التحكيم التجاري الوطني والدولي - الكتاب الاول - التحكيم التجاري الوطني

ISBN 9789923153062
الوزن 0.700
الحجم 17×24
الورق ابيض
الصفحات 312
السنة 2025
النوع مجلد

من المؤكد أن التحكيم ليس وليد اللحظة بل يعود أصله إلى زمن بعيد حتى قبل ظهور الدولة بمفهومها ونظامها الحالي، إلا أنه بحكم التطور الذي طال كافة مجالات الحياة نجد أن اللجوء للتحكيم أصبح أوسع وأشمل من ذي قبل. ذلك أن القضاء هو الطريق الطبيعي لحل النزاعات وفضها وإرساء العدالة في المجتمع، إلا أنه تبعاً لتطور الحياة الاقتصادية والتجارية وتطور العلاقات التجارية المحلية الدولية، برزت الحاجة لإيجاد وسائل بديلة عن القضاء تحكمها إرادة الأطراف يتم اللجوء إليها لفض النزاعات بينهم، ومن أهمها التحكيم الذي يعد أداةً اتفاقيةً فعالة لتحقيق العدالة، يلجأ إليها أطراف العلاقات القانونية لحل ما ينشأ بينهم من نزاع بصددها لحله بعيداً عن القضاء، دون إلغاء دور القضاء الذي يتمتع بسلطة الأمر والرقابة على إجراءات التحكيم والحكم الصادر بصدده. ونظراً لاتساع آفاق التحكيم على مختلف العلاقات الاقتصادية وعلى كافة المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، ونظراً لأن اللجوء إلى القضاء الوطني لم يعد الوسيلة الفعالة لاقتضاء الحقوق، لما يتضمن من مماطلة ومراوغة وتعطيل لتحصيل الحقوق، وهذا ما أثبته الواقع العملي، فقد بات من المفضل لأطراف العلاقات القانونية اللجوء إلى التحكيم لما يحققه من استقرار المراكز القانونية للخصوم وذلك بتجنب إطالة إمد النزاع، من خلال السرعة في الفصل فيه والمحافظة على سرية أعمالهم لا بل حتى ماهية منازعاتهم. فضلاً عما يمثله التحكيم من أداة اتفاقية لتحقيق العدالة، بناءً على اتفاق أطراف النزاع على طرح ما ينشأ من نزاعات نتيجة علاقاتهم القانونية على هيئة تحكيم يتم اختيار أعضائها من قبلهم لتفصل في هذه النزاعات بدلاً من أن يفصل فيها قضاء الدولة. ولذلك حرصت أغلب الدول على وضع تنظيم قانوني خاص بالتحكيم، بينت فيه كافة الإجراءات والقواعد التي يجب اتباعها، بدءاً من الاتفاق على التحكيم وما يجوز طرحه على التحكيم من منازعات ومروراً بإجراءات خصومة التحكيم وما تستوجبه من ضمانات وتطبيق القواعد القانونية الإجرائية والموضوعية على النزاع المطروح على هيئة التحكيم وانتهاء بإصدار حكم التحكيم وتنفيذه. وبناءً على ما تقدم فقد نظم المشرع الأردني التحكيم في قانون التحكيم رقم 31 لسنة 2001 والمعدل بالقانون رقم 16 لسنة 2018، والذي يمثل الشريعة العامة للتحكيم تاركاً لأطراف العلاقة القانونية ووفقاً لمبدأ سلطان الإرادة الاتفاق على ما يشاؤون من إحالة ما ينشأ بينهم بالفعل من نزاع وعرضه على هيئة تحكيمية يختارونها لتفصل فيه بحكم وفق قواعد إجرائية وموضوعية يختارونها، وبما لا يخالف النظام العام والآداب. كما ساهم القضاء الأردني من خلال اجتهادات قضائية متميزة في تكريس قواعد متقدمة في مجال التحكيم في النزاعات التجارية والاقتصادية الوطنية منها أو الأجنبية، سواء تلك التي نشأت بين الأفراد أم بين الأفراد والشركات، وكذلك تلك التي تنشأ بين أشخاص القانون العام أو أشخاص القانون الخاص. ونظراً لأهمية التحكيم التجاري ودوره في تطوير العلاقات التجارية المحلية والدولية بشكل خاص لما فيه من مسايرة لما هو معمول به لدى أغلب الدول المتقدمة فقد حرصت الدول ذات النظم القانونية المعاصرة على وضع تنظيم خاص بالتحكيم أفردت له قانوناً خاصاً، تبنت فيه أغلب القواعد وأحكام التحكيم الواردة في القانون النموذجي للتحكيم الذي وضعته لجنة الأمم المتحدة لقانون التجارة الدولية (اليونسيترال- UNICITRAL)، والذي أقرته الأمم المتحدة سنة 1985، ومن هذه الدول مصر التي أصدرت قانوناً جديداً مستقلاً للتحكيم في المواد المدنية والتجارية وهو القانون رقم 27 لسنة 1994، وكذلك الأمر بالنسبة لسوريا التي تبنى فيها المشرع القانون النموذجي في قانون التحكيم رقم 4 لسنة 2008، كما نظم المشرع الأردني التحكيم من خلال تبنيه أغلب نصوص القانون النموذجي، وأصدر القانون رقم 31 لسنة 2001 والمعدل بالقانون رقم 16 لسنة 2018 والذي يمثل الشريعة العامة للتحكيم في المواد المدنية والتجارية، والذي سيكون محور دراستنا في هذا الكتاب. ونظراً لأهمية التحكيم كوسيلة لفض النزاع وما يتمتع به من مزايا، فقد حاولنا في هذا الكتاب دراسة قواعد وأحكام قانون التحكيم الأردني إلى جانب ما ذهب إليه الاجتهاد القضائي الأردني والمقارن أحياناً، من خلال البحث والتحليل لماهية التحكيم واتفاق التحكيم وتكوين هيئة التحكيم وما يترتب عليها من واجبات وكذلك ما يعترض عملها من طوارئ، ونظامه الإجرائي خلال خصومة التحكيم وضمانات التقاضي الأساسية التي تكفل لأطراف النزاع الوصول إلى حكم عادل ينتهي به نزاعهم وحتى صدور حكم التحكيم يحوز حجية الأمر المقضي به ولا يطعن فيه إلا بدعوى البطلان التي جاء بها قانون التحكيم، وأخيراً آلية تنفيذ حكم التحكيم الوطني أو الأجنبي في المملكة الأردنية الهاشمية.

الصفحةالموضوع
11 اسـتهلال
13 تـمـهـيد
الفصل التمهيدي
ماهية التحكيم
20 المبحث الأول: مفهوم التحكيم
20 المطلب الأول: تعريف التحكيم
20 الفرع الأول: تعريف التحكيم في اللغة
21 الفرع الثاني: تعريف التحكيم اصطلاحاً
23 المطلب الثاني: الطبيعة القانونية للتحكيم
25 المبحث الثاني: أسباب اللجوء إلى التحكيم ومزايا التحكيم وعيوبه
25 المطلب الأول: أسباب اللجوء لتحكيم ومزاياه
28 المطلب الثاني: عيوب التحكيم
31 المبحث الثالث: أنواع التحكيم وتمييزه عما يشابهه من تصرفات
31 المطلب الأول: أنواع التحكيم
31 الفرع الأول: من حيث طبيعة التحكيم
33 الفرع الثاني: من حيث وجود منظمة تديره
33 الفرع الثالث: من حيث تقيد المحكم بالقواعد القانونية
34 المطلب الثاني: تمييز التحكيم عن غيره من التصرفات القانونية المشابهة له
34 الفرع الأول: التحكيم والقضاء
35 الفرع الثاني: تمييز التحكيم عن الصلح
35 الفرع الثالث: تمييز التحكيم عن الخبرة
36 الفرع الرابع: تمييز التحكيم عن الوكالة
37 الفرع الخامس: تمييز التحكيم عن الوساطة والتوفيق
الفصل الأول
اتفاق التحكيم
42 المبحث الأول: مفهوم اتفاق التحكيم
42 المطلب الأول: تعريف اتفاق التحكيم
42 الفرع الأول: تعريف اتفاق التحكيم في التشريعات الوطنية والاتفاقيات الدولية
43 الفرع الثاني: التعريف الفقهي لاتفاق التحكيم
45 المطلب الثاني: صور اتفاق التحكيم
45 الفرع الأول: شرط التحكيم
46 الفرع الثاني: مشارطة التحكيم
49 المبحث الثاني: أركان اتفاق التحكيم
49 المطلب الأول: الأركان الموضوعية لاتفاق التحكيم
49 الفرع الأول: التراضي
58 الفرع الثاني: محل التحكيم
67 الفرع الثالث: سبب التحكيم
68 المطلب الثاني: الأركان الشكلية لاتفاق التحكيم
68 الفرع الأول: الكتابة التقليدية
69 الفرع الثاني: الوسائل البديلة للكتابة
71 المبحث الثالث: نطاق اتفاق التحكيم واستقلال شرط التحكيم
71 المطلب الأول: تحديد نطاق اتفاق التحكيم وامتداده
72 الفرع الأول: تحديد نطاق اتفاق التحكيم من حيث الموضوع وامتداده
77 الفرع الثاني: نطاق اتفاق التحكيم من حيث الأشخاص وامتداده
90 المطلب الثاني: مبدأ استقلال شرط التحكيم
91 الفرع الأول: ماهية مبدأ استقلال اتفاق التحكيم
95 الفرع الثاني: النتائج المترتبة على مبدأ استقلال اتفاق التحكيم
الفصل الثاني
هيئة التحكيم
100 المبحث الأول: تكوين هيئة التحكيم
100 المطلب الأول: طرق تعيين هيئة التحكيم
100 الفرع الأول: الطريقة الرضائية لتعيين المحكمين
102 الفرع الثاني: الطريقة القضائية لتعيين المحكمين
105 المطلب الثاني: شروط صلاحية المحكم
105 الفرع الأول: الشروط القانونية للمحكم
109 الفرع الثاني: الشروط الاتفاقية
110 المطلب الثالث: المركز القانوني للمحكم
110 الفرع الأول: الطبيعة القانونية لعلاقة الطرفين بالمحكم
112 الفرع الثاني: الالتزام بقبول المهمة وبالإفصاح
116 الفرع الثالث: المسؤولية المدنية للمحكم
118 المبحث الثاني: العوارض الخاصة بهيئة التحكيم
118 المطلب الأول: تنحي المحكم
119 المطلب الثاني: عزل المحكم
119 الفرع الأول: العزل الاتفاقي
120 الفرع الثاني: العزل القضائي
121 المطلب الثالث: رد المحكم أو وفاة المحكم أو عجزه
121 الفرع الأول: رد المحكم
127 الفرع الثاني: وفاة المحكم أو عجزه
الفصل الثالث
إجراءات التحكيم
132 المبحث الأول: إجراءات الخصومة التحكيمية والضمانات الأساسية التي تحكمها
132 المطلب الأول: إجراءات التحكيم الأولية لانعقاد الخصومة
132 الفرع الأول: سلطة تنظيم الإجراءات
136 الفرع الثاني: أحكام خاصة بأعمال التحكيم الإجرائي
139 الفرع الثالث: التسلسل الإجرائي لخصومة التحكيم
146 المطلب الثاني: الضمانات الأساسية التي تحكم إجراءات الخصومة التحكيمية
147 الفرع الأول: مبدأ الطلب
148 الفرع الثاني: مبدا المساواة
148 الفرع الثالث: احترام الحق في الدفاع
149 الفرع الرابع: مبدأ المواجهة والمجابهة بالدليل
150 الفرع الخامس: عدم جواز قضاء المحكم بعلمه الشخصي
152 المبحث الثاني: نطاق خصومة التحكيم وعوارضها
152 المطلب الأول: نطاق خصومة التحكيم
152 الفرع الأول: النطاق الشخصي لخصومة التحكيم
157 الفرع الثاني: النطاق الموضوعي لخصومة التحكيم
163 المطلب الثاني: عوارض خصومة التحكيم
163 الفرع الأول: انقطاع الخصومة ووقفها
171 الفرع الثاني: إنهاء الخصومة بغير حكم في الدعوى
177 المبحث الثالث: القانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع وإجراءات الخصومة
177 المطلب الأول: القانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع
178 الفرع الأول: القواعد الواجبة التطبيق في التحكيم مع التفويض بالصلح
180 الفرع الثاني: القواعد القانونية الموضوعية الواجبة التطبيق في التحكيم العادي
184 المطلب الثاني: القانون الواجب التطبيق على الإجراءات
188 المبحث الرابع: الإثبات أمام المحكمين واتخاذ التدابير الوقتية أو التحفظية
189 المطلب الأول: الإثبات أمام هيئة التحكيم
189 الفرع الأول: القواعد العامة للإثبات أمام هيئة التحكيم
192 الفرع الثاني: أدلة الإثبات أمام المحكمين
194 الفرع الثالث: قواعد خاصة في إجراءات الإثبات أمام هيئة التحكيم
198 المطلب الثاني: التدابير الوقتية والتحفظية في التحكيم
198 الفرع الأول: ماهية وشروط التدابير الوقتية والتحفظية في التحكيم
203 الفرع الثاني: التدابير الوقتية والتحفظية في القانون الأردني
الفصل الرابع
حكم التحكيم
210 المبحث الأول: ميعاد إصدار حكم التحكيم وإجراءات وشروط صدوره
211 المطلب الأول: ميعاد صدور الحكم المنهي للخصومة
211 الفرع الأول: الميعاد الاتفاقي لإصدار الحكم
212 الفرع الثاني: عدم اتفاق الأطراف على ميعاد لصدور الحكم
214 الفرع الثالث: أثر انقضاء الميعاد دون صدور حكم
215 المطلب الثاني: المداولة لإصدار حكم التحكيم
216 الفرع الأول: ماهية المداولة وسريتها
218 الفرع الثاني: ضرورة اشتراك كافة المحكمين في المداولة والتصويت على الحكم
219 المطلب الثالث: شروط صحة حكم التحكيم وبياناته وإجراءات صدوره
219 الفرع الأول: الشروط المتعلقة بموضوع الحكم
221 الفرع الثاني: الشروط المتعلقة بشكل الحكم ومضمونه
231 الفرع الثالث: النطق بالحكم وتبليغه
233 المبحث الثاني: آثار حكم التحكيم
233 المطلب الأول: حيازة حكم التحكيم حجية الأمر المقضي به
233 الفرع الأول: ماهية حجية الأمر المقضي به
236 الفرع الثاني: تعلق حجية الحكم بالنظام العام
236 المطلب الثاني: استنفاد ولاية هيئة التحكيم
237 الفرع الأول: مضمون استنفاد هيئة التحكيم لولايتها
237 الفرع الثاني: الأحكام التي تستنفد فيها هيئة التحكيم لولايتها
238 المطلب الثالث: استثناءات مبدأ استنفاد هيئة التحكيم لولايتها
238 الفرع الأول: تفسير حكم التحكيم
243 الفرع الثاني: تصحيح الأخطاء المادية في حكم التحكيم
246 الفرع الثالث: إصدار الحكم الإضافي
251 المبحث الثالث: دعوى بطلان حكم التحكيم
252 المطلب الأول: ماهية دعوى بطلان حكم التحكيم وطبيعتها القانونية وحالات البطلان
253 الفرع الأول: مفهوم دعوى بطلان حكم التحكيم
256 الفرع الثاني: الطبيعة القانونية لدعوى بطلان حكم التحكيم
257 الفرع الثالث: حالات البطلان
264 المطلب الثاني: التنظيم القانوني لأصول دعوى بطلان حكم التحكيم
265 الفرع الأول: شروط دعوى البطلان والمحكمة المختصة بنظرها والتنازل عنها
267 الفرع الثاني: مشتملات وبينات لائحة دعوى بطلان حكم التحكيم
268 الفرع الثالث: بيانات أوراق التبليغ والجهة المختصة بإجرائه
269 الفرع الرابع: إجراءات قيد دعوى البطلان
273 الفرع الخامس: الفصل في دعوى بطلان حكم التحكيم
277 المبحث الرابع: تنفيذ حكم التحكيم
277 المطلب الأول: منح القوة التنفيذية لأحكام التحكيم الوطنية
278 الفرع الأول: الاختصاص بإصدار الأمر بتنفيذ الحكم
278 الفرع الثاني: إجراءات طلب التنفيذ
281 الفرع الثالث: فصل محكمة التمييز في الطلب
283 المطلب الثاني: تنفيذ حكم التحكيم الأجنبي في الأردن
284 الفرع الأول: مفهوم حكم التحكيم الأجنبي
288 الفرع الثاني: شروط تنفيذ حكم التحكيم الأجنبي
291 الفرع الثالث: آلية وإجراءات تنفيذ حكم التحكيم الأجنبي
296 الفرع الرابع: حالات رفض تنفيذ حكم التحكيم الأجنبي في الأردن
305 المراجع

الكتب ذات العلاقة

القانون     التحكيم والمنازعات التحكيم التجاري الوطني والدولي - الكتاب الاول - التحكيم التجاري الوطني
 
اضافة الكتاب الى سلة المشتريات
  الكمية:
حذف الكتاب:
   
   
 
 
انهاء التسوق
استمر بالتسوق
9789923153062 :ISBN
التحكيم التجاري الوطني والدولي - الكتاب الاول - التحكيم التجاري الوطني :الكتاب
أ. د.جمال الدين عبد الله مكناس , د. عبد الله يحيى مكناس , ا. حكمت عبد الحميد العضايلة :المولف
0.700 :الوزن
17×24 :الحجم
ابيض :الورق
312 :الصفحات
2025 :السنة
مجلد :النوع
$25 :السعر
 
:المقدمة

من المؤكد أن التحكيم ليس وليد اللحظة بل يعود أصله إلى زمن بعيد حتى قبل ظهور الدولة بمفهومها ونظامها الحالي، إلا أنه بحكم التطور الذي طال كافة مجالات الحياة نجد أن اللجوء للتحكيم أصبح أوسع وأشمل من ذي قبل. ذلك أن القضاء هو الطريق الطبيعي لحل النزاعات وفضها وإرساء العدالة في المجتمع، إلا أنه تبعاً لتطور الحياة الاقتصادية والتجارية وتطور العلاقات التجارية المحلية الدولية، برزت الحاجة لإيجاد وسائل بديلة عن القضاء تحكمها إرادة الأطراف يتم اللجوء إليها لفض النزاعات بينهم، ومن أهمها التحكيم الذي يعد أداةً اتفاقيةً فعالة لتحقيق العدالة، يلجأ إليها أطراف العلاقات القانونية لحل ما ينشأ بينهم من نزاع بصددها لحله بعيداً عن القضاء، دون إلغاء دور القضاء الذي يتمتع بسلطة الأمر والرقابة على إجراءات التحكيم والحكم الصادر بصدده. ونظراً لاتساع آفاق التحكيم على مختلف العلاقات الاقتصادية وعلى كافة المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، ونظراً لأن اللجوء إلى القضاء الوطني لم يعد الوسيلة الفعالة لاقتضاء الحقوق، لما يتضمن من مماطلة ومراوغة وتعطيل لتحصيل الحقوق، وهذا ما أثبته الواقع العملي، فقد بات من المفضل لأطراف العلاقات القانونية اللجوء إلى التحكيم لما يحققه من استقرار المراكز القانونية للخصوم وذلك بتجنب إطالة إمد النزاع، من خلال السرعة في الفصل فيه والمحافظة على سرية أعمالهم لا بل حتى ماهية منازعاتهم. فضلاً عما يمثله التحكيم من أداة اتفاقية لتحقيق العدالة، بناءً على اتفاق أطراف النزاع على طرح ما ينشأ من نزاعات نتيجة علاقاتهم القانونية على هيئة تحكيم يتم اختيار أعضائها من قبلهم لتفصل في هذه النزاعات بدلاً من أن يفصل فيها قضاء الدولة. ولذلك حرصت أغلب الدول على وضع تنظيم قانوني خاص بالتحكيم، بينت فيه كافة الإجراءات والقواعد التي يجب اتباعها، بدءاً من الاتفاق على التحكيم وما يجوز طرحه على التحكيم من منازعات ومروراً بإجراءات خصومة التحكيم وما تستوجبه من ضمانات وتطبيق القواعد القانونية الإجرائية والموضوعية على النزاع المطروح على هيئة التحكيم وانتهاء بإصدار حكم التحكيم وتنفيذه. وبناءً على ما تقدم فقد نظم المشرع الأردني التحكيم في قانون التحكيم رقم 31 لسنة 2001 والمعدل بالقانون رقم 16 لسنة 2018، والذي يمثل الشريعة العامة للتحكيم تاركاً لأطراف العلاقة القانونية ووفقاً لمبدأ سلطان الإرادة الاتفاق على ما يشاؤون من إحالة ما ينشأ بينهم بالفعل من نزاع وعرضه على هيئة تحكيمية يختارونها لتفصل فيه بحكم وفق قواعد إجرائية وموضوعية يختارونها، وبما لا يخالف النظام العام والآداب. كما ساهم القضاء الأردني من خلال اجتهادات قضائية متميزة في تكريس قواعد متقدمة في مجال التحكيم في النزاعات التجارية والاقتصادية الوطنية منها أو الأجنبية، سواء تلك التي نشأت بين الأفراد أم بين الأفراد والشركات، وكذلك تلك التي تنشأ بين أشخاص القانون العام أو أشخاص القانون الخاص. ونظراً لأهمية التحكيم التجاري ودوره في تطوير العلاقات التجارية المحلية والدولية بشكل خاص لما فيه من مسايرة لما هو معمول به لدى أغلب الدول المتقدمة فقد حرصت الدول ذات النظم القانونية المعاصرة على وضع تنظيم خاص بالتحكيم أفردت له قانوناً خاصاً، تبنت فيه أغلب القواعد وأحكام التحكيم الواردة في القانون النموذجي للتحكيم الذي وضعته لجنة الأمم المتحدة لقانون التجارة الدولية (اليونسيترال- UNICITRAL)، والذي أقرته الأمم المتحدة سنة 1985، ومن هذه الدول مصر التي أصدرت قانوناً جديداً مستقلاً للتحكيم في المواد المدنية والتجارية وهو القانون رقم 27 لسنة 1994، وكذلك الأمر بالنسبة لسوريا التي تبنى فيها المشرع القانون النموذجي في قانون التحكيم رقم 4 لسنة 2008، كما نظم المشرع الأردني التحكيم من خلال تبنيه أغلب نصوص القانون النموذجي، وأصدر القانون رقم 31 لسنة 2001 والمعدل بالقانون رقم 16 لسنة 2018 والذي يمثل الشريعة العامة للتحكيم في المواد المدنية والتجارية، والذي سيكون محور دراستنا في هذا الكتاب. ونظراً لأهمية التحكيم كوسيلة لفض النزاع وما يتمتع به من مزايا، فقد حاولنا في هذا الكتاب دراسة قواعد وأحكام قانون التحكيم الأردني إلى جانب ما ذهب إليه الاجتهاد القضائي الأردني والمقارن أحياناً، من خلال البحث والتحليل لماهية التحكيم واتفاق التحكيم وتكوين هيئة التحكيم وما يترتب عليها من واجبات وكذلك ما يعترض عملها من طوارئ، ونظامه الإجرائي خلال خصومة التحكيم وضمانات التقاضي الأساسية التي تكفل لأطراف النزاع الوصول إلى حكم عادل ينتهي به نزاعهم وحتى صدور حكم التحكيم يحوز حجية الأمر المقضي به ولا يطعن فيه إلا بدعوى البطلان التي جاء بها قانون التحكيم، وأخيراً آلية تنفيذ حكم التحكيم الوطني أو الأجنبي في المملكة الأردنية الهاشمية.

 
:الفهرس
 
:الكتب ذات العلاقة
 
:كتب المؤلف