إن عرضنا لاستراتيجيات تنمية مهارات التفكير العليا يعني بالضرورة التطرق إلى خلفية الدراسة من خلال بيان مشكلة وعناصر الدراسة وأسئلتها، وكذلك فرضيات الدراسة وأهميتها، بالإضافة إلى محدداتها ومصطلحاتها المتمثلة بتنظيم المحتوى ومحتوى الكتاب المدرسي ومهارات التفكير العليا والاستقصاء الموجه وحل المشكلات واكتساب المفاهيم الفيزيائية، وكل ذلك في الفصل الأول. وأما الفصل الثاني فنبيّن فيه دور تدريس العلوم في تنمية مهارات التفكير المتعددة والتي تشمل: مهارة التحليل والتركيب والاستقراء والاستنتاج، إضافة إلى الحديث عن مجموعة من الدراسات التي اهتمت بتنمية مهارات التفكير من خلال تدريس العلوم، وكذلك الحديث عن أهمية وكيفية تنظيم المحتوى ودوره في تنمية مهارات التفكير، والدراسات التي تناولت هذا المجال أيضاً، بالإضافة إلى تقديم بعض طرق تدريس العلوم من مثل طريقة حل المشكلات وطريقة الاستقصاء الموجه، ولتعزيز الفائدة في هذا الجانب فقد ذكرت مجموعة من الدراسات التي تناولت كل طريقة. هذا وأفردنا الفصل الثالث لشرح طريقة الدراسة وإجراءاتها من خلال التطرق إلى عينة الدراسة وأدواتها من تنظيم المحتوى الدراسي ودليل المعلم إلى اختبار المفاهيم الفيزيائية واختبار مهارات التفكير العليا، لنتوقف أخيراً عند التصميم والمعالجة الإحصائية من خلال المتغيرات المستقلة أو المتغيرات التابعة. ويتناول الفصل الرابع نتائج الدراسة سواء أكانت تللك المتعلقة باختبار المفاهيم الفيزيائية أم المتعلقة باختبار مهارات التفكير العليا وصولاً إلى خلاصة لهذه النتائج ومن بعد ذلك ــ أي في الفصل الخامس ــ مناقشة هذه النتائج والتوصيات التي أفرزتها الدراسة وتوصلت إليها. ولتعميم الفائدة وتحقيقها، وللوصول بهذا الكتاب إلى الغاية التي وضع من أجلها، آثرنا أن نختمه بمجموعة من الملاحق العملية التي تثريه وتجعله منهلاً ومرجعاً مهماً لكل معلم وطالب وباحث، وراغب في الاستزادة من العلم الذي كلما خضنا غماره اكتشفنا ضيق معرفتنا ومدى حاجتنا إلى الاستزادة والبحث، ولذا نرجو أن نكون قد قدمنا في هذا الكتاب ما يحقق لكم الفائدة العلمية والعملية، وأن يكون بحق كتاباً يرفد مكتبتنا العربية بما هو مميز ومفيد.