لا تزال تربية الأفراد ذوي الإعاقة العقلية من أصعب المهمات الملقاة على عاتق الأسر والمهتمين في هذا المجال، وهم في أمس الحاجة إلى المشورة والاطلاع على الجديد في مواقف عديدة ومتباينة. فالتربية ليست مشكلة المهتمين وحدهم بل تعني المجتمع بأسره، لذلك تشهد الأمم تطوير الطرق والخدمات التي من شأنها الإسهام في الارتقاء بهذه الفئة من الأفراد، إذ إن بناء شخصية هؤلاء الأفراد وتوجيههم هي من الأمور الصعبة إذ تتطلب دراسات عديدة، وتتطلب الكشف عن حاجات وقدرات و اتجاهات وميول واستعدادات هؤلاء الأفراد، بل تتطلب التعرف على المشاكل التي قد تواجههم، كما تتطلب التفكير والإعداد لوضع حلول لكل المشكلات التي قد تسبب إعاقات في تحقيق القبول الاجتماعي. ومن هذا المنطلق فإن هذا الكتاب يوجه إلى استثمار سلوك الأفراد ذوي الحاجات الخاصة والتصرف بحكمة والاستفادة من إمكاناتهم الشخصية، في سبيل تكوين إنسان فاعل ومشارك قادر على قبول من حوله وتقبل المحيطين له. كما يوجه إلى الاستعانة بالمتخصصين والاطلاع على كل ما يكتب حديثا في هذا المجال، حيث ينفرد هذا الكتاب برؤية مستقبلية وبرؤية عصرية في مجال الإعاقة العقلية, فهذا الكتاب يوفر القدر الأكبر من المعلومات حول كل الجوانب التي تهم المربين والمتخصصين في مجال الإعاقة العقلية، مع التذكير بأهمية نظرية العقل Theory of Mind، والأساليب التربوية الملائمة لفئة الإعاقة العقلية, ومن اجل ذلك تم الاعتماد على سرد عدد كبير من النظريات التقليدية والأبحاث العلمية الجارية.