجرد التلقي والتنفيذ، وبالتالي يُحرم الطالب من واحدة تُعد من أعظم النعم التي وهبها له الخالق سبحانه وتعالى وهي نعمة التفكير. هذا وتعد التربية وسيلة المجتمع في تحقيق شخصية الفرد وتنمية قدراته وتهذيب ميوله واتجاهاته وصقل فطرته حتى يصبح قادراً على مواجهة التحديات والتطورات التي تواجه المجتمع، إذ يقع على عاتق المؤسسات التربوية إعداد طلاب قادرين على النقد وحرية التعبير في مواجهة التحديات التي فرضتها طبيعة الحياة المعاصرة التي نعيشها في الوقت الحاضر خاصة عندما تكون قدرة الطلبة على أداء المهمات التعليمية محدودة بسب ضعف مهاراتهم أو لأي سببٍ كان. عزيزي القارئ: لقد حظي موضوع التفكير باهتمام العديد من الباحثين والمربين، حتى بات من أكثر الموضوعات دراسة وبحثاً في مجال علم النفس التربوي. ولقد عنيت جميع المدارس الفلسفية والفكرية والتربوية بتنمية الفكر والتفكير، لما لها من آثار إيجابية واضحة، ودور فاعل في تحسين تفكير الطلبة، وتوسيع آفاقهم، وتحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة خلال العملية التعليمية،كما أنها يمكن أن يكون لها دور أساسي في توفير جو من الإبداع الذي يعد الأداة الرئيسة للإنسان المعاصر في مواجهة المشكلات الحياتية المختلفة وتحديات المستقبل. إن التغيير في أنماط السلوك والقناعات والخبرات يعتمد في كل الأحيان على ما يتعلمه الفرد في حياته، فمنذ أن يُخلق الإنسان وهو يتَعَلم ويُعَلِم ويبقى كذلك حتى لحظة انتهاء الأجل. وعند محاولة الإنسان توجيه ذاته من نفسه أو من قبل الآخرين تبدأ عملية التعديل والتعلم والنمو تؤثر في شخصيته، وهي بالمحصلة مخرجات لإستراتيجيات التعلم والتعليم التي يمر بها. حيث يرى كوستا (2004) التفكير بأنه "المعالجة العقلية للمدخلات الحسية بهدف تشكيل الأفكار من أجل إدراك المثيرات الحسية والحكم عليها". كما يوصف التفكير بأنه شكل من أشكال السلوك الإنساني، وأعقدها، ويعد من أهم الخصائص التي تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات، وهذا التميز ناتج عن تركيب الدماغ لديه وتعقيده مقارنة مع تركيبه البسيط عند الحيوان. والتفكير نشاط داخلي يختلف من حيث نوعيته وطبيعته فمنه ما هو بسيط ومباشر ومنه ما هو معقد، لذا فالأفراد يختلفون فيما بينهم بأساليب تفكيرهم، وأنماطهم المعرفية، ويتعدد النشاط الفكري ليشمل أنواعاً عديدة. ويشير هيسون (Hesson,2000) إلى أن التفكير من أكثر الظواهر التي نعرفها إثارة، حيث إن الأفراد ومنذ سن الطفولة، يدركون بسرعة بأننا نفكر، وأن لديهم سرعة البديهة لإبداء آرائهم حول ما نفعله عندما نفكر. ويؤكد أننا نفكر، ونمارس عملية التفكير، حتى لو كنا لا نريد ذلك، كما أننا لا نستطيع التوقف عن التفكير. وبذلك أصبحت الحاجة كبيرة لإحداث تغيير كلي في نظام التدريس لمواجهة متطلبات القرن الحادي والعشرين، فالبرغم من أن نجاح العملية التعليمية التعلمية يتوقف على كثير من العوامل المهمة، كالمناهج الدراسية والإمكانات، والوسائل المادية اللازمة لعملية التدريس والظروف الاجتماعية والبيئة المحيطة بالطلبة إلا أن الباحثين في التربية العملية يؤكدون أن السلوك التعليمي للمعلم وممارسته التدريسية الفعلية التي يتم بها تنظيم الخبرات واستخدام البرامج والنشاطات العملية هي من أهم العوامل التي تحدد مدى النجاح في تحقيق الأهداف التدريسية والتربوية للمناهج المختلفة. حيث يقوم المعلم بتعويض النقص في المناهج والكتب والأنشطة والتمارين من خلال مرونته وقدرته على التفاعل والتكيف مع الطلبة واستعماله لمدى واسع من الطرائق والإستراتيجيات التدريسية التي تتلاءم مع حاجات الطلبة المختلفة، وتنمي مهارات التفكير وفهم المفاهيم العلمية لديهم.

الصفحةالموضوع
14 المقدمة
الفصل الأول
مفاهيم تعليم التفكير
21 تمهيد
23 تعريف التفكير
29 مستويات التفكير
29 أولاً: التفكير الأساسي
29 ثانياً: التفكير العالي أو المركب
29 أنماط التفكير
34 خصائص التفكير
36 تصنيف مهارات التفكير
36 أولاً: تصنيف فيشر
37 ثانياً: تصنيف ستيرنبرج
42 أهمية تعليم التفكير
42 الاتجاهات النظرية لتعليم التفكير
43 مبررات تعليم التفكير
44 أهداف تعليم التفكير
45 طرق تعليم التفكير
46 أساليب تعليم التفكير
46 أولاً: تدريس التفكير كمنهج مستقل
47 ثانياً: تدريس التفكير ضمن المناهج العادية
48 تعليم مهارات التفكير
49 مراحل تدريس مهارات التفكير
50 برامج تعليم التفكير
51 كيفية تحقيق عملية التدريس بفعالية
51 مفهوم الدافعية
53 أقسام الدافعية
58 نظريات الدافعية
62 علاقة الدافعية بالتعلم
62 العوامل المسببة لدافعية الإنجاز عند أتكنسون
63 أهمية الشخصية
64 تعريف الشخصية
65 أنماط الشخصية
الفصل الثاني
التفكير الإبداعي
73 تمهيد
78 النظريات العامة المفسرة للإبداع
79 النظريات المعرفية التي حاولت تفسير الإبداع، والتفكير الإبداعي
82 جوانب الإبداع
83 مراحل العملية الإبداعية
85 مهارات التفكير الإبداعي
85 أولاً: الطلاقة
86 ثانياً: المرونة
87 ثالثاً: الأصالة
87 رابعاً: الحساسية للمشكلات
87 خامساً: التفاصيل
88 إدراك الموهبة الإبداعية واكتشافها
90 سمات المفكر المبدع
91 التدريب على التفكير الإبداعي
الفصل الثالث
التفكير الناقد
95 تمهيد
97 تعريف التفكير الناقد
100 ماهية التفكير الناقد
100 خصائص المفكر الناقد
102 مراحل التفكير الناقد
104 مهارات التفكير الناقد
108 استراتيجيات تعليم التفكير الناقد
108 أولاً: استراتيجية مكفرلاند
109 ثانياً: استراتيجية أورايلي
109 ثالثاً: استراتيجية مونرو وسلاتر
109 رابعاً: استراتيجية سميث
110 خامساً: الاستراتيجية الاستنتاجية لتطوير قدرة التفكير الناقد لباير
111 تعليم التفكير الناقد وأهميته
117 خصائص التفكير الناقد ومحدداته
119 مراحل تعليم التفكير الناقد
120 أهمية تعليم التفكير الناقد
124 مقارنة بين التعلم التقليدي والتعلم الذاتي
125 المشكلات التي تعترض تعليم مهارات التفكير الناقد
126 قياس التفكير الناقد
127 الدراسات السابقة
127 أولاً: الدراسات العربية
130 ثانياً: الدراسات الأجنبية
الفصل الرابع
حل المشكلات الإبداعي (CPS)
135 تمهيد
135 مفهوم حل المشكلات الإبداعي
143 مكونات نموذج حلّ المشكلات الإبداعي
146 أولاً: فهم المشكلة
147 ثانياً: توليد الأفكار
147 ثالثاً: التخطيط للتنفيذ
152 العصف الذهني
152 أولاً: أهمية العصف الذهني
154 ثانياً: مبادئ العصف الذهني وقواعده
155 ثالثاً: صور العصف الذهني
156 رابعاً: صور العصف الذهني
157 خامساً: إجراءات التدريس باستخدام العصف الذهني
159 سادساً: معوقات العصف الذهني ومشاكله
161 نظرية تريز للحل الإبداعي للمشكلات
161 أولاً: ماهية نظرية تريز
162 ثانياً: تاريخ تطور نظرية تريز
164 ثالثاً: الافتراضات الأساسية في تريز
165 رابعاً: منهجية نظرية تريز في حل المشكلات
166 خامساً: مستويات الحلول الإبداعية
168 سادسا: الإستراتيجيات الإبداعية لنظرية تريز
الفصل الخامس
مهارة اتخاذ القرار
173 تمهيد
175 مفهوم اتخاذ القرار
177 نظريات في عملية اتخاذ القرار
177 أولاً: نظرية العقلانية المحدودة
178 ثانياً: النظرية العقلانية
178 ثالثاً: النظرية النفسية لاتخاذ القرار
180 خصائص عملية اتخاذ القرار
182 أساليب اتخاذ القرار
183 تصنيف مواقف اتخاذ القرار
183 أولاً: قرارات مبرمجة وقرارات غير مبرمجة
185 ثانياً: القرارات الإستراتيجية والقرارات التكتيكية
186 ثالثاً: القرارات الفردية والقرارات الجماعية
189 مراحل اتخاذ القرار
190 تصنيف القرارات وإستراتيجيتها
192 نظرية المواهب المتعددة واتخاذ القرار
الفصل السادس
التفكير عالي الرتبة
197 تمهيد
198 الاتجاهات النظرية للتفكير عالي الرتبة
198 أولاً: الاتجاهات التطورية
201 ثانياً: الاتجاهات الإجرائية
203 تعليم التفكير عالي الرتبة للطلبة الموهوبين
204 الدراسات التي تناولت استخدام التفكير عالي الرتبة في تعليم التفكير للطلبة الموهوبين
204 أولاً: الدراسات التي تناولت التفكير عالي الرتبة وعلاقاع بمتغيرات أخرى
208 ثانياً: الدراسات التي تناولت التفكير عالي الرتبة وعلاقته بالتفكير الناقد والإبداعي
الفصل السابع
استخدام إستراتيجيات عادات العقل في تعليم التفكير
215 تمهيد
216 مفهوم عادات العقل
217 الفرضيات النظرية التي استندت عليها عادات العقل
218 المناهج التي تبنت عادات العقل
219 أبعاد التعلم وفق عادات العقل
219 أولاً: اتجاهات وإدراكات إيجابية عن التعلم
220 ثانياً: تكامل المعرفة
220 ثالثاً: تعميق المعرفة وصقلها
221 رابعاً: استخدام المعرفة استخداماً ذا معنى
221 خامساً: عادات العقل المنتجة
222 استراتيجيات عادات العقل
224 تعليم عادات العقل للطلبة الموهوبين
230 أولاً: الصمت
232 ثانياً: التعاطف والمرونة
232 ثالثاً: القبول من غير إصدار أحكام
234 رابعاً: إيجاد بيئة تعليمية غنية بالمثيرات (توفر البيانات للطلبة)
234 خامساً: التوضيح
235 سادساً: تعريض الطلاب إلى مشكلات تتحدى قدراتهم التفكيرية
الفصل الثامن
تعليم التفكير من خلال نظرية الذكاءات المتعددة
245 تمهيد
247 جذور نظرية الذكاءات المتعددة
248 الذكاء من وجهة نظر جاردنر
249 المسلَّمات العلمية لنظرية الذكاءات المتعددة
250 نقاط مفتاحية في نظرية الذكاءات المتعددة
251 عوامل نمو الذكاءات المتعددة
252 المحكات التي استند إليها جاردنر في تحديد أنواع الذكاءات المتعددة
253 المقارنة بين النظرة التقليدية للذكاء ونظرية الذكاءات المتعددة
253 أولاً: الذكاء من وجهة النظر التقليدية
254 ثانياً: الذكاء من وجهة نظر نظرية الذكاءات المتعددة
255 أنواع الذكاءات المتعددة
255 أولاً: الذكاء اللفظي ــ اللغوي
256 ثانياً: الذكاء المنطقي ــ الرياضي
258 ثالثاً: الذكاء البصري ــ المكاني
260 رابعاً: الذكاء البدني ــ الحركي
261 خامساً: الذكاء الموسيقي ــ الإيقاعي
262 سادساً: الذكاء الشخصي ــ الداخلي
263 سابعاً: الذكاء الشخصي ــ الخارجي
264 ثامناً: الذكاء الطبيعي
265 تاسعاً: الذكاء الوجودي
266 عاشراً: الذكاء العاطفي
281 المضامين التربوية لنظرية الذكاءات المتعددة
284 نظرية الذكاءات المتعددة وتطبيقاتها التربوية للموهوبين
285 إستراتيجيات لتحسين عملية التعلم في ضوء نظرية الذكاءات المتعددة
287 استخدام نظرية الذكاءات المتعددة في تدريس الموهوبين ذوي صعوبات التعلم
289 دراسات تناولت استخدام نظرية الذكاءات المتعددة مع الطلبة الموهوبين
الفصل التاسع
برامج عالمية في تعليم التفكير
317 تمهيد
317 القبعات الست
318 أولاً: ألوان القبعات الست
320 ثانياً: لماذا القبعات؟
321 ثالثاً: ما فوائد هذا البرنامج؟
324 برنامج الكورت لتعليم التفكير
325 أولاً: أهداف برنامج كورت
334 ثانياً: دراسات تناولت برنامج الكورت
340 برنامج ليبمان لتعليم التفكير
341 أولاً: مهارات البرنامج
341 ثانياً: أهم المفاهيم الواردة في برنامج ليبمان
344 برنامج سكامبر كنموذج للتفكير الإبداعي
344 أولاً: مفهوم برنامج سكامبر
345 ثانياً: فلسفة برنامج سكامبر
346 ثالثاً: أهداف برنامج سكامبر
346 رابعاً: الأدوات العشر لبرنامج سكامبر
349 خامساً: إجراءات برنامج سكامبر
349 سادساً: تعليمات عن برنامج سكامبر
350 برنامج (نموذج) تريفنجر لحل المشكلات الإبداعي
351 أولاً: مكونات النموذج
356 ثانياً: خصائص النموذج
الفصل العاشر
التفكير الإيجابي والتفكير السلبي
359 تمهيد
360 تعريف التفكير الإيجابي
361 فسلفة التفكير الإيجابي
371 أهمية التفكير الإيجابي
373 ثمرات التفكير الإيجابي
374 خصائص المفكر الإيجابي
377 ماهية التفكير السلبي
377 أنواع التفكير السلبي
378 أنماط التفكير السلبي
381 المعوقات التي تعود الفرد للتفكير السالب
382 الأفكار والمشاعر السلبية
383 طرق التخلص من التفكير السلبي لدى الأفراد
383 العوامل التي تؤثر على التفكير الإيجابي والتفكير السلبي
386 الجسر الرابط بين الإيجابية والسلبية
387 خريطة التفكير الإيجابي
399 المراجع

الكتب ذات العلاقة

كتب المؤلف

التربية وعلم النفس     الموهبة والإبداع والتفكير تعليم التفكير
 
اضافة الكتاب الى سلة المشتريات
  الكمية:
حذف الكتاب:
   
   
 
 
انهاء التسوق
استمر بالتسوق
9789957169077 :ISBN
تعليم التفكير :الكتاب
د.مصطفى نوري القمش , د.فؤاد عيد الجوالده :المولف
0.800 :الوزن
17×24 :الحجم
ابيض :الورق
424 :الصفحات
2016 :السنة
مجلد :النوع
$30 :السعر
 
:المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الأمين وعلى إخوانه الأنبياء والمرسلين وآل بيته الطيبين وأصحابه الطاهرين وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين وعلى من سار على هداهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد: يعاني التعليم في بعض البيئات التعليمية من سيطرة التعليم النظري التقليدي القائم على فلسفة التلقين، وأن المعلم هو المصدر الأول للمعرفة، وقد يكون هذا ليس عيب التعليم نفسه بقدر ما هو مشكلة في مستوى التنفيذ من قبل المعلمين والتي قد يعود سببها إلى عدم الجدية في العمل. ويظهر هذا الخلل بشكل واضح من خلال تربية الطلبة على العقلية المغلقة، وحصر دورهم فقط في مجرد التلقي والتنفيذ، وبالتالي يُحرم الطالب من واحدة تُعد من أعظم النعم التي وهبها له الخالق سبحانه وتعالى وهي نعمة التفكير. هذا وتعد التربية وسيلة المجتمع في تحقيق شخصية الفرد وتنمية قدراته وتهذيب ميوله واتجاهاته وصقل فطرته حتى يصبح قادراً على مواجهة التحديات والتطورات التي تواجه المجتمع، إذ يقع على عاتق المؤسسات التربوية إعداد طلاب قادرين على النقد وحرية التعبير في مواجهة التحديات التي فرضتها طبيعة الحياة المعاصرة التي نعيشها في الوقت الحاضر خاصة عندما تكون قدرة الطلبة على أداء المهمات التعليمية محدودة بسب ضعف مهاراتهم أو لأي سببٍ كان. عزيزي القارئ: لقد حظي موضوع التفكير باهتمام العديد من الباحثين والمربين، حتى بات من أكثر الموضوعات دراسة وبحثاً في مجال علم النفس التربوي. ولقد عنيت جميع المدارس الفلسفية والفكرية والتربوية بتنمية الفكر والتفكير، لما لها من آثار إيجابية واضحة، ودور فاعل في تحسين تفكير الطلبة، وتوسيع آفاقهم، وتحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة خلال العملية التعليمية،كما أنها يمكن أن يكون لها دور أساسي في توفير جو من الإبداع الذي يعد الأداة الرئيسة للإنسان المعاصر في مواجهة المشكلات الحياتية المختلفة وتحديات المستقبل. إن التغيير في أنماط السلوك والقناعات والخبرات يعتمد في كل الأحيان على ما يتعلمه الفرد في حياته، فمنذ أن يُخلق الإنسان وهو يتَعَلم ويُعَلِم ويبقى كذلك حتى لحظة انتهاء الأجل. وعند محاولة الإنسان توجيه ذاته من نفسه أو من قبل الآخرين تبدأ عملية التعديل والتعلم والنمو تؤثر في شخصيته، وهي بالمحصلة مخرجات لإستراتيجيات التعلم والتعليم التي يمر بها. حيث يرى كوستا (2004) التفكير بأنه "المعالجة العقلية للمدخلات الحسية بهدف تشكيل الأفكار من أجل إدراك المثيرات الحسية والحكم عليها". كما يوصف التفكير بأنه شكل من أشكال السلوك الإنساني، وأعقدها، ويعد من أهم الخصائص التي تميز الإنسان عن غيره من المخلوقات، وهذا التميز ناتج عن تركيب الدماغ لديه وتعقيده مقارنة مع تركيبه البسيط عند الحيوان. والتفكير نشاط داخلي يختلف من حيث نوعيته وطبيعته فمنه ما هو بسيط ومباشر ومنه ما هو معقد، لذا فالأفراد يختلفون فيما بينهم بأساليب تفكيرهم، وأنماطهم المعرفية، ويتعدد النشاط الفكري ليشمل أنواعاً عديدة. ويشير هيسون (Hesson,2000) إلى أن التفكير من أكثر الظواهر التي نعرفها إثارة، حيث إن الأفراد ومنذ سن الطفولة، يدركون بسرعة بأننا نفكر، وأن لديهم سرعة البديهة لإبداء آرائهم حول ما نفعله عندما نفكر. ويؤكد أننا نفكر، ونمارس عملية التفكير، حتى لو كنا لا نريد ذلك، كما أننا لا نستطيع التوقف عن التفكير. وبذلك أصبحت الحاجة كبيرة لإحداث تغيير كلي في نظام التدريس لمواجهة متطلبات القرن الحادي والعشرين، فالبرغم من أن نجاح العملية التعليمية التعلمية يتوقف على كثير من العوامل المهمة، كالمناهج الدراسية والإمكانات، والوسائل المادية اللازمة لعملية التدريس والظروف الاجتماعية والبيئة المحيطة بالطلبة إلا أن الباحثين في التربية العملية يؤكدون أن السلوك التعليمي للمعلم وممارسته التدريسية الفعلية التي يتم بها تنظيم الخبرات واستخدام البرامج والنشاطات العملية هي من أهم العوامل التي تحدد مدى النجاح في تحقيق الأهداف التدريسية والتربوية للمناهج المختلفة. حيث يقوم المعلم بتعويض النقص في المناهج والكتب والأنشطة والتمارين من خلال مرونته وقدرته على التفاعل والتكيف مع الطلبة واستعماله لمدى واسع من الطرائق والإستراتيجيات التدريسية التي تتلاءم مع حاجات الطلبة المختلفة، وتنمي مهارات التفكير وفهم المفاهيم العلمية لديهم.

 
:الفهرس
 
:الكتب ذات العلاقة
 
:كتب المؤلف